رغم مرور قرابة شهر كامل عن مباراة السودان التي انتهت بتأهل تاريخي مستحق للجزائر الى مونديال 2010 على حساب "الفراعنة"، إلا ان هذه المواجهة وتداعياتها مازالت تحظى باهتمام الكثير من وسائل الإعلام العالمية من بينها وكالة الأنباء الفرنسية التي خصصت أول أمس الخميس، مقالا موسعا تناولت فيه نهاية ما وصفته ب "الجيل الذهبي" للكرة المصرية وحاورت في هذا الشأن عددا من الأسماء المعروفة التي قررت اعتزال اللعب الدولي تحت وقع صدمة توديع كأس العالم قبل ان تتراجع بعدما هدأت العاصفة، لكن يبدو إنها لم تحفظ الدرس الجزائري بعدم اعترافها لحد الآن بهزيمة أم درمان وإصرارها غير المشروع على أنها الأحق بالتواجد في جنوب افريقيا، في الوقت الذي شدد العالم كله بأن كتيبة سعدان لم تسرق أبدا التأشيرة وهو ما تقفون عنده من خلال هذه التصريحات. المدرب العام للمنتخب شوقي غريب كان أول المتدخلين بخصوص موضوع الاعتزال، حيث أكد ان الفريق يحتاج الى خبرة الحضري ورفاقه بجانب الاسماء الأخرى التي قد يكون لها دور في المرحلة القادمة لأنها تشكل احد الحلول أمام قوة الفرق الإفريقية في موعد انغولا القاري، مضيفا انه مهما كانت الاستعانة بالعناصر الشابةالجديدة الا انه لن يكون لها دور إلا بسلاح الخبرة". وأوضح قائلا -دون ان يتخلص من استعلائه المعهود- "قرار اعتزال بعض اللاعبين جاء عقب الخروج المر من المونديال وهو قرار غير مدروس لكن بعد ان هدأت الأمور أيقن اللاعبون بخطأ التفكير بهذا الشكل وجميعهم سيشاركون في الكأس الإفريقية وكلهم إصرارا وعزيمة على إحراز اللقب الثالث على التوالي والسابع لمصر وسنثبت للعالم أننا كنا الأجدر بالتأهل الى مونديال جنوب افريقيا 2010". من جهته اكد احمد حسن قائلا "فكرة الاعتزال كانت نتيجة حالة الإحباط الشديد التي اصابت الجميع بعد تبخر حلم المونديال واللاعب ليس ملكا لنفسه بل للمنتخب طالما ان اللاعب لا يزال قادرا على العطاء وكل قرارات الاعتزال التي صرح بها اللاعبون نابعة من العاطفة التي اعقبت الخروج من المونديال التي من الصعب التخلص منها بسرعة". وأضاف "اننا كلاعبين قررنا نسيان الماضي والتركيز على أمم افريقيا من اجل جماهيرنا التي قدمت كل ما تستطيع والدور علينا الآن في إسعادهم من جديد". وتابع "ان الخروج من المونديال بالتأكيد احزن الجميع لكنها سنة الحياة وسنحاول ان نثبت للجميع ان ما حدث كان مجرد كبوة ومرت وأننا كنا نستحق المرور إلى المونديال لأننا ببساطة الافضل". واعترف وائل جمعة ان قرار اعتزاله جاء تحت ضغط عصبي كبير عقب الخروج من المونديال ومضى يقول بتفاؤل مفرط يقترب فيه الكثير من الغرور "إحساسي بحزن الجماهير شعرت بأنني لابد ان ابتعد عن الكرة، ولكن بعد ثقة الجهاز الفني في اللاعبين أصحاب الخبرة وأمام الواجب الوطني لن نستطيع إلا الاستجابة والإصرار على ترجمة هذا الحب وهذه الثقة إلى التتويج باللقب القاري الثالث على التوالي ونحن مصممون على تحقيق هذا الانجاز". ابو تريكة يخرج عن النص أما ابو