ما كان للمنتخب الوطني أن يقدم أكثر مما قدمه بالنظر إلى الظروف والضغط الرهيب الذي بدأ إعلاميا وانتهى بالحجارة. والدليل أنهم وقفوا الند للند رغم لعنة الإصابات التي زادها طينا الاعتداء على حافلة اللاعبين، فشاهدنا لاعبين معصوبي الرؤوس تحدوا كل شيء من اجل أن يشرفوا الوطن ويبرهنوا أن مثل هذه التصرفات الصبيانية لن تنال من عزيمتهم . لا نقول هذا الكلام لنبرر ما وقع لكن هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها أو إنكارها، فريق مصري كامل التعداد لعب ضد جرحى وسجل هدفين بشق الأنفس. والحقيقة تقال ولا يمكن لأي أعلامي مصري أن ينكرها أنه لولا خروج اللاعب حليش أحد ضحايا اعتداء الحافلة في أرض الكنانة لما تمكن المنتخب المصري من تسجيل الهدف الثاني. هذه كرة القدم كنا نتمنى أن تجري المباراة في ظروف غير التي جرت فيها، كنا نظن أن ما حدث قد يحدث في أي مكان إلا مصر الشقيقة. المهم أن لاعبي منتخبنا الوطني لعبوا بتحد كبير وأثبتوا لمن كانوا يتغنون بخماسية وسداسية أنهم أمام منتخب قوي وبإمكانه تحقيق المعجزات، والدليل الأهداف التي ضيعها والتي كادت تحسم الموقف في القاهرة. لكن كرة القدم أرادت غير ذلك وعلى الذين راهنوا على الحجارة لكسر عزيمة اللاعبين الجزائريين أن يراجعوا حساباتهم ويتأكدوا أن منتخبنا الوطني حقق هدفه الأول وهو التأهل لكأس إفريقيا للأمم ولن يفرط في التأهل للمونديال. فموعدنا الخرطوم، متمنين فقط ألا يتنقل صعاليك الحجارة إلى السودان ليفسدوا العرس الذي سيتأهل خلاله منتخبنا الوطني ويؤكد فيه بكل جدارة واستحقاق، بعيدا عن الضغوطات الرهيبة والمرعبة من مسؤولي الرياضة والإعلام في مصر، أنه الأحق بتأشيرة جنوب إفريقيا.