حقق وفاق سطيف حلم أنصاره الذي راودهم منذ عشرين سنة، بالحصول على كأس الجمهورية السابعة في تاريخ الفريق، بعد فوزه على شباب باتنة بثلاثية كاملة دون مقابل، في مباراة أكد من خلالها زملاء حاج عيسى على إمكاناتهم الكبيرة مقارنة بالشباب، الذي ظهر محدودا رغم بعض المحاولات الفردية لعناصره. لقاء كأس الجمهورية رقم 46 الذي احتضنه ملعب 5 جويلية يوم السبت الماضي والذي عاد للوفاق، لم يحمل طابع النهائي الذي اعتدنا عليه في اللقاءات النهائية التي سبق وأن شاهدناها من قبل، فقد ظهر عدم التكافؤ بين الفريقين على جميع المستويات، فالمستوى الذي يملكه الوفاق كان أكبر بكثير من شباب باتنة، وهذا بالنظر إلى تعداد اللاعبين الذي يملكه ''النسر الأسود''، إلى جانب الإمكانيات المادية الكبيرة التي تعكس ما وصل إليه هذا الفريق، وهذا ما أحدث الفارق على أرضية الميدان، رغم بعض الأشياء التي حاول زملاء أمير بورحلي إظهارها فوق الميدان، والتي لن تكلل بأي نجاح. وظهر هذا التفوق حين أصبح الوفاق يسير اللقاء لصالحه أمام فريق انهار تماما بعد الهدف الثاني الذي سجله أمبان في الدقيقة ,68 وأصبح تائها فوق الميدان وتحمل بعد ذلك عبء المباراة حتى نهايتها. وقد اعترف بسكري بقوة الوفاق أمام فريقه الذي وصل إلى النهائي، وأكد على أنه يستحق الفوز بكأس الجمهورية. كما تجلى عدم التكافؤ بين الفريقين في عدد الأنصار الذين توافدوا على ملعب 5 جويلية، فالسطايفية جاؤوا بقوة وبالآلاف وغصوا مدرجات الملعب وحلوا بالعاصمة بالحافلات والطائرات والقطارات وسياراتهم الخاصة، وكانوا مدعمين بمناصري اتحاد الحراش وشباب بلوزداد، وكان لذلك وزنه وتأثيره على مجريات اللعب فوق الميدان، حيث كان الوفاق أكثر تحفيزا، في حين لم يستفد شباب باتنة من هذا الدعم المعنوي، لأن عدد أنصاره لم يكن كافيا لشحن همم رفاق أمير بورحلي الذين افتقروا للمؤازرة الكافية، بالنظر إلى محدودية التوافد على المدرجات التي كانت مخصصة لأبناء الأوراس، هذه العوامل مجتمعة كان لها تأثيرها على تحقيق الفارق وجعلت ''النسر الأسود'' يحلق بالكأس عاليا في ملعب 5 جويلية وفي عين الفوارة. لكن رغم هذا الفوز الذي حققه وفاق سطيف، إلا أن مظاهر الاحتفال بهذا التتويج كانت شبه غائبة. وبشهادة كل الزملاء والمتتبعين الحاضرين في الملعب، لم نعش أجواء فرحة كبيرة في 5 جويلية تليق بمقام كأس الجزائر، وكان الحدث عاديا سواء بالنسبة للاعبي الوفاق الذين لم يحصل أكثرهم على هذه الكأس، أو بالنسبة للأنصار الذين خرج معظمهم بمجرد نهاية المباراة ولم ينتظروا أن يجري لاعبيهم دورة شرفية حول الميدان احتفالا بالكأس، ربما يرجع ذلك إلى أن أنصار ''الكحلة'' الذين اعتادوا على تتويجات فريقهم في منافسات أخرى، أو أنهم سارعوا بالعودة إلى سطيف قبل أن تصل الكأس إلى مدينة عين الفوارة لمعايشة الأفراح والاحتفالات، وهذا ما حدث فعلا أمس في كل شوارع المدينة.