شرعت العديد من بلديات العاصمة في تجسيد مشروع والي ولاية الجزائر العاصمة، الذي يهدف أساسا الى تغيير الوجه العام للعاصمة وفق آليات حضرية طالما أهملت، جراء المخالفات العمرانية والتجارية وكذا الثقافية، وتعتبر بلدية الجزائر الوسطى واحدة من بين البلديات الأولى التي انطلقت في تجسيد هذا المشروع الضخم، الذي جندت له مصالح البلدية العديد من الوسائل لإنجاحه، فضلا عن عقد صفقات مع كبريات مؤسسات المقاولة. في هذا الإطار كشف السيد بطاش عبد الحكيم، نائب رئيس بلدية الجزائر الوسطى المكلف بالشوون الاجتماعية والمحيط، ل ''المساء''، بأن العملية قد شرع فيها انطلاقا من نهج أول نوفمبر، العربي بن مهيدي، مرورا بنهج الأمير خطابي لتنتهي بالبريد المركزي، كما حددت الإصلاحات التي تدوم الى غاية نهاية السداسي الأول من هذه السنة، والمتمثلة في ترميمات واسعة، وصفها محدثنا بالعملية الجراحية الدقيقة التي ستقام على مستوى البنايات المهددة بالسقوط وذلك لحفظ سلامة المواطن والحرص على الحفاظ على البنايات القديمة التي تدخل أساسا في خانة المحافظة على الآثار وفقا لما اشارت إليه منظمة اليونسكو، وتقتصر بالدرجة الأولى على إزالة أهم المخالفات السكنية كالوضع العشوائي للقضبان والصفائح الحاجزة (التيندات) التي كثيرا ما تخالف النمط المعماري وتغير الوجه العام للأحياء من أحياء راقية الى أحياء شعبية، الى جانب الحرص الشديد على ازالة كل الهوائيات وأجهزة والبرابول من النوافذ والأسطح وتحديد موضعها بالشرفات من الداخل، كما أخذت مصالح بلدية الجزائر الوسطى هذا الامر بعين الاعتبار وعمدت الى توصيل هذه الاجهزة من الاسطح بالشقق من خلال أسلاك كهربائية تمرر بإحكام دون اللجوء إلى الوضع العشوائي الذي كثيرا ما شوه الوجه العام من خلال ظهور الأسلاك وتدليها على النوافذ والشرفات. أما عن العائلات التي تقطن فوق الأسطح، فأشار السيد بطاش الى أن هذه الاخيرة ستسوى وضعيها وتصفى قانونيا مع التعويض للعائلات التي تستحق ذلك، وترحيل من تستوجب أمرها ذلك الى احياء سكنية لائقة سيحدد مكانها وآجالها من طرف المصالح الولائية، لتكون بذلك آخر لمسة ترميم هي تغير ألوان البنايات لتعود بذلك الصورة الاصلية إلى شوارع أول نوفمبر، بن مهيدي ونهج الأمير خطابي والبريد المركز، مرورا بالشوارع الرئيسية لبلدية باب الوادي التي انطلقت بها الاشغال بنسبة تقل عن الجزائر الوسطى منذ شهرين. وتحسيسا بهذا الإنجاز الذي وصفه محدثنا بالضخم والذي لم تشهده بلديات العاصمة منذ الاستقلال بنفس هذه الوتيرة، فإن البلدية عقدت عدة اجتماعات مع رؤساء الأحياء والجمعيات الرياضية لإشعارهم بحجم الحدث الذي يستجوب تكاتف الجهود بين البلدية والمواطن واعطاء كل التسهيلات، الى جانب احترام القوانين التي وضعتها الولاية والبلدية كعدم وضع الهوائيات المقعرة بطرق عشوائيةو لأن هذه الاخيرة، حسب السيد بطاش، ستخضع للنزع الفوري مع فرض غرامة على اصحابها. وفيما يخص المتاجر والمحلات واللوحات التجارية المرقمة المقامة بطريقة عشوائية فإن القوانين والتوجيهات كانت واصحة بهذا الشأن، وتتمحور أساسا حول تجديدها وفقا للحدث ومواكبة وتيرة الترميمات ضمن المشروع الحضري للولاية. مشيرا في الاخير الى أن هذه الإصلاحات ستكون في مصلحة المواطنين بالدرجة ا