تريكه الذي عودنا على الإقرار بمنطق الهزيمة والخسارة فخرج هذه المرة عن النص عندما قال عقب عودته من ألمانيا حيث تلقى العلاج من إصابة ستبعده عن الميادين لستة أسابيع على الأقل "ان فكرة الاعتزال كانت خاطئة وتراجعت عنها بعد تفكير وروية لكني كنت أتعس الناس بعد خسارة تذكرة المونديال لأننا كنا الأقرب والأحسن بكل المقاييس ولدينا جيل من اللاعبين قلما يتكرر بذل كل ما بوسعه لإدخال البسمة على الجماهير الوفية العظيمة التي استطعنا بمساندتها احراز لقبي افريقيا 2006 بالقاهرة و2008 بغانا وذهبية دورة الألعاب العربية 2007، وتقديم مستوى راق في كأس القارات". وختم متأسفا "كنت أتمنى ان الحق بزملائي وأشارك معهم في كأس أمم افريقيا لكن الإصابة حالت دون ذلك". وتأتي هذه التصريحات المغلفة بالحسرة والاستعلاء لتؤكد حالة ضياع تأشيرة العرس العالمي كوقع الصاعقة على 80 بالمئة من لاعبي المنتخب المصري بعدما منوا أنفسهم والجماهير المصرية باعتلاء قمة المجموعة الثالثة لاعتقادهم الخاطئ بسهولة المواجهات أمام زامبيا والجزائر ورواندا وهم الذين فرضوا أنفسهم أبطالا للقارة السمراء في السنوات الأربع الأخيرة وظنوا ان العالم لم يتغير. لكن الرياح جرت بما لا تشتهيه آمال وأحلام شحاتة وأشباله المغرورين ووقعوا في المحظور بدءآ من المباراة الأولى بالسقوط في فخ التعادل ضد زامبيا1-1 في قلب القاهرة ومن بعدها الخسارة المذلة امام الجزائر 3 - 1 وإذا كان المنتخب المصري نجح بمكائد الرعب والمضايقات في الفوز على الجزائر 2 - 0 في القاهرة في الجولة الأخيرة من التصفيات فإنه لم يتعامل مع مباراة ام درمان الفاصلة بواقعية وأطلق العنان لفرحة قبل الأوان فكانت النتيجة ان خسرها 1 - 0 وتبخر حلم المونديال وحلت محله جبال من الحزن والآلام التي ستبقى راسخة حتى التصفيات المقبلة عام 2014. وكان للفشل في التأهل الى المونديال الإفريقي خيبة أمل كبيرة أصابت الشارع المصري وبالتحديد نجومه المخضرمين الذين كانوا يعلقون آمالا كبيرة على تحقيق حلم الملايين ومقارعة كبار العالم بعد التفوق على كبار القارة السمراء وذلك لتقدمهم في السن واستحالة استمرارهم حتى نهائيات عام 2014 المقررة في البرازيل، بداية من حارس المرمى عصام الحضري 36 عاما الذي اختير افضل حارس في افريقيا عامي 2006 و2008، والمدافع عبد الظاهر السقا 35 عاما وصانع الالعاب احمد حسن 34 عاما والمدافع وائل جمعه 32 عاما وهاني سعيد 29 عاما والقلب النابض محمد ابو تريكه 32 عاما ومحمد بركات 34 عاما وسيد معوض 30 عاما ومحمد حمص 30 عاما بالاضافة الى اقتراب معظم اللاعبين الذين يشكلون الركيزة الأساسية في التشكيلة من الثلاثين مثل عمرو زكي 28 عاما ومحمد شوقي 28 عاما واحمد عيد عبد الملك 29 عاما ومحمد زيدان 28 عاما واحمد رؤوف 27 عاما. وفي المقابل تبقي الفرصة قائمة أمام حسني عبد ربه 25 عاما واحمد المحمدي 23 عاما واحمد فتحي 25 عاما وعبد العزيز توفيق 23 عاما وشريف عبد الفضيل 26 عاماوعماد متعب 26 عاما.