في مدخل أحد العمارات بشارع ديدوش مراد بالعاصمة.. تتخذ ''السيدة ليندة'' من زاوية صغيرة ورشة تنسج من خلالها رسومات في غاية الروعة والجمال.. رسومات لزبائنها الذين يريدون مشاهدة صورهم على الورق بلغة الأقلام والألوان..أيمن السامرائي وجهها هادئ جميل.. ترتسم في محياها سمرة تتنفس نسائم مدينة ''ورفلة'' التي تقول السيدة ليندة إنها تنحدر منها.. تجلس في زاوية صغيرة.. صغيرة جدا..، تحيط بها بعض اللوحات.. لوحات رسمتها بأناملها المتعبة من ''كيد الزمن'' كما تسميه، تتحرك وتسكن.. تسكن وتتحرك.. كأنما تلك الأنامل اختارت من ألوانها.. لونا جديدا تستقبل به صباحا آخر.. قد يكون أحسن وأجمل.. هكذا تقول السيدة ليندة أنا جزائرية.. لا أعرف أصلي أو من أي منطقة أنا لكن أبقى جزائرية.. جزائرية قبل كل شيء.. أنا من هذه البلاد.. حتى وإن كنا نشعر بغربة فيها ونحن أهلها.. رغم ذلك.. أعتقد أني من ولاية ورفلة وقدمت إلى العاصمة منذ مدة طويلة.. لوحاتها التي تسكن معها في زاويتها.. أو في ورشتها المفتوحة على الشارع العاصمي، تنم عن حس فني عال.. تحاول، تقول ليندة، أن تجد له مكانا للاعتراف.. اعتراف الذين ترسمهم من ''العابرين في الكلام العابر'' في هذه العاصمة الكبيرة التي ترى هذه الفنانة الشابة أنها عادية كأي منطقة جزائرية.. ''قدمت إلى العاصمة منذ أن كنت في سن الثانية عشرة.. والآن أنا في الثامنة والعشرين.. أرسم منذ سبع سنوات.. ولم أستطع رسم صورتي في الحياة الزوجية بعد. لا تعرف ''السيدة ليندة'' كيف دخلت عالم الرسم.. لم تستطع استحضار ذلك اليوم من ذاكرتها.. لكنها حاولت أن تجتهد لتروى فضولنا فقالت.. ''لا أعرف من أين وكيف بدأت.. لكن أقول لك إني وجدت نفسي أرسم.. هكذا.. دون أي مقدمات أو أسباب.. الرسم هوايتي ومتنفسي ومصدر رزقي..''. ثورية.