تحتفظ السيدة ليندة بلقبها بعد 40 سنة من الممارسة لتكون المرأة الأولى والوحيدة على المستوى العربي والإفريقي التي خاضت مجال الاستعراضات السحرية، تتكلم بتواضع عن تجربتها على الرغم من الاعتراف الدولي (خاصة الأوربي) بقدراتها.السيدة ليندة كشفت ل''المساء'' عن بعض جوانب حياتها المهنية والشخصية وتتحدث عن واقع هذه المهنة في الجزائر ببعض من المرارة. - ارتبط اسم السيدة ليندة لونيسي منذ سنوات طويلة بالألعاب السحرية لكنها اختفت فجأة، ما السبب في ذلك؟ أنا لم أختف بل بالعكس أزاول نشاطي الفني بشكل عاد، لكنك ربما تقصدين غيابي عن التلفزيون وهو ما حرمني من جمهوري العزيز بعدأن شاركت في العديد من السهرات الفنية التلفزيونية وفي برامج الأطفال وكنت سعيدة بهذه التجربة، لكن الاستمرار ليس بيدي فأنا حاضرة إذا ما طلب مني المشاركة ومستعدة لتلبية أية دعوة لكنني في المقابل لا أحاول أن أفرض نفسي وأن أسعى للحصول على عمل أو مشاركة مهما كان نوعها أو شأنها. - حدثينا عن واقع هذا الفن في الجزائر وكيف هو حاله؟ حاله كان أحسن مئات المرات في السنوات الفارطة أي منذ الاستقلال إلى غاية الثمانينيات، حيث كان فنا مطلوبا ومحترما ويكاد يكون شبه قار بالنسبة للعائلات الجزائرية المتذوقة للفن الجميل، وأتذكر أننا كنا نقوم بجولات عبر كامل الوطن من أقصاه إلى أقصاه ولا يخلو أي برنامج فني من فقرة''التنشيط السحري''، إلا أن هذا الواقع تغير ولم يعد لهذا الفن أثر والسبب باعتقادي هو عدم الاهتمام به وتشجيعه من طرف القائمين على شؤون الفن والثقافة عندنا. - وماذا عن واقعك كامرأة تتعاطى هذا الفن؟ صدقيني لم أواجه أية صعوبات عبر مسيرتي الفنية التي شارفت على الأربعين عاما حيث لقيت كل الترحيب والاحترام والتقدير سواء من جمهوري أو زملائي الفنانين أو حتى من عائلتي كيف لا وأنا أقدم فنا راقيا يوصف في جميع أنحاء العالم بالملك ويقال إن ''السحر ملك الفنون''، زد على ذلك احترامي شخصيا لفني وقيمي وجمهوري. - وكيف كان حضورك خارج الجزائر هل كان بنفس النجاح؟ أشير بداية إلى أنني الأولى والوحيدة على المستوى العربي والإفريقي التي تمارس هذا الفن بشكل رسمي وعلمي، فأنا فنانة محترفة وبحوزتي شهادات وبطاقات مهنية خاصة من الجزائروفرنسا التي تحصلت بها على شهادة ثم بطاقة محترف وبطاقة مندوب نقابي وهذه البطاقة لها قيمة دولية ومثل هذه الشهادات فتحت أمامي الآفاق. شرعت منذ بداية سنة 1970 في جولاتي خارج الوطن وزرت العديد والكثير من دول العالم كبلجيكا، فرنسا، ايطاليا، اليونان، تونس وليبيا وكان لي مشروع في لبنان لكن لم يكتب له أن يرى النور، وكل جماهير هذه البلدان قدرتني وشجعتني ورفعت من شأني على الرغم من أنني لا أميل كثيرا للأضواء والشهرة. - حققت علاقة وطيدة مع الجمهور الصغير حدثينا عن التجربة؟ بلغ حبي لهذا الجمهور أقصى مداه فأنا أعشق الظهور أمامه لأنه متعتي الأولى، تجربتي بدأت منذ سنوات طويلة خاصة مع الحصص الصبيانية في التلفزيون الجزائري واليوم أقابله من على خشبة المسرح، وباعتباري أما وجدة أشعر بالسعادة وأنا أرى الأطفال يقهقهون أو يبتسمون ويمرحون فهم جمهور لا يعرف النفاق يضحك من قلبه ويحبك من قلبه، زد على ذلك أنه جمهور صعب لا يتسامح، وأية هفوة سيفضحها على الملأ عكس جمهور الكبار فمن الممكن أن يكتشف أحدهم خطأ ويتغاضى عنه ويصفق بحرارة، وطبعا الجمهور الصغير يجعلك أحرص على تقديم الأحسن لأنك ببساطة تكون تحت مراقبته المتواصلة، كما أن الصغير يحب أن يشاركك العروض على الخشبة، وغالبا ما ألبي له ذلك. - نلاحظ في العروض السحرية العديد من الأدوات ووسائل التنشيط وغيرها هل تتحصلين عليها ببساطة؟ طبعا هذه الأدوات وغيرها ضرورية في أي عرض ناهيك عن الوسائل الجديدة المبتكرة التي تفرض عليك مواجهة التطور والتنوع، وكلها مكلفة وهي مستوردة غالبا من فرنسا، بلجيكا وكندا، فمثلا ورقة عادية ضرورية لعرض ما تمزق ثم تركب لتبدو غير ممزقة نضطر لشرائها بما لا يقل عن 200 أورو. - بعد طول هذه التجربة كيف ترين واقع هذا الفن في بلادنا؟ ما يحز في نفسي هو امتلاكنا لفنانين جزائريين لهم قدرات هائلة لكنهم بقوا مغمورين بسبب التهميش الذي يطال هذا الفن عندنا، هم يستحقون الظهور، الكثيرون منهم تخلوا عن هذه المهنة بعدما يئسوا. - وماذا عنك، ومن هو الشخص الذي لا يزال يحظى ثقتك الآن؟ الشخص الوحيد الذي أعتبره صديقا عزيزا لا يزال يدفعني دفعا لممارسة هذا النشاط هو السيد لخضر بن تركي وذلك ليس من باب مسؤوليته على الديوان الوطني للثقافة والإعلام ولكنه مشجع لكل الفنون ولا يحتمل أن يرى موهبتي تحبس عن جمهوري في الجزائر. - بماذا تحبين أن تختتمي هذا الحديث؟ أنا سيدة لا تحب الأضواء ولا تسعى للشهرة والظهور ولا طرق أبواب المسؤولين، أعتمد فقط على التزامي وموهبتي، ولا يهمني أحد سوى جمهوري لذلك فأنا حاضرة كلما طلبني، حتى لو شاركت في قافلة إلى أقصى صحاري الجزائر لا لشيء سوى لإسعاد هذا الجمهور خاصة الصغير منه.