واصلت لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني عقد سلسلة اللقاءات المخصصة لمناقشة موضوع التعاون جنوب - جنوب واستضافت في الندوة الثانية من نوعها التي احتضنها مقر المجلس سفراء ثلاث دول من أمريكا الجنوبية، هي كوبا، البرازيل والشيلي. وتحدث رئيس اللجنة السيد عبد