وافق وزراء الخارجية العرب أمس على إجراء مفاوضات فلسطينية-إسرائيلية غير مباشرة لمدة أربعة أشهر "كمحاولة أخيرة" تستهدف إعطاء واشنطن فرصة لحمل إسرائيل على تنفيذ "التزاماتها بوقف الاستيطان" في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية ولكنهم أعربوا بالمقابل عن شكوك قوية في إمكانية نجاحها. وأكد الوزراء العرب في بيان أصدروه في ختام أشغال اجتماع للجنة متابعة مبادرة السلام العربية انه رغم "عدم اقتناعهم بجدية الجانب الإسرائيلي" فإنهم يرون "كمحاولة أخيرة إعطاء الفرصة للمفاوضات غير المباشرة تسهيلا لدور الولاياتالمتحدة على ضوء تأكيداتها للرئيس الفلسطيني مع وضع حد زمني ب "أربعة شهور" لهذه المباحثات. كما اتفقوا على انه "في حالة فشل المباحثات غير المباشرة تقوم الدول العربية بالدعوة الى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لاعادة عرض النزاع العربي-الإسرائيلي بمختلف ابعاده وتطلب من الولاياتالمتحدة ان تمتنع عن استخدام الفيتو" . لكن وزراء الخارجية العرب أعربوا عن شكوكهم القوية في أن تثمر هذه المفاوضات، حيث أكدوا في بيانهم ان "المباحثات غير المباشرة المقترحة من جانب الولاياتالمتحدة لا يمكن ان تتم في فراغ تملؤه الإجراءات الإسرائيلية غير المشروعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة خاصة في ضوء استمرار مخططات التهويد في القدس والخليل وبيت لحم وقطاع غزة مما يؤكد احتمالات فشل هذه المباحثات" . وكان الوزراء العرب يشيرون إلى القرار الإسرائيلي الأخير بضم المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح وأسوار البلدة القديمة في القدس لقائمة ما يسمى بالمواقع الأثرية الإسرائيلية، فضلا عن استمرار الاستيطان في القدسالشرقية. وأكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن اللجنة أكدت انه يجب "ألا تنتقل المفاوضات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة انتقالا تلقائيا بل وفق ضوابط معينة وضعت في بيان مجلس الجامعة العربية الأخير في نوفمبر الماضي". كما قررت اللجنة طرح الإجراءات الإسرائيلية في القدس على محكمة العدل الدولية ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة بالإضافة إلى الطلب من كافة وزارات الخارجية العربية التنسيق الفوري مع الأمانة العامة لتحقيق الهدف وتبليغ المجموعة العربية في اليونيسكو بالتحرك في مواجهة قرار إسرائيل غير الشرعي لضم المسجد الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح لقائمة التراث اليهودي. وأعلن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ان قرار الوزراء العرب "يهدف الى اعطاء فرصة للجهود الامريكية الرامية لاحياء عملية السلام". كما اكد ان "القيادة الفلسطينية ستتخذ قرارا بهذا الشأن خلال اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير يعقد السبت المقبل في رام الله. ورحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على الفور بقرار الوزراء العرب. وقال مارك ريغيف المتحدث باسمه "نحن نشيد بهذا القرار. لقد أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو باستمرار تأييده لمفاوضات السلام ونحن نأمل الآن ان تمضي هذه المباحثات قدما .