وضع أقل ما يقال عنه أنه كارثي، ذلك الذي يعيشه فريق جمعية وهران لكرة اليد، وهو الذي كان ينتظر منه أن يقفز بزيه إلى مقدمة الصفوف للعب على ورقة الصعود، لتوفره على تركيبة بشرية نوعية خانتها قلة الإمكانيات، وخصوصا ضعف الإحتضان من قبل المسؤولين كما يفصح عن ذلك بن حدو الهواري، أحد لاعبيه ومسيريه الذي فصلت معه ''المساء'' في وضع فريقه. المساء: نبدأ من النبرة الحادة للاعبي فريقكم ضد إدارة الرئيس مورو محمد، هل من تعليق حولها ؟ بن حدو: شيء طبيعي أن يصعّد اللاعبون من لهجتهم تجاه إدارة الفريق، وخاصة الرئيس مورو الذي لم يكلف نفسه حتى عناء حضور ولو مباراة واحدة من المباريات التي خضناها هذا الموسم بقاعة قصر الرياضات، فضلا على أشياء أخرى أضرت بالفريق كثيرا كالإهمال والتهميش اللذين يوجد الفريق عرضة لهما، وهذا الأمر نعيشه منذ إنطلاقة الموسم الرياضي. - إذن ترتيبكم المتدني في بطولة قسمكم الجهوي الأول مرده هذه الأسباب ؟ - هناك أسباب أخرى، وتتعلق بسوء تحضيرنا في بداية الموسم، وهو ما خلق مصاعب كبيرة لفريقنا حيث خسر مباراتيه الأوليين دون لعب، والثالثة إنهزم فيها في بلعباس في ظروف صعبة جدا لأن الأمور الإدارية لم تكن مهيأة تماما، فنحن نمارس لحد الآن من دون مدرب رسمي مع تسجيل غيابات متكررة للاعبين بسبب الوضع المتعفن للفريق. - قلت أن أموركم الإدارية لم تكن مهيأة، فمن كان يشرف عليكم ؟ - طبيب الفريق ناشي مراد الذي بذل ويبذل جهودا مضنية لكي يقف الفريق على رجليه من خلال إقناعه لبعض لاعبينا الذين رفضوا منح وثائقهم في بداية الموسم بسبب عدم تسوية مستحقاتهم المالية للعام الماضي لإنعدام الإتصالات مع رئيس الفريق مورو محمد الذي تجاهل التشكيلة وفرع كرة اليد تماما، بدليل أنه لم يجتمع باللاعبين لحد الآن وهم الذين يقدمون تضحيات كبيرة من أجل بقاء نبض الجمعية. - ولكنها تضحيات لم ترقيكم في لائحة الترتيب ؟ - لا يمكن الإستهانة بتضحيات لاعبينا الذين أؤكد أنهم ينفردون بقدرات مسلم بها تتمنى أحسن الأندية على المستوى الوطني وليس في الجهة الغربية فحسب الفوز بها، لكن كثرة المشاكل أعيتهم، ويكفي إعطاء مثال في هذا الخصوص بلاعبنا بن تريوة الذي فضل التضحية بإصابته في الكتف لمشاركة زملائه في اللقاء ضد الرائد ترجي أرزيو، وهي الإصابة التي تتطلب إجراء عملية جراحية في ظل الإهمال التام للإدارة لحالته.
- هذه المعاناة، هل هي وليدة اليوم أم هي تراكمات سنين سابقة ؟ - لقد لحقنا الغبن منذ رحيل الرئيس السابق الطيب محياوي عن الفريق والذي كان يهتم بفرع كرة اليد عكس المسيرين الحاليين بإستثناء المدير الإداري والمالي موسى عبد الحميد، الذي ينصت لإنشغالات هذا الفرع ويلبي البعض من مطالبه بين الفينة والأخرى. فنحن لم نطلب المستحيل بل إلتفاتة من هؤلاء المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس مورو محمد. - وهذا يدل على أن أحوال فريقكم معقدة ؟ - هذا صحيح ، لكن الأمر لا يقتصر على فريقنا، بل هو يشمل كل الأندية في الجزائر التي تولي إهتمامها الكبير لفرق كرة القدم على حساب رياضات أخرى ومنها لعبة كرة اليد، والمثال واضح في ما يدور بالفريق الجار مولودية وهران وكذا نصر السانية أنا لا أريد التعليق على وضعيتي الجمعية والمولودية فقط، بل على حال كرة اليد الوهرانية عامة، والذي لا يسر إطلاقا، وهذا بسبب لامبالاة مسؤولي الفرق الوهرانية بفرع كرة اليد بالتحديد. - كذلك هناك نقطة هامة تتعلق بغياب التكوين ؟ - لقد لمست وترا مهما، فغياب الفئات العمرية مشهود، وهذا راجع لضعف التسيير، فأي فريق لايمكنه أن يبلغ المرامي العليا من دون أن يعتمد على خزانه وعلى تكوينه. - هل تعتقد أن هذه هي كل أسباب إنحدار مستوى الكرة الصغيرة الوهرانية ؟ - لا ، ثمة أسباب أخرى كغياب القاعات في مدينة وهران، وحتى الملاعب الجوارية المشيدة في الأحياء خصيصا لكرة القدم، لكن العكس في الضواحي كمدن السانية ومسرغين وبطيوة وعين البية وأرزيو، التي تتوفر على قاعات جيدة تستفيد منها فرقها وبالوقت الكافي، وهذا دليل على العون الكبير الذي تلقاه من مسؤولي بلدياتها. - وكيف تعلق على هذه المفارقة ؟ - صراحة السؤال يبقى مطروحا على السلطات المحلية، التي أطلب من مسؤوليها الإلتفات للوضع المتردي لكرة اليد بمدينة وهران. يجب فصل فرع كرة اليد عن باقي الفروع الأخرى في الجمعيات الرياضية من ناحية التسيير، وأحسن مثال في هذا الشأن هو فريق مولودية سعيدة، الذي نجح في تسيير فرع كرة اليد بعيدا عن كرة القدم، ثم يجب بناء قاعات أخرى لتخفيف الضغط على قاعة قصر الرياضات حمو بوتليليس. - وماذا تقول عن بطولة قسمكم ؟ - مستوى فرقها متقارب، وهذا ماحز في نفوسنا لأنه لو توفر لدينا قليل من الإمكانيات لنافسنا الطموحين الحاليين على بطاقة الصعود وبكل سهولة. - كلمة عن تأسيس جمعية وهران لكرة اليد ؟ - فريقنا قبل أن يحمل شعار جمعية وهران ويمارس تحت لواءها، كان يسمى فريق جمعية السلام الوهراني التابع لحي السلام (سانت أوبار) والذي توقف عن النشاط سنة ,2001 وفي بداية الموسم الرياضي (2001 /2002) إنتقلنا جميعا (مدربين، لاعبين، ومسيرين) إلى فريق جمعية وهران أيام الرئيس بن داداش عبد القادر الذي يعد إبن حي السلام، وهذا ماسهل الإتصال بيننا وبينه لما عرض علينا الإنضمام إلى الجمعية وتأسيس فرع كرة اليد بها ووافقنا على إقتراحه على الفور، وكان مدربنا آنذاك السيد مكي ميلود الذي أتمنى له الشفاء العاجل، والذي لايزال يتابع خطواتنا عن قرب، ويمدنا بنصائحه المفيدة رغم مرضه وإنشغالاته العملية الكثيرة بالرابطة الولائية للرياضة المدرسية. - وكيف كان حصادكم ؟ - حققنا الصعود ثلاث مرات خلال أربع سنوات قبل أن يتردى حالنا للأسباب التي ذكرتها سابقا. - وكيف نختم هذا الحوار ؟ - بتوجيه نداء إلى مسؤولي القطاع الرياضي في وهران للإلتفات لواقع الفرق الوهرانية التي تمارس كرة اليد، كما أتمنى الشفاء العاجل لمدربنا مكي ميلود.