بيع نادي الجاحظية خيانة للأديب الطاهر وطار و للثقافة الجزائرية بعد حوالي اكثر من شهر من بيع نادي "الجاحظية" والضجة التي اثارها عاد الروائي امين الزاوي للحديث عن الموضوع في صحيفة العرب اللندنية في مقال له تحت عنوان"الطاهر وطار للبيع في الجزائر"، واعتبر بيع جزء من مقر الجمعية خيانة للأديب الطاهر وطار، و خيانة للثقافة الجزائرية وللمجتمع المدني الثقافي. حنان حملاوي قال الروائي امين الزاوي انه كان بامكان رئيس جمعية الجاحظية محمد تين طلب المساعدة من والي العاصمة من اجل ترميم مقر الجمعية، وانه كان سيحضى بالموافقة نظرا للاهتمام الذي يوليه عبد القادر زوخ بالثقافة. مضيفا"كما كان بامكانه ان يرع نداء إلى المثقفين لجمع تبرعات خاصة وتشكيل صندوق خاص لترميم المقر بدلا من بيع نادي الجمعية، وأنا متأكد أن الكثيرين كانوا سيستجيبون لمثل هذا النداء لإنقاذ الجاحظية من الموت..قد تم بيع الطاهر وطار ليس في المزاد العلني ولكن بمؤامرة ليلية سرية". وعاد صاحب "عطر الخطيئة" للحديث عن الجاحظية سنوات الطاهر وطار علق عمن الامر بالقول:"كان الطاهر وطار ناشطا ثقافيا متميزا ومحوريا من خلال الجمعية الثقافية الجاحظية التي أسسها العام 1989 معية مجموعة من الكتاب باللغتين العربية والفرنسية من أمثال الشاعر يوسف سبتي والروائي الطاهر جاووت والقاص عمار بلحسن والناقد عثمان بيدي وغيرهم..." وواصل حديثه:"تحت قيادة الطاهر وطار كانت الجاحظية تشتغل ببرنامج ثقافي جاد وقار ومتنوع بين الأدب والفكر والثقافة وكانت تصدر مجلتين أدبيتين هما "التبيين" و"القصيد"، كما أنها أسست لمطبعة صغيرة تولت إصدار بعض الأعمال الأدبية في طبعات بسيطة وشعبية لأسماء شابة في الرواية والقصة القصيرة والمجاميع الشعرية، كما أنها أنشأت جائزة مغاربية للشعر باسم الشاعر الجزائري الكبير مفدي زكريا، وقد تحولت جائزة مفدي زكريا في السنوات الأخيرة إلى أفق انتظار بالنسبة إلى جميع الشعراء في بلدان المغرب الكبير. وتحسر الزاوي على الوضع الذي وصلت اليه الجمعية بعد أقل من سبع سنوات على رحيل الرجل، الامر الذي ادى الى موت الجاحظية فلم تعد تقيم أنشطة ثقافية وازنة في المشهد الثقافي المحلي أو العربي، واصبح مقرها أطلالا بعد عين، غادرها الكتاب والمثقفون والإعلاميون، وانتهت تلك التجمعات للمثقفين على رصيف شارع رضا حوحو حيث مقر الجاحظية، اختفت الجاحظية نهائيا من المشهد الثقافي، لا خبر يذكر عنها في الصحف أو على شاشات التلفزيون، وتوقفت منشوراتها واختفت نهائيا مجلتا التبيين والقصيد، وماتت جائزة مفدي زكريا للشعر. لكن الأفدح من كل هذا الموت الثقافي حسب الزاوي هو إقدام أعضاء مكتب الجمعية على بيع جزء من مقر الجمعية الجاحظية، وهو النادي الذي كان عبارة عن فضاء مكمل لبقية مرافق الجمعية، فيه يجلس الكتاب والزوار لاحتساء فنجان قهوة أو كأس شاي، وقد برر رئيس الجمعية هذا البيع بالبحث عن مال لترميم بقية المقر الذي بدا هو الآخر مهدد بالخراب، فبعد خراب الفعل الثقافي يجيء خراب البنيان والإنسان.