قدمت مساء أمس الأول بالمركز الثقافي محمد عيسى مسعودي بحسين داي شهادات حية في ندوة تأبينية للفقيد الشاعر عمر البرناوي أدلى بها العديد من رفاقه أثناء مسيرته الحافلة بالعطاء. الندوة التأبينية هذه حضرتها العديد من الوجوه الثقافية الوطنية، وهي الندوة التي نظمتها الجمعية الثقافية محمد الأمين العموري بالتعاون مع المركز الثقافي عيسي مسعودي في اطار لقاءاته الشهرية. وقال الأستاذ الشاعر عبد القادر السائحي عند عرضه لمسيرة البرناوي الحافلة أن الرجل يعتبر قمة من قمم الاعلام والاذاعة بصفة خاصة، حيث رحل كما قال وروحه لاتزال بين زملائه، وابداعاته لا تزال على كل لسان، وأضاف ان عمر البرناوي كان يرغب قبل رحيله أن تقام ندوة حول كتابه »حوارات في الثقافة والسياسة مع جحش« لكن الموت كان دون تحقيق هذا الهدف. محمد الصغير رزاق لبزة تحدث هوالآخر عن عمر البرناوي بشيء من الاسهاب، حيث قسم مسيرة الرجل وعلاقته به الى ثلاث محطات رئيسية، و قال عن المحطة الأولى انها كانت في تونس، حيث التقى به عندما قدم »البرناوي« للدراسة بجامع الزيتونة، أين فتحت له الأبواب انذاك ( سنة 57) ليدخل الاذاعة التونسية من أبوابها الواسعة بفضل موهبته رغم أن التنافس كان محتدما بين وجوه اعلامية معروفة وقتها كعبد العزيز قاسي وعبد المجيد بن جدو، ثم انتقل بعدها الى بغداد حيث التحق بكلية التربية وكان ينشط الحفلات ويهتم اكثر بالجانب الاذاعي والاعلامي. انتقل بعدها الأستاذ محمد الصغير لبزة الى المحطة الثانية وهي سنة 1965 عندما كان البرناوي يعمل بحقل الاذاعة الوطنية ويحرر في ذات الوقت الركن الفني بجريدة الشعب الذي كان يصدر حينها يوم السبت، مضيفا أنه بعد هذه الحقبة تفرغ كليا الى المجال الاعلامي بعد التدريس في العديدمن الثانويات بالعاصمة، حيث اصبح رئيسا لمجلة أضواء والتي توقفت عن الصدور في بداية الثمانينات. اما عن المحطة الثالثة فقال الأستاذ رزاق لبزة أنها كانت سنة 2005 حيث شاءت الأقدار أن يرافق المرحوم الى البقاع المقدسة صدفة ووجدته كما قال »أحسن رفيق لأحسن طريق«. أبو القاسم خمار تحدث عن الرجل وخصاله بدعابة لا تفارق أهل بسكرة، وهي روح النكتة وحب الفكاهة، وقال عنه الأستاذ خمار، انه اكثر من صديق وهورجل محترم وصاحب دعابة وهو ابن قريتي» قداشة« مضيفا أنهما عاشا الطفولة معا والدراسة ايضا، حيث توطدت العلاقة بين الرجلين سنة 65 بعدها جمعتهما مجلة ألوان آنذاك، وأشاد أبو القاسم خمار بخصال الرجل الذي كان حسب رأيه وهورأي الجميع أن البرناوي يتمتع بصفات الانسان المثقف والحيوي فكان أديبا ومجتهدا مع كبرياء النفس ومتواضع تواضع الأدباء، مذكرا في ذات السياق بمواقفه الكثيرة في القضايا التي تهم المجتمع خاصة المنظومة التربوية. الأديب مرزاق بقطاش أدلى بدلوه هو الآخر حيث قدم كلمة عن المرحوم البرناوي على شكل مقامة أدبية رجع بها الى الوراء الى حياة البرناوي، وحتى عندما كان أديبنا جارا لهذا الأخير حيث كانت تحصل بينهما مزاحات وفكاهات وما أكثرها عند عمر البرناوي.. والجدير بالذكر أنه مواصلة لتأبين المرحوم الشاعر عمر البرناوي سيقدم مركز الفنون والثقافة بقصر رؤساء الثلاثاء القادم عرضا للأستاذين أحمد منور وخليفة بن قارة حول كتاب المرحوم »حوارات في ا لثقافة والسياسة مع جحش«.