أكد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، محمود أبو زبيدة، الأهمية البالغة لقرار محكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس وزراء الاحتلال ووزير دفاعه السابق، لما له من تبعات سيكون لها صداها سواء داخل اسرائيل او في الولاياتالمتحدة التي ضغطت قدر المستطاع لمنع استصدار هذه المذكرات. وصف أبو زبيدة، في تصريح ل"المساء"، أمس، قرار محكمة لاهاي، بالتاريخي، حيث سيدخل، حسبه، في سجل الاحتلال الصهيوني ولأول مرة بأن رئيس حكومته، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، مجرما حرب، بتصنيف أعلى هيئة جنائية دولية في العالم، خاصة وأن الجرائم المنسوبة لهما تشمل استخدام الجوع سلاحا، أي قتل بلا أسلحة، اضافة الى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. وتطرق في هذا السياق الى ما يجري من "خطة الجنرالات" التي أطلقتها حكومة الاحتلال وتهدف إلى تجويع وتعطيش سكان قطاع غزة خاصة في الشمال بغية قتلهم، إضافة إلى ما يعانونه من قصف مكثف يومي يستهدفهم أينما حلوا وارتحلوا. وكشف مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الضغوطات التي مارسها الاحتلال والإدارة الأمريكية بهدف منع محكمة لاهاي من إصدار مذكرات التوقيف الدولية ومنها الضغط على النائب العام الدولي وابتزازه بقضايا وبفضائح جنسية، حيث قال أن إسرائيل سعت قدر الإمكان إلى أن تشيطن النائب العام الدولي. كما أشار الى استخدام الولاياتالمتحدة، للضغط على الجنائية الدولية، قائلا "إن أعضاء في الكونغرس وأعضاء في إدارة، جو بايدن، هددوا وابتزوا المحكمة.. وحتى أعضاء في ادارة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، الذين لم يستلموا بعد مهامهم توعدوا النائب العام والقضاة في المحكمة بفرض عقوبات عليهم"، لافتا إلى أن "ما يجب الإشارة إليه هو أن "طوفان الاقصى" وبمساعي بعض من أحرار العالم وعلى رأسهم جنوب افريقيا، أجبر الاحتلال على النزول الى المحاكم الدولية كأداة ضغط حقيقية عليه في انتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني وللعدالة على السواء". ومع استمرار جرائم الابادة الصهيونية في غزة، أكد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أنه " حان الوقت لالتزام الساسة الفلسطينيين والالتصاق أكثر بهموم الشعب الفلسطيني والنزول لرغبته في تكوين بيت فلسطيني موحد يرتكز على مبادئ وقواعد صحيحة وهي مبادئ الثورة الفلسطينية"، مشددا على أن "المطلوب اليوم من الفلسطينيين، أكثر من أي وقت، المضي في تشكيل مجسم فلسطيني يحترم أولا هذا الشعب قبل أن يكون دوليا يحافظ على ما تبقى من القضية". وهو يستحضر أربعينية شقيقه الشهيد، مجد، الذي ارتقى الشهر الماضي في مخيم البريج، عاد أبو زبيدة ليؤكد أن "السابع من أكتوبر 2023 منعطف استراتيجي في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني لما له من تداعيات على المنطقة، لما يمثله انتصار غزة على محور الشر، كون سقوطها يعني انهيار المشروع الوطني الفلسطيني. وأضاف أن ما يستوجب التوضيح أنه، وعلى الرغم من أن القانون الدولي ينص على أن المساعي القانونية تبدأ بعد انتهاء الجريمة، إلا أن "الطوفان" أزال القناع الديمقراطي عن العديد من الأنظمة وأحرجها أمام شعوبها وأظهر مدى فشل مجلس الأمن في اتخاذ أي موقف صارم منصف أمام الشعوب، وصولا الى انهيار منظومة الجيش الصهيوني وفشل منظومته الاستخباراتية التي طالما تغنى بها كثيرا واستخدمها كوسيلة للضغط على بعص الأنظمة للتطبيع كنوع من الحماية. وخلص محدثنا إلى أن "العملية العبقرية المنفذة من طرف فصائل المقاومة، أكدت مدى هشاشة وضعف "الجيش الذي لا يقهر"، مشيرا الى الخسائر الهائلة التي يتكبدها هذا الجيش في الارواح والعتاد منذ بدء عدوانه على غزة في السابع اكتوبر من العام الماضي.