يمر المولود الجديد من أول يوم له إلى غاية السنتين، بمجموعة من اللقاحات الضرورية؛ لحمايته من عدة أمراض، وفق رزنامة دقيقة ومدروسة. وتُعد الجزائر واحدة من الدول الرائدة في تحصين أطفالها ضد الأمراض التي تتطلب لقاحات في الصغر، وذلك من خلال اتباعها مخططا محكما، وتجنيدها خلايا الطب الجواري، وحتى الطب المدرسي؛ لتعزيز اللقاحات ضد كثير من الأمراض، بعضها خطير جدا. تسهر وزارة الصحة في الجزائر، دائما، على البقاء متفطنة في ما يخص الرزنامة الروتينية للقاحات الأطفال في إطار مكافحة الوفيات وسط الأطفال. تجربة طويلة تقتدي بها كثير من الدول، حسب شهادات العاملين في القطاع من دول أجنبية خلال مشاركاتهم في الأيام التحسيسية حول هذا الموضوع. وقد أطلقت الوزارة الوصية قبل أيام قليلة، المخطط الجديد لرزنامة لقاحات الأطفال للسنة الجارية؛ من خلال مخطط وقائي كفيل بحماية الطفل من العديد من الأمراض المعدية والفيروسات التي يمكن أن تصيبه منذ الأشهر الأولى من حياته. وتم الكشف، مؤخرا، عن البرنامج الوطني للتطعيم، والذي خضع لتعديلات ملائمة للوضعية الوبائية والتطورات الحاصلة خلال السنوات الأخيرة؛ بسبب الأوبئة المنتشرة؛ بهدف تعزيز عمل اللقاحات، وإدماج بعضها لتفادي تهاون الأولياء مع تواريخ بعض اللقاحات المؤخَّرة، أو بالتخلي عنها. كما إن تلك اللقاحات المبرمجة منذ ولادة الطفل إلى غاية ست سنوات، تهدف إلى الوقاية من 11 مرضا وفيروسا، ومن مشاكل صحية أخرى مرتبطة بالإصابة بواحد من تلك الأمراض؛ الأمر الذي يجعل احترام ذلك البرنامج ضروريا جدا، وبالغ الأهمية؛ لحماية صحة الطفل، وتقليل نسبة الوفيات بين الأطفال. وحول هذا الموضوع كان ل"المساء" لقاء مع طبيبة الأطفال ياسمين قاسمية، التي أشارت إلى أن الطبيب الموكل بالولادة ومراقبة الحمل، هو المسؤول عن مهمة تحسيس وتوعية الأم بضرورة اتباع رزنامة التلقيحات بانتباه شديد، وعدم تفويت تلك المواعيد خلال الأشهر، على أن يتم غالبيتها في الشهر الثامن عشر للرضيع. وأضافت أن بعد هذه السن، قد لا يكون للتلقيح فعالية للتصدي لتلك الأمراض والوقاية منها؛ إذ يمكن أن يقاومها الجهاز وتصبح غير فعالة، أو يمكن الطفلَ أن يصاب بالمرض خلال أشهره الأولى. وأكدت أن على المرأة اليوم، أن تمتلك ثقافة احترام مواعيد التلقيح؛ إذ تعتمد دائما على الطبيب المراقب من أجل اتباع البرنامج خطوة خطوة، لتحديد التلقيح، وفترته التي لا يجب تعدّيها. وأشارت الطبيبة إلى أن الكثير من الأمهات يجهلن معنى بعض الأمراض، ولا يدركن التلقيح ضد أي مرض يؤخذ، فيكفيهن أن يعرفن تاريخ اللقاح فقط؛ بمعنى أن البعض لا يفقه ما المرض الذي بصدد الوقاية منه بفضل تلك اللقاحات. وشددت المتحدثة على أن بعض اللقاحات لا تعني عدم إصابة الشخص بتلك الأمراض أو الفيروسات وإنما أحيانا تجرى للتخفيف من أعراضها، وتقليل احتمالية مضاعفاتها الخطيرة. وعلى الأولياء معرفة مختلف الأعراض الجانبية التي يمكن أن تحدث للرضيع أو الطفل بعد تلقّيه اللقاح؛ كالحمى مثلا. وأكدت في حديثها أن الجزائر بفضل برنامجها الروتيني الذي تحترمه منذ عشرات السنوات، حققت نتائج مرضية جدا في ما يخص انخفاض، إلى مستويات تؤول إلى الصفر، بعض الأمراض التي تصيب الطفل؛ كالحصبة، والحصبة الألمانية، والدفتيريا، والشلل، والتي تتحكم الجزائر فيها من خلال تلك التطعيمات المسبقة المضادة لها، وللوقاية منها منذ أولى ساعات حياة الطفل. وتقول الطبيبة ياسمين قاسمية: "ولمراجعة تلك التطعيمات يمكن الأولياء التقدم من أي مصلحة للطب الجواري؛ لمعرفة الرزنامة الدقيقة للتلقيحات التي تَعد 12 تطعيما إجباريا ضد السل، والشلل، والتهاب الكبد الفيروسي، والحصبة، والحصبة الألمانية، والسعال الديكي، والكراز، والأنفلونزا، والالتهاب الرئوي، والحصبة أو بوحمرون. ثم يتم تكرير البعض من تلك التطعيمات؛ كتذكير وتعزيز لنفس اللقاح، وتجديده بعد عدة أسابيع أو بضعة أشهر، وفق ما تحدده الرزنامة". وفي الختام، أكدت الطبيبة على ضرورة احترام الأولياء المواعيدَ، وعدم تفويتها أو التخلي عنها.