وصف الصحراويون الزيارة التي قام بها المفوض الأممي السامي للاجئين انطونيو غوتيريس إلى مخيمات اللاجئين في اليومين الماضيين ب"الشعلة" و"الالتفاتة" التي تمنوا أن لا تكون الأخيرة وأن لا يقتصر الاهتمام الدولي إلا على النزاعات والأزمات التي توليها وسائل الإعلام الدولية الأهمية لغايات وحسابات مصالح القوى الكبرى. وفي الوقت الذي وصف فيه الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز هذه الزيارة ب"الالتفاتة التضامنية الراقية" خاصة وأنها تزامنت مع شهر رمضان المعظم اعتبرها الوزير الأول عبد القادر طالب عمر بمثابة "بداية اهتمام وجهد دولي جديد" من شأنها مساعدة اللاجئين الصحراويين من الناحية الإنسانية وتحسين الخدمات لهم. وقال الرئيس محمد عبد العزيز بأن الصحراويين جد حساسين لهذه الزيارة التي تقوم بها أكبر منظمة في العالم واعتبر أن المفوض السامي للاجئين قد أحسن اختيار الوقت المناسب الذي تزامن مع شهر رمضان وأصبح فيه اللاجئون الصحراويون أكثر احتياجا لالتفاتة المجموعة الدولية لأوضاعهم المأساوية. كما عبر الأمين العام لجبهة البوليزاريو عن قناعته بالمكانة العالية والتاريخ السياسي الحافل الذي يتمتع به انطونيو غوتيريس والذي اعتبر بأنه سيمكنه من وضع بصمته في حل آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية أو على الأقل التخفيف من المأساة التي يعيشها الصحراويون منذ أكثر من 34 سنة. وكان الرئيس الصحراوي يتحدث عن مبلغ 12 مليون دولار الذي وعد المفوض الأممي السامي للاجئين بتخصيصه لفائدة اللاجئين الصحراويين حتى وإذا كان المبلغ ضئيل ولا يكفي لسد حاجيات قرابة 200 الف لاجئ. وهو الأمر الذي اعترف به انطونيو غوتيريس الذي قال ان هذا المبلغ يبقى "ضئيل جدا" بالنظر إلى الاحتياجات الكبيرة لهؤلاء اللاجئين خاصة مع شح المساعدات الدولية قي السنوات الأخيرة بسبب الاهتمامات المغربية الزاعمة ان هذه المساعدات تذهب إلى غير مكانها. ولكن التفاتة الأممالمتحدة تبقى في حد ذاتها ذات مغزى إنساني وسياسي كونها كسرت مفعول هذه الاتهامات التي اتضح زيفها بزيارة المفوض السامي للاجئين إلى مخيمات تندوف. ويتأكد ذلك من خلال النداء الذي قال غوتيريس ان المفوضية السامية للاجئين ستوجهه إلى المجموعة الدولية لتقديم دعم اكبر من خلال المفوضية والجمعيات والصليب والهلال الأحمر الدولي. ولم يكتف غوتيريس بالحديث عن المساعدات الإنسانية للاجئين الصحراويين بل أثار الملف الشائك لتبادل الزيارات بين المخيمات والمدن المحتلة والذي يضع المغرب عقبات أمام تطبيقه. وفي هذا السياق قال المسؤول الأممي ان برنامج تبادل الزيارات بين العائلات الصحراوية سيحظى باهتمام اكبر من قبل المفوضية مشيرا إلى ان هذا البرنامج مكن لحد الآن من استفادة 8 آلاف عائلة في حين لا تزال 40 ألف عائلة تنتظر دورها. ووعد غوتيريس بأن تعمل المفوضية ما في وسعها من اجل فتح طريق بري معبد في القريب العاجل بين مخيمات اللاجئين والمدن المحتلة للتخفيف من عبء الرحلات الجوية المكلفة ولإعطاء الفرصة لعدد كبير من العائلات الصحراوية للاستفادة من هذا البرنامج. وتعتبر زيارة المفوض الاممي السامي للاجئين الصحراويين إلى مخيمات اللاجئين الأولى من نوعها منذ عام 1976 وقد زار خلالها العديد من المرافق كما التقى بممثلي بعض الفعاليات الصحراوية والدولية الفاعلة في مختلف المخيمات الخمسة الموزعة على مساحات في أقصى الجنوب الجزائري. للإشارة فقد عقد المفوض السامي للاجئين لقاءات مغلقة مع كل من عمال مكتب المفوضية السامية للاجئين وممثلي المنظمات الدولية غير الحكومة كما التقى بوفد من قيادات المكتب لاتحاد النساء الصحراويات واستمع إلى انشغالات وزارة التعليم الصحراوية.