❊ "الزومبي".. آخر صيحة في عالم الإدمان والحقن يكون تحت اللسان! ❊ 201 حالة إدمان عولجت بمركز الوسيط بمدينة يسر خلال 2024 ❊ تكثيف حملات التوعية والتحسيس والكل مطالب بالتدخل دعا المتدخلون، خلال أشغال يوم دراسي حول آفة إدمان المخدرات، نظمه الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء-وكالة بومرداس، الأسبوع المنصرم، إلى تكثيف الحملات التحسيسية وسط الشباب، للنأي بهم عن خطر المخدرات، والأهم مخاطبتهم عن طريق منصات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت تمثل لغة العصر الحتمية والطريقة المثلى للتأثير المباشر فيهم بإيجابية.. شكلت أهمية توحيد وتنسيق الجهود مع مختلف الفاعلين في مجال حماية الشباب، من خطر إدمان المخدرات، هدفا رئيسيا، التف حوله المتدخلون خلال فعاليات اليوم الدراسي المذكور، الذي احتضنته قاعة المحاضرات لولاية بومرداس، مؤخرا، وكان من أبرز المتدخلين، الشيخ الدكتور طاهر ضروي، إمام وعضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الذي قدم مداخلة مطولة، جلبت إليها أسماع الحاضرين، وكان من بين ما أكد عليه قوله أنه "من أجل التأثير في الشباب، لا بد من مخاطبته عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، على اعتبار أنها وسائل تستقطب اهتمامه أكثر من شيء آخر"، مردفا في هذا الصدد بالقول: "المواقع أصبحت حتمية فرضها التطور التكنولوجي الكبير ". وقال أيضا: "لذلك فإن القدوة أصبحت اليوم في الافتراضي، ولا بد لكل قطاع أن يدخل لهذا العالم، إن أراد أن يؤثر فعلا في هذه الشريحة"، معتبرا في المقابل، أن التكامل ما بين الأسرة والمدرسة والمسجد وكل مؤسسات الدولة، كفيل بأن يصنع حماية للأطفال والشباب، شريطة تقوية مفهومي الوازع والرادع، حتى يتكاملان. مخدر "الزومبي".. آخر صيحة في عالم الإدمان ولعل من بين أهم أسباب تعاطي المخدرات، الفضول الذي يؤدي بعدها إلى الإدمان، تأتي مرحلة الذروة، بالبحث عن أي مادة يؤدي مفعولها إلى النشوة الزائفة، لذلك فإن من بين المواد المخدرة التي قد تعتبر من بين آخر صيحات الإدمان، يظهر "مخدر الأحصنة" أو ما يعرف ب«مخدر الزومبي"، حيث تُضاف له مادة "الفانتانيل"، ما يجعل المدمن لا يدرك واقعه تماما، ويقوم بتقطيع لحمه ويمشي وهو في حالة "وفاة مؤقتة" -إن صح التعبير، وفق ما قالت الدكتورة فتيحة سعدوني، رئيسة مصلحة الطب الداخلي بمستشفى الثنية سابقا، في تصريح ل«المساء"، على هامش ذات الفعالية. وأوضحت المختصة أن هناك حالات أخرى يقوم فيها بعض المدمنين باستعمال مواد كيماوية أخرى، لا تخطر على البال، مثل قطرات العين المستعملة لدى أطباء العيون في حالات الكشف، حيث يتم خلطها مع بعض الأدوية والمهدئات، مثل "ترامادول" أو مع "براسيتامول كوديني" من أجل مفعول قوي وسريع.. كلها مواد وأدوية تضيف- تؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة أو إلى خطر الإصابة بالشلل المزمن، بل أشارت محدثة "المساء"، إلى أن جنون الإدمان بلغ ببعض المدمنين إلى حقن لسانهم من أجل الوصول إلى أقصى درجات النشوة، يحدث هذا وفق المختصة، بعد أن ماتت لديهم باقي الأوردة، جراء الحقن المفرط بإبر المخدرات. وقد ثمنت المتحدثة حملات التوعية والتحسيس، ودعت إلى تكثيفها، بالتنسيق مع مختلف الفاعلين، وهو الهدف الذي نظم لأجله اليوم الدراسي، حيث كشفت ليلى نجاري، مسؤولة خلية الإعلام والاتصال ب"كناص- بومرداس" في هذا الصدد، أن الوكالة نظمت عشرات الحملات التحسيسية، منذ انطلاق الحملة الوطنية لمحاربة آفة المخدرات، شهر مارس الماضي، وقالت إن التنسيق مع مختلف الفاعلين، سمح باستهداف المدراس الخاصة ومراكز التكوين المهني والمراكز الجامعية والإقامات الجامعية أيضا، موضحة تواصل البرنامج التوعوي حول هذه الآفة إلى 30 ديسمبر الجاري. 201 مدمن عولج بمركز "الوسيط" في يسّر خلال 2024 في ذات الموضوع، تشير أرقام مركز "الوسيط لمعالجة الإدمان" بمدينة يسّر، إلى تسجيل التكفل ب201 حالة إدمان خلال 2024، تضاف لها 256 حالة إدمان تم تحويلها من طرف العدالة، بعد صدور القانون الخاص بتحويل المدمن للعلاج، عوض المؤسسة العقابية. ولفتت السيدة صبرينة أعراب، رئيسة المركز ل«المساء"، في هذا الصدد، إلى ارتفاع الحالات المتكفل بها بالمركز خلال السنوات الأخيرة، حيث سجلت سنوات 2021، 2022، 2023 على التوالي، التكفل ب51 حالة، ثم 65 ثم 70 حالة إدمان، ليرتفع العدد إلى أزيد من 200 حالة خلال 2024، حيث أن معدل العمر لهذه الحالات يتراوح ما بين 25 و35 سنة، مؤكدة أن الأسباب وراء الإدمان متعددة، إلا أنها ذكرت أن الفراغ والفضول يمثلان أهم عامل على الإطلاق وراء تعاطي المخدرات. كما كشفت محدثتنا، أن الاستثمار في المجال الترفيهي للشباب مهم جدا، كما أن توفير مزيد من مناصب الشغل لامتصاص البطالة وسط هؤلاء، عامل آخر مهم من أجل الاستقرار المادي والاجتماعي للشباب..