يحاول سمير زاهر، رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، تهدئة الأوضاع وتلطيف الأجواء قبل مباراة "الفراعنة" و"محاربي الصحراء" في نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا في أنغولا المقررة هذا الخميس. مؤكدا أنها ليست سوى مجرد مباراة بين شقيقين، وطالب وسائل الإعلام بعدم فتح الملفات القديمة والتخلي عن نغمة الثأر. مؤكدا أن المقابلة لن تقبل الخروج عن النص من الجانبين. ويبدو أن رئيس الاتحاد المصري عاد أخيرا إلى جادة الصواب، أو أنها صحوة ضمير ظرفية، وهو الذي ذهب إلى "الفيفا" من أجل إقصاء الجزائر من المشاركة في كأس العالم، حيث أعد ملفا لإدانة الجزائر بعد اللقاء التصفوي الفاصل بين الجزائر ومصر في أم درمان السودانية، فهل يريد من خلال تصريحه هذا، أن يمتص حرارة اللاعبين الجزائريين الذين ينتظرون هذه المباراة بحماس كبير، حتى يثبتوا للعالم أنهم سحقوا فعلا "الفراعنة" على أرضية الميدان، الشيء الذي لن يقدر عليه زاهر، أم أن هذا الأخير تلقى تعليمات من (فوق)، من أجل تهدئة الأوضاع بين الجزائر ومصر بعد أن عرفت أبعادا أخرى عقب فوز "الخضر" في أم درمان وتأهلهم إلى المونديال، وهو الأمر الذي لم يتحمله لا زاهر ولا أي مسؤول مصري آخر؟ فالتصريحات النارية الكثيرة التي صدرت في حق الجزائر آنذاك، أكدت أن الأخوة مجرد شعار فقط للمصريين الذين أظهروا حقدهم على الجزائر، هذه الأخوة والحب بين البلدين أصبحت اليوم تطلق من أفواه الذين كانوا يطالبون بمقاطعة كل ما هو جزائري، فقد سبق وأن صرح زاهر نفسه، أن الفريق المصري لن يلعب ثانية ضد المنتخب الجزائري. والأكيد أن زاهر يخشى هزيمة ثانية، لذا فإنه يدعو هذه المرة إلى الأخوة بعد أن أظهر المنتخب الوطني الجزائري أنه بإمكانه قهر أي فريق مهما كان حجمه، فالفريق الذي استطاع أن يهزم دروغبا و"فيلة" كوت ديفوار، لا يحتاج سمير زاهر أن يقول له بأن المواجهة ليست سوى مجرد مباراة بين شقيقين، ففوق الميدان ليس هناك شقيقان، بل منافسين، وبعد الفوز على مصر مرة أخرى هذا الخميس، سنرى هل يصر زاهر على هذه الأخوة أم سيكون لديه خطاب آخر مثل الذي كان له بعد أن أقصاهم الجزائريون من كأس العالم في أم درمان؟