آلاف الفلسطينيين سيكونون أمام خيار صعب ولكنه وحيد، مادام خيار القبول طواعية بقرار التهجير الإسرائيلي مرفوضا ومستبعدا، فلن يكون أمامهم إلا الانتفاضة الشاملة في كل من الأراضي الفلسطينية ضد الاحتلال. فليس للفلسطينيين ما يخسرونه، فهم في سجن كبير اسمه الضفة وغزة ورام الله والقدس وغيرها واسرائيل تهدد من لاينصاع لقرارها ويغادر الضفة بالسجن، وكلاهما سجن، فلما الخوف؟ والغريب أن الفلسطينيين متهمون بالتسلل إلى أراضيهم المحتلة، وأصبحوا في نظر سلطات الاحتلال الإسرائيلي مهاجرين غير شرعيين لا يملكون وثائق الإقامة وعليه يجب ترحيلهم إلى الشتات! والأغرب أنهم ينتظرون تحركا عربيا لوقف تطبيق القرار الإسرائيلي، ومتى تحرك العرب بالفعل؟ وكل ما خرج به اجتماع المندوبين العرب في الجامعة العربية، أنهم طالبوا الفلسطينيين بعدم الانصياع للقرارات الاسرائيلية، وهم محقين في ذلك لأن العرب لا يستطيعون فعل شيء وبالتالي لا يجب أن يرهن الفلسطينيون مصيرهم بتحرك عربي. هذا الواقع المر، يؤكد مرة أخرى أن أوهام السلام مع اسرائيل والمفاوضات العميقة وخطة الطريق، أن العرب هم الذين انصاعوا لأوامر اسرائيل، فسارعوا للتطبيع وفتح السفارات وآمنوا بعملية السلام المزيفة التي أرادت من ورائها اسرائيل إخماد الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية حتى تتفرغ لتنفيذ مخططات الاستطيان والتهويد.