تعرف حركة نقل المسافرين على مستوى بلدية باب الزوار تذبذبا ملحوظا على مستوى الخطوط من والى البلدية في أوقات الذروة، خاصة على محور الجزائر بومرداس حيث تسود فوضى التدافع والازدحام بالمواقف الثلاثة لباب الزوار نتيجة تشبع الحافلات في ظل اختناق حركة المرور، وهو ما يبرز الحاجة الملحة الى ضرورة التفكير في إنشاء محطة رئيسية لإحدى أكبر بلديات العاصمة. وتضم بلدية باب الزوار كثافة سكانية تقدر بنحو 97 ألف نسمة، في حين يصل عدد الوافدين اليها ما يفوق إلى 30 ألف شخص يمثلون فئة العمال والطلبة، الذين يشتكون في كثير من الأحيان من مشكل النقل الذي يعرف تذبذبا في الخدمات بصفة يومية، ليزداد حدة في أوقات الذروة، حيث يجد المسافرون صعوبة في الالتحاق بمراكز عملهم أو مقاعد الدراسة ومن ثمة العودة الى منازلهم في ظل تكرر مشاهد الانتظار طويلا وفوضى التدافع والازدحام. ويكاد موقف المرجة عند المدخل الشرقي للمدينة، يكون خارج الخدمة رغم أهميته لسكان المنطقة والوافدين اليها من عمال المصالح الخدماتية والرسمية، الذين يصطدمون بعزوف الناقلين عن الوقوف فيه نتيجة لتشبع حافلاتهم وعدم إدراجه ضمن المواقف الرسمية، في الوقت الذي يكتفي بعضهم بالسماح لعدد محدود من الركاب بالصعود لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وسط تذمر المسافرين الذين يضطرون للانتظار لمدة طويلة بالنسبة لسكان المنطقة أو الوقوف بموقف باب الزوار بالنسبة للعمال ثم العودة الى مقرات عملهم سيرا على الأقدام، أما رحلة العودة فلا مجال لاستخدام هذا الموقف، حسب ما حدثنا به بعض المسافرين. ولا تختلف الوضعية كثيرا عند موقفي سوق الفلاح وباب الزوار أين يلتقي عدد هائل من العمال، الطلبة وسكان البلدية طيلة فترات اليوم التي يميزها تشكيل الحافلات طابور عند هذه المواقف وفي أوقات محدودة جدا، بالموازاة مع طوابير لا تنتهي من المسافرين في مجمل الأوقات، خاصة بعد الظهيرة، حيث تبدأ معاناتهم للظفر بمقعد في الحافلة، خاصة بموقف باب الزوار الرئيسي الواقع بالقرب من الجسر، حيث تكثر المناوشات بينهم وبين الناقلين، بالإضافة الى التدافع وبعض الاعتداءات التي تستغل حالة الفوضى بالموقع في اتجاه بومرداس، حمادي والدار البيضاء. ومن جهة أخرى، تتشابه ظروف النقل على مستوى محاور عديدة انطلاقا من باب الزوار باتجاه كل من برج الكيفان، مرورا بحي سوريكال الذي يعاني نقصا في خدمات النقل بشكل محسوس، بالإضافة الى الخطوط باتجاه بومعطي والحراش من حيث افتقارها لمحطات رئيسية واعتمادها على مواقف تعد نقطة الانطلاق والوصول بمناطق متفرقة من البلدية، ولعل ما يزيد من صعوبة التنقل بالمنطقة، حسب الناقلين والمسافرين في حديثهم ل"المساء"، اختناق حركة المرور خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة الى أشغال مشروع التراموي ببلديتي المحمديةوباب الزوار في الوقت الراهن بالموازاة مع تهيئة الطريق الرئيسي عند المدخل الغربي بالقرب من موقف سوق الفلاح، وهو ما يعرقل حركة نقل المسافرين لتزداد حدة بالبلدية التي تعد نقطة عبور رئيسية الى مختلف أنحاء العاصمة. وأمام هذه المعطيات التي تلخص واقع النقل الحضري ببلدية باب الزوار من بين الانشغالات الرئيسية لسكانها والوافدين اليها، يبقى مطلب تنظيم النقل وتدعيمه بإنشاء محطة رئيسية للحافلات، من بين الحلول المقترحة في بلدية تعد من أكبر بلديات العاصمة من حيث عدد السكان وحركية قطاع النقل فيها.