لم تمر مباراة المنتخب الوطني مع نظيره الصربي التي جرت يوم الأربعاء الماضي دون أن تترك آثارها السلبية على "الخضر" إذ بالإضافة إلى الخيبة والسخط الذي تركته الهزيمة الثقيلة لدى الشارع الرياضي الجزائري، فإنها تسببت في تعرض العديد من اللاعبين إلى إصابات متعددة الخطورة ستعرقل بدون شك تحضيراتهم تحسبا للمشاركة في مونديال جنوب أفريقيا. وقد أصيب ثلاثة عناصر ولكن ليس بسبب عنف أو خشونة اللاعبين الصربيين، وإنما لسوء أرضية ملعب 05 جويلية الأولمبي، ويتعلق الأمر بكل من حسن يبدة وكريم زياني والوجه الجديد مدحي لحسن. وحسب ما أشارت إليه يومية "أس" الاسبانية، فإن لحسن قد غاب في سهرة أول أمس عن التشكيلة الأساسية لفريقه راسينغ ساتندار خلال المباراة أمام فلنسيا في ختام الجولة ال25 من لاليغا. أما زياني فقد منحه طبيب فريقه فولسبورغ الألماني راحة تامة لمدة ثلاثة أسابيع، لتكون بذلك الإصابة التي تلقاها يوم الأربعاء الماضي، قد حرمته من فرصة سانحة لاستعادة منصبه ضمن التشكيلة الأساسية لحامل لقب البندسليغا، بحيث كان من المنتظر أن يلعب زياني يوم السبت الفارط أمام نادي بوخوم برسم الجولة ال24، بحكم غياب زميله في وسط ميدان سيميزيتش المعاقب. ولكن الإصابة منعته من استغلال فرصة إظهار إمكانياته للمدرب الجديد لنادي فولسبورغ، والذي لم يعتمد عليه في أي دقيقة منذ عودة صانع العاب "الخضر" من أنغولا، أين شارك في نهائيات كأس أمم أفريقيا طيلة شهر جانفي الماضي. وبحكم خضوعه للراحة والعلاج، لمدة ثلاثة أسابيع، فإن زياني لا يمكنه العودة إلى المنافسة إلا في شهر أفريل القادم، أي شهر ونصف فقط قبل بداية المعسكر التحضيري للمنتخب الوطني المقرر بمركز كوفرتشيانو الإيطالي، وهي مدة قد لا تكون كافية ليرفع زياني من حجم مستواه التنافسي. ولعل أكبر ضربة قد يتلقاها المنتخب الوطني، هي غياب متوسط ميدان نادي بورتسموث الانكليزي، حسن يبدة، عن المونديال في حالة تأكد خضوعه لعملية جراحية على مستوى الركبة ستجبره على الراحة لمدة لا تقل عن شهر ونصف. وقد أشارت تقارير صحفية أن يبدة، قد فضل عرض حالته على عدة اختصاصيين قبل اتخاذ قرار اللجوء إلى العملية الجراحية أو الاكتفاء فقط بالراحة، لمدة قصيرة مع تكثيف العلاج وهي الفرضية التي يتمنى حدوثها حتى يتمكن من المشاركة في نهائيات كأس العالم المقررة بجنوب إفريقيا. ويبدو أن حسن يبدة هو اللاعب الذي تحدث عنه المدرب الوطني رابح سعدان للإذاعة الوطنية، حين قال أنه يوجد عنصر أساسي في الفريق قد يغيب عن المونديال بسبب إمكانية خضوعه إلى عملية جراحية. للعلم فإن لاعبي المنتخب الجزائري، كانوا قد اشتكوا من سوء أرضية ميدان ملعب 05 جويلية الأولمبي خلال المباراة الودية التي جمعت الفريق الوطني بمنتخب الأورغواي السنة الماضية، مما جعل"الفاف" بالتشاور مع رابح سعدان تقرر مواصلة استقبال منافسي الخضر في تصفيات كأس العالم بملعب البليدة بدل التحول إلى مركب 05 جويلية الأولمبي. ومع مرور الأشهر وتساقط الأمطار ازداد تدهور الأرضية فأضحت كارثية يوم الأربعاء الماضي خلال مواجهة صربيا، وقد تتسبب إذن في حرمان الجزائر من أحد أبرز لاعبيها خلال المونديال القادم.