أكد وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل، أن سعر 100 دولار لبرميل النفط "ليس بالضرورة مرتفعا جدا" بالنظر إلى حدة الطلب الكبيرة على النفط وكذا ارتفاع تكلفة إنتاجه، مضيفا بأن 100دولار التي سجلتها أسعار النفط لأول مرة يوم الأربعاء الماضي بسوق نيويورك "لا تعكس السعر الحقيقي" الذي نتحصل عليه باحتساب نسبة التضخم·وفي تصريح هاتفي أدلى به لوكالة الأنباء الفرنسية اعتبر خليل أنه انطلاقا من هذه الرؤية فإن أسعار النفط لم تسجل بعد المستويات القياسية التي وصلت إليها في 1980 المقدرة بين 102 و110 دولار للبرميل· واعترف الرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للنفط أنه لم تبق مناطق كثيرة لاستكشاف النفط وأن الموجودة منها والتي ثبت توفرها على كميات هامة من البترول صعبة الاستكشاف وتتطلب تكاليف جد عالية كتلك الواقعة في عمق البحر أو في بعض المناطق الصخرية بكندا· كما أن ما يدعم ارتفاع الأسعار هو تواصل ارتفاع الطلب على المحروقات بصفة غير مسبوقة لاسيما من طرف الصين والهند وكذا بلدان الشرق الأوسط حسب خليل الذي قال "حتى إذا ماسلمنا بأن 100 دولار سعر مرتفع فيجب أن نأخذ بعين الاعتبار بأن معادلة الطلب مقارنة بالعرض انقلبت"· من جهة أخرى تراجع خليل عن تصريحاته السابقة بخصوص توقعاته لمنحى الأسعار خلال السنة الجارية، وأوضح لوكالة الأنباء الفرنسية، أنه لم يتوقع ارتفاع الأسعار خلال الثلاثي الأول من 2008 ولكن أن "تبقى في مستوى ال100دولار" في هذا الفترة وهو مستوى وصفه بالمرتفع· وأضاف بأن الثلاثي الثاني سيشهد استقرار الأسعار تحت سقف ال100 دولار· وكان خليل قد تحدث في ندوة صحفية عقدها أول أمس، عن احتمال استمرار ارتفاع أسعار النفط خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية بفعل عوامل جيو سياسية وكذا موجة البرد التي تضرب الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا· من جانب آخر عاد للحديث عن ندوة الأوبيك الاستثنائية التي ستعقد في فيفري المقبل، وقال أن المنظمة ستدرس وضع تموين السوق العالمية بالنفط لتتأكد ما إذا كان انخفاض المخزونات ظرفيا أم لا، إضافة إلى دراسة آفاق السوق في الثلاثيين الثاني والثالث· وذكر في السياق أن أوبيك قامت بإجراءات في السابق مثلما تم في سبتمبر الماضي عندما رفعت إنتاجها ب500 ألف برميل يوميا دون أن يؤدي ذلك إلى أي نتيجة تذكر بما أن الأسعار لم تنزل بل بالعكس عرفت ارتفاعا، وهو ما جعله يقول أن "العلاقة بين السعر والإنتاج أو بين السعر والمخزون ربما ليست وثيقة كما نعتقد·· فالأسعار ربما لها صلة أوثق بالأوضاع الجيو سياسية والمضاربة"·