الإعلام المصري يكتشف "عروبة الجزائر" وينصب "فخ الصلح " تعالت الأصوات في القاهرة عبر الفضائيات وكذا مختلف وسائل الإعلام وحتى من السياسيين "لعقد مصالحة كروية مع الجزائر" بمناسبة اللقاء الذي سيجمع الفريقين هذا الخميس، وبقدرة قادر أو بتعليمات فوقية "لتخدير الجزائريين" حولت المنابر الإعلامية المصرية خطابها تجاه الجزائر، واكتشف المصريون "عروبة" الجزائر بعدما كانت قبل أسابيع تنادى بإخراج الجزائر "البربرية" من جامعة الدول العربية. هذا التحول في المواقف والمواقع يثير العديد من التساؤلات، خاصة وان كل التصريحات التي صدرت عن المصريين سياسيا أو إعلاميا كانت تنادي بأخذ "الثار" من الفريق الذي استطاع أن يوقف الحلم العالمي للفراعنة، واعتبر البعض أن هذه التصريحات مجرد محاولات لتبييض صورة "الأخت الكبرى" التي اسودت أمام الرأي العام العالمي والاتحاد الدولي لكرة القدم منذ الاعتداء على حافلة الفريق الوطني بالقرب من مطار القاهرة، وكذا محاولة "لتنويم الجزائريين وتخديرهم"، وترك المجال مفتوحا أمام الجانب المصري ليحشد المناصرين "الالتراس" في مدرجات ملعب بنجيلا، وخلق سيناريو معاكس لموقعة أم درمان. وتسابقت الأوساط الإعلامية المصرية إلى إبراز "وجه آخر" عبر مقالات وتعليقات تدعوا إلى عقد مصالحة مع "الأخت العربية" وتدعو إلى جعل مباراة الفريقين يوم الخميس المقبل فرصة لاستعادة الأجواء الوردية بين مصر والجزائر. ونسيان السيناريوهات التي وضعتها الفضائيات المصرية حول الاعتداءات المزعومة ضد المشجعين المصريين في أم درمان، واكتشفت هذه المنابر أن منافس الفريق المصري هذه المرة "عربي" وفى النهاية سيكون هناك فريق عربي في المباراة النهائية، رغم أن الجزائر "العربية" هي نفسها التي لعبت ضد مصر ولم تخرج هذه الأصوات لتقول آنذاك أن المتأهل إلى المونديال الإفريقي سيكون عربيا. هذا التحول في المواقف لم ينحصر فقط على الإعلام بل تعداه إلى مسؤولي كرة القدم المصري، وعلى رأسهم رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر، الذي كان قبل لقاء القاهرة يطالب الجماهير المصرية "بزلزلة الأرض تحت أقدام اللاعبين الجزائريين"، وراح هذه المرة يتحدث في أعقاب فوز منتخب بلاده على نظيره الكاميروني 3/1 مساء الاثنين في دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأفريقية بأنجولا إن مباراة المنتخب المصري أمام نظيره الجزائري في المربع الذهبي يوم الخميس لا تتعدى كونها مباراة كرة قدم بين شقيقين عربيين . وأوضح سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم في تصريحات للإذاعة المصرية أن هدف أحفاد الفراعنة هو التتويج بلقب البطولة وليس فقط الفوز في مباراة. زاهر الذي رفض في بداية الدورة مرافقة الفريق المصري إلى انغولا خوفا من "قطع رأسه من قبل المعارضين له وإبعاده من على رأس الاتحاد" راح يناشد وسائل الإعلام بالتروي في التعامل مع الحدث وعدم التطرق إلى أشياء مضت، مشددا على ضرورة مضي المباراة أمام الجزائر في إطار عربي أخوي. في محاولة لحفظ ما تبقى له من ماء وجهه، أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم التي هددت زاهر بعقوبة قاسية بعدما لمح إلى إقدامه على تلطيخ علم "الفيفا" بالدم، في انتظار صدور العقوبات على حادثة رشق حافلة الخضر. بدوره رئيس المجلس الأعلى للرياضة حسن صقر الذي كان صاحب قرار "مقاطعة الجزائر رياضيا" قال بان مباراة مصر والجزائر في الدور قبل النهائي لكأس الأمم الإفريقية ستمثل لقاء بين الأشقاء وقال صقر في اتصال هاتفي بقناة الحياة الفضائية " لقاء مصر والجزائر سيكون بين فريقين شقيقين وبلدين عربيين". رجال السياسة في مصر كان لهم كذلك نصيبهم في "مسلسل التخدير" بحيث طالب أنس الفقي وزير الإعلام المصري وسائل الإعلام بضرورة التعامل الإعلامي مع مباراة مصر القادمة مع الجزائر بمنهج متوازن وتناول هادئ وبشكل موضوعى، و"ألا ندع العواطف تأخذنا بعيدا عن الموضوعية والاحترافية وأن ننطلق في تناولنا من منطلق قومي وليس من منطلق إقليمي واعتبارها مباراة رياضية وليست حدثا سياسيا".وأكد الفقي أن وصول منتخب مصر إلى المربع الذهبي في بطولة كأس الأمم الأفريقية يعد خطوة هامة تضاف إلى رصيد إنجازات المنتخب في مسيرته ببطولة الأمم الأفريقية . وناشد الفقي بعد لقائه رؤساء القنوات التليفزيونية الصحف المصرية والقنوات الخاصة والإعلام الرياضي على وجه الخصوص بالتعامل مع هذا الحدث الرياضي الكبير بمنهج موضوعى متوازن بعيدا عن أي تعصب أو تحيز لجانب دون الآخر منطلقين من شعار أن المباراة عربية والفائز عربي وأن العرب استحوذوا على نصف المربع الذهبي وهذا إنجاز في ذاته. وأكد الفقي ضرورة النظر لهذه المباراة باعتبارها مباراة عربية عربية والفائز فيها عربي وأن وصول فريق عربي للنهائي أيا كان علمه هو رصيد وإنجاز يتحقق للرياضة العربية. كما تحركت وزارة الخارجية المصرية لبحث تدابير تسفير مناصري الفراعنة إلى أنغولا، في الوقت الذي صرح فيه المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصري حسام زكى بأن اتصالا هاتفيا جرى أمس بين أحمد أبو الغيط وزير الخارجية ونظيره الجزائرى مراد مدلسي. وقال المتحدث إن الوزيرين أكدا خلال الاتصال على أهمية التعامل الحكيم مع مباراة كرة القدم التي ستقام بين منتخبي البلدين يوم الخميس وذلك على خلفية الأحداث المؤسفة التي كانت قد وقعت في اللقاء الأخير بينهما في السودان في شهر نوفمبر الماضي. وأضاف المتحدث أن الوزيرين اتفقا على استمرار التواصل بينهما في هذا الشأن. ولتبرير المخططات التي وضعتها وزارة الخارجية المصرية لنقل المشجعين إلى بنجيلا، نشرت بعض المواقع المصرية معلومات غير مسندة بوقائع وقالت أنها حصلت عليها بمحض الصدفة ؟ تتحدث عن قيام السفارة الجزائرية في لواندا بدأت تحركات في مدينة بنجيلا لشراء 20 ألف تذكرة أي بعد تأكد تأهل مصر للدور نصف النهائي لبطولة أمم أفريقيا، غانا 2010. رغم أن وزير الخارجية مراد مدلسي تحدث عن نقل ألف إلى ألفي مناصر إلى انغولا وهو ما يكشف النوايا الحقيقية للمصريين.