انطلقت على مستوى ولاية البليدة، هذا الأسبوع، الحملة التحسيسية للوقاية من سرطان البروستات على مستوى ساحة التوت بقلب ولاية البليدة، وسط إقبال كبير من كبار السن الذين توافدوا منذ الساعات الأولى من بدء التشخيص على العيادة المتنقلة، لحجز موعد الفحص والاحتكاك بالطاقم الطبي للاستفسار حول كل ما يتعلق بهذا الداء وكيفية الوقاية والعلاج منه . يبدو أن الوعي بأهمية التشخيص ضد سرطان البروستات كان كبيرا لدى الفئة المعنية به من الذين فاق سنهم الخمسين، وهو ما يعكسه التوافد الكبير للرجال على العيادة المتنقلة طلبا للتشخيص حسبما وقفت عليه "المساء"، حيث لعبت وسائل الإعلام، وفق ما كشف عنه بعض المواطنين دورا بارزا في لفت انتباههم إلى موعد انطلاق الحملة وأهميتها في الوقاية من خطر الإصابة بثمل هذا النوع من السرطانات، الذي يسجل ارتفاعا في الجزائر. وحسبما كشف عنه بعض كبار السنة من الذين كانوا ينتظرون موعد الفحص، فإن الغرض من المشاركة في مثل هذه الحملات التحسيسية ليس فقط الكشف و إنما الاحتكاك بالطاقم الطبي وطرح الأسئلة التي تتعلق بهذا النوع من السرطانات، خاصة ما تعلق منها بالأعراض وكيفية المتابعة والعلاج، وهو ما أكده سفيان رليد، الأمين العام لجمعية الفجر، المشرفة على تنظيم التظاهرة التحسيسية بالتنسيق مع مركز مكافحة السرطان بالبليدة، قائلا في معرض حديثه: "إن الحملة التحسيسية تدخل في إطار البرنامج المسطر للوقاية من سرطان البروستات، تمتد على مدار عشرة أيام كاملة". مشيرا الى أن الهدف من تنظيم مثل هذه الحملات ليس البحث عن الحالات الايجابية فقط ، و إنما توعية المشتبه في احتمال إصابتهم إلى طريقة العلاج وكيفية المتابعة الطبية، موضحا أن "الغاية ليست اكتشاف حالات جديدة و إنما مساعدتها على البدء في رحلة العلاج وبلوغ الشفاء خاصة وأن مثل هذا النوع من السرطانات احتمال الشفاء فيه وارد". من جهة أخرى، أشار المتحدث، إلى أن العملية التحسيسية التي سبق وأن قامت بها الجمعية لم تقتصر على ولاية البليدة، وإنما تم تنظيم قوافل طبية جابت بعض ولايات الوطن، حيث تم استهداف كل من واد سوف، بسكرة، غرداية، تلمسان، معسكر و سعيدة حيث تم القيام بأكثر من 4 آلاف تشخيص. موضحا بالمناسبة بأن الطاقم الطبي المشرف على عملية التشخيص عند تسجيل بعض الحالات الإيجابية، هذا لا يعني بالضرورة أن الشخص مصاب و إنما يتم توجيهه إلى الطبيب المختص الذي يباشر الفحوصات والتحاليل اللازمة للتأكد من إصابته من عدمه، لافتا بأن التشخيصات كشفت عن وجود بعض الحالات التي كانت تعاني من التهابات وليست مصابة بالسرطان. وعلى صعيد آخر، أوضح المتحدث بان الغاية من التشخيص المبكر ليست فقط اكتشاف المرض، و إنما التقليص أيضا من تكاليف العلاج على عاتق المريض و على خزينة الدولة لأنه/ كما قال: "كلما كان الكشف مبكرا كان العلاج سريعا وبتكاليف أقل". من جهته، أوضح الطبيب سمير عزوز، بأن التوافد على العيادة المتنقلة التي تم تنصيبها بساحة التوت يكشف مدى الوعي المجتمعي بأهمية التشخيص المبكر، مشيرا بأنه سبق وان تم القيام بحملة مماثلة في كل من ولاية تلمسان و سعيدة ، حيث تم استهداف المساجد والساحات العمومية التي تعرف تواجد مكثف للأشخاص المعنيين بهذا النوع من الحملات، لافتا في السياق أنه تم اكتشاف بعض الحالات المصابة وتوجيههم للمصالح الطبية المتخصصة للشروع في العلاج.