بدأت ملامح تعداد المنتخب الوطني لكرة القدم الموجود منذ نهاية الاسبوع الفارط في تربص مغلق بمنتجع كرانس مونتانا بسويسرا، تكتمل تدريجيا، كما بدأت وتيرة العمل ترتفع، فيما تصاعدت لهجة المدرب الوطني رابح سعدان الذي بات لا يتسامح مع كل كبيرة أو صغيرة، بعد ان أدرك أن الوقت يداهمه ولابد من سد كل الثغرات قبل الساعة الصفر. وقد انتقل المنتخب الوطني اول امس الى تطبيق المرحلة الثانية من برنامجه التي اعفي منها مراد مغني، الذي تتضارب بشأنه الاخبار، بالرغم من ان سعدان مازال يؤكد أنه لن يتخذ أي قرار بشأنه قبل انتهاء تربص سويسرا. وقد امتعض المدرب الوطني من بعض التسريبات التي تحدثت عن امكانية تسريح مراد مغني مباشرة بعد هذا التربص والتي استندت لبعض الاحاديث الهامشية لمصادر من الطاقم الطبي، التي لخصت فحوى الفحوصات التي تمت حتى الآن، و التي اشارت الى ان اصابة مغني مازالت مستقرة وانه لن يتعافى قبل انتهاء التربص الجاري.. سعدان قال'' انا الوحيد الذي يقرر بقاء مغني او تسريحه وان الطاقم الطبي يؤدي مهامه بجد وبتنسيق تام معي، وان ما يتردد لا يؤخذ به اطلاقا، لأن اللاعب مغني يخضع للعلاج ويتدرب وفق برنامج خاص به''. الصفوف تكتمل بالتحاق لحسن وغزال وباستثناء ذلك، يبدو المدرب الوطني مرتاحا، خاصة بعد التحاق رياض بدبوز مساء يوم الأحد، كما التحق في نفس اليوم زميله حسن يبدة الذي فضل عدم المشاركة في نهائي كأس انكلترا تفاديا للإصابة، ويبدو انه وجد تفهما من مدربه في نادي بورتسموث، كما سجل امس التحاق مدحي لحسن نجم سانتاندار الاسباني بعد ان شارك يوم الاحد مع فريقه في مباراة مصيرية امام سبورتينغ خيخون لحساب اليوم الاخير من الليغا الاسبانية، وهي المباراة التي فاز فيها رفاق لحسن بهدفين لصفر وضمنوا البقاء في الدرجة الاولى، كما التحق ايضا قادير فؤاد الناشط في البطولة الفرنسية في صفوف نادي فالانسيان الى جانب عبدالقادر غزال الذي لم تتحقق امنيته في التسجيل امام انتير ميلانو برسم اليوم الاخير من الكالتشيو، وهو الذي قال سأسجل من أجل روما.. وما حدث في مباراة سيينا والانتير انه لا غزال سجل ولا روما توجت ولكن تاج الكالتشيو عاد لأبناء مورينيو. أربعة حراس.. المنافسة شرسة بينهم أما أجواء التحضيرات اليومية فقد تميزت في حصتي امس الاثنين بالحماس، ومن الصعب قراءة نفسية بعض اللاعبين، خاصة على مستوى حراس المرمى، بعد ان تأكد بأن المدرب رابح سعدان سيضحي بأحد الاربعة : قاواوي، مبولحي، شاوشي و زماموش، وإذا كان الاول أي قاواوي مازال يؤكد بأنه الحارس الاول الذي يراهن عليه سعدان، فإن واقع الميدان لا يعطي الانطباع بأن الوناس هو الاول او هو الاخير، في وجود مبولحي الذي يظهر من يوم الآخر امكانات كبيرة قد لا تلمس لا عند قاواوي ولا شاوشى او زماموش. شاوشي.. قصة كوجيا في الأذهان ... أما بالنسبة للأخير فيبدو من بعض تصريحاته انه جد متخوف من عدم الاحتفاظ به، ولو انه يقول '' ان سعدان يعرف امكانياتي جيدا''، بخلاف شاوشي فوزي الذي لم يشارك من بداية التربص، وهو واثق من ان مكانته مضمونة وان سعدان يراهن على خدماته في المونديال، بالرغم من تحفظ هذا الاخير على سلوكاته حارسه خوفا من تكرار سيناريو كوجيا مرة اخرى مع حكم آخر في المونديال، لكن فوزي شاوشي الذي التحق امس برفاقه والذي قد يحظى بجلسات خاصة مع اعضاء الطاقم الفني لتحضيره نفسيا او بسيكولوجيا، يدرك ان المونديال حكاية اخرى ومثل هذه الملاحظة سمعها من سعدان الذي يشبه خططه بلوحة شطرنج يجب ان تكون متناسقة، و ربما يكون قد نبهه بأنه عائد من عقوبة وان حكام المونديال سمعوا عنه الكثير وان الموقع الرسمي للفيفا تناوله بإسهاب و اشار الى ادق التفاصيل في سلوكاته دون ان يهمل براعته، حين اعتبره من مهندسي التأهل الى جنوب افريقيا. والملفت ان بعض المقربين من الحارس شاوشي خاصة زملائه في فريق وفاق سطيف على غرار العيفاوي، يقولون ان فوزي تغير كثيرا وحفظ الدرس جيدا وان سيناريو انغولا لن يتكرر اثناء المونديال، وهي الملاحظة التي ابداها زميله قاواوي الذي اثنى على الجهد الذي يبذله شاوشي ليكون جاهزا من كل النواحي البدنية والفنية والبسيكولوجية. وعلى ذكر الجانب البسيكولوجي، فإن المدرب رابح سعدان يحرص دوما على الجلوس لبعض اللاعبين وينفرد بالبعض الآخر في اوقات معينة، وهو كثير الحديث مع زياني ومغني على وجه الخصوص، كما انه يبدي ملاحظات دقيقة على مسامع الجميع حين يقول ''المونديال لا يلعبه إلا من استعد نفسيا وفنيا''.