شكلت القضية الصحراوية موضوع نقاش هام خلال الأيام التكوينية التي خصصت لفائدة الممثلين الصحراويين بإسبانيا والتي احتضنتها مقاطعة اراغونا الاسبانية. وخلال هذه الأيام ألقى العديد من الباحثين الجامعيين الإسبان والمشاركين محاضرات تناولت الوضع في الأراضي الصحراوية المحتلة والتي تعيش تحت حصار إعلامي مشدد فرضه المغرب لمنع نقل حقيقة ما يجري في هذه المناطق من انتهاكات وخروقات خطيرة. وانتقد الأستاذ الجامعي الاسباني كارلوس رويث ميغال خلال تنشيطه لمحاضرة تحت عنوان ''أهمية وسائل الإعلام وخطورتها حسب الإغراض والغايات'' نظمت في إطار هذه الأيام وحضرها عدد من الدبلوماسيين الصحراويين والمتضامنين الإسبان، كيفية تعامل الإعلام المغربي مع القضية الصحراوية التي تبقى تشكل آخر مسألة تصفية استعمار في القارة الإفريقية. ووصف الأستاذ الجامعي الاسباني طريقة تعامل وسائل الإعلام المغربية مع هذه القضية ب''اللا موضوعي'' كونه يعمل على تزييف المعلومات ومغالطة الرأي العام العالمي في محاولة لتمرير أطروحات النظام المغربي ب ''مغربية الصحراء الغربية''. وركز خلال محاضرته على الأخبار ''المزيفة والمغلوطة التي ينشرها الإعلام المغربي الرسمي المرئي والمكتوب والمسموع حول القضية الصحراوية في سياق مسرح الحرب الإعلامية الجديدة لترسيخ السموم في الأذهان وتغليط الرأي العام''، لافتا ''أهمية مواجهة هذا التوجه بشكل مدروس ودؤوب''. ولاحظ الباحث بأن جبهة البوليزاريو تخوض معركة ''غير متكافئة'' في مواجهة'' شراسة الأسلحة المغربية المضللة والمغالطة والتي تخوضها مختلف أبواق المخزن''. من جانبه؛ ألقى الأستاذ فرانثيسكو بالاثيوس عدة محاضرات متعلقة بالصراع في الصحراء الغربية على غرار ''المملكة المغربية كنظام متسلط'' و''آفاق إستراتيجية مستقبلية'' . كما حاضر الأستاذ خوان ثورويطا حول ''نزاع الصحراء الغربية في القانون الدولي''. للإشارة فإن هذه الأيام التكوينية التي دامت ثلاثة أيام نظمها المكتب الجهوي الصحراوي بمقاطعة اراغونا الاسبانية وجمعية ام ادريكة للتضامن والصداقة بحضور ممثل جبهة البوليزاريو في اسبانيا بشرايا حمودي بيون، إضافة إلى الممثلين الجهويين على مستوى المقاطعات الاسبانية وأعضاء من التنسيقية العامة لجمعيات الصداقة مع الشعب الصحراوي وأساتذة جامعيين. وفي كلمته بالمناسبة أعرب ممثل البوليزاريو في اسبانيا عن شكره لجهود المنظمين في سبيل التحديث والتطوير لأسلوب العمل لفائدة الدبلوماسيين والفاعلين الصحراويين بصفة عامة.