قدّر وزير الخارجية مراد مدلسي، أمس، حجم المبادلات التجارية بين الجزائروالمكسيك ب800 مليون دولار سنة 2008 ، وأكد أن الصادرات الجزائرية تتمثل في مشتقات النفط في حين تتوزع الواردات بين المواد الغذائية والصناعية، وفي سياق آخر، أثنى الوزير على موقف المكسيك الثابت من القضية الصحراوية، مشيرا إلى أن وجهات نظر الطرفين متطابقة، فيما تحشى الرد عن التصريحات الفرنسية الأخيرة حول مقتل 7 رهبان بتبحريين سنة 1996. اعتبر مدلسي في ندوة صحفية نشطها رفقة نظيرته المكسيكية باتريسيا أسبينوزا كانتيلانو في أعقاب جلسة عمل ضمت أعضاء وفدي البلدين أن المبادلات التجارية بين الجزائروالمكسيك عرفت مستوى ضعيفا في السنوات الفارطة إلا أنها مافتئت تتطور على حد قوله إلى أن بلغت السنة الماضية 800 مليون دولار . وتوقع الوزير أن يرتفع حجم المبادلات في المجال التجاري مستقبلا، واستدل في ذلك بالإمكانيات المتوفرة في الدولتين، ناهيك عن الإرادة السياسية في تعزيز وتوسيع التعاون بينهما في عديد من المجالات. وأوضح وزير الشؤون الخارجية أن الصادرات الجزائرية نحو المكسيك تتمثل أساسا في المشتقات النفطية، فيما أكد أن الواردات تتوزع بين المواد الغذائية والصناعية، مشيرا إلى أن المباحثات بين الوفدين شددت على ضرورة الارتقاء بالتعاون الثنائي ليشمل مجالات أخرى على غرار الميدان الاقتصادي خصوصا في الثقافة والرياضة. وكشف الوزير أن الجزائر عبرت عن أملها في تكثيف العلاقات لاسيما في مجال الاستثمار وإرساء شراكة خاصة في قطاع الفلاحة، المنتوجات الصيدلانية ومواد البناء، ليشير إلى أن الطرفين اتفقا على إبرام اتفاقيات قبل نهاية العام الجاري في التجارة و العدالة و الصحة والفلاحة". وعلى الصعيد السياسي، وصف مدلسي مواقف الجزائروالمكسيك ب" المتطابقة"، واستشهد بتقاسم نفس وجهات النظر حول كثير من القضايا الدولية على رأسها الأزمة الاقتصادية العالمية والتغيرات المناخية، إضافة إلى تشابه المواقف المعتبر" في القضايا التي تخص الشرق الأوسط ونزع السلاح و كذا الاستفادة دون شروط من الطاقة النووية السلمية. وأبدى مدلسي ارتياح الجزائر تجاه الموقف المكسيكي من القضية الصحراوية بعدما وصفه ب" الثابت" وأكد "لقد سجلنا ثبات الموقف المكسيكي بخصوص مسألة الصحراء الغربية، مذكرا أن هذه الزيارة تعد الأولى من نوعها لوزير خارجية المكسيك. وتحاشى وزير الشؤون الخارجية الخوض في الجدل الدائر حول مقتل سبعة رهبان في تبحريين سنة 1996 على يد الجماعة المسلحة "الجيا"، واكتفى بالرد على الأسئلة المتعلقة بزيارة وزيرة الخارجية المكسيكية باتريسيا أسبينوزا كانتيلانو. وفي تدخلها قالت الوزيرة المكسيكية أن زيارتها إلى الجزائر تدخل في إطار الذكرى ال45 لإقامة العلاقات بين الجزائر وبلدها، معتبرة أن هذه العلاقات سمحت بإرساء صداقة وثيقة وتعاون، مشيرة إلى أن سيكون لها عدة لقاءات مع مسؤولين جزائريين على غرار رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري ورئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، معتبرة أن البرلمان قناة مهمة لفتح الحوار بين البلدين. وأوضحت ذات المسؤولة أنها ستحمل إلى رئيس الجمهورية دعوة من نظيره المكسيكي فيليبي كالديرون لزيارة بلدها،واعتبرت زيارتها ستسمح بالتعرف عن فرص الاستثمار التي توفرها الجزائر، كما كشفت عن دعوة وجهتها إلى نظيرها وزير الخارجية لزيارة المكسيك، مضيفة أن ذلك سيسمح برفع من مستوى التعاون. كما وصفت كانتيليانو المحادثات التي أجرتها مع مدلسي ب "الودية" و "المثمرة" بحيث سمحت بتقييم العلاقات الثنائية ، وأوضحت أن هناك إرادة لتعميق العلاقات مع الجزائر خاصة في المجال التجاري وبالأخص فيما يتعلق بالمنتوجات الصيدلانية، لتشدد على ضرورة الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى اكبر عن طريق خلق آليات كإنشاء لجنة مشتركة بين الحكومتين ولجنة ثنائية تعنى بالشؤون الثقافية والتربوية، قائلة إن البلدين يتمتعان بقدرات كبيرة من شأنها أن ترفع من حجم المبادلات التجارية". وفي رد لها عن سؤال يتعلق بمرض أنفلونزا الخنازير، دعت الوزيرة المكسيكية إلى التعامل معه كمرض عادي، بعدما أكدت أن هذا النوع من المرض يتطلب وعيا، وأوضحت أن سلطات بلدها تتبادل المعلومات والخبرات مع دول عديدة، مشيرة إلى أن المنتوجات الصيدلانية تشهد تطورا وتسعى إلى تلبية احتياجات 107 مليون نسمة، فيما أكد مدلسي أن الجزائر تتقاسم مع المكسيك هذا الانشغال على المستوى العالمي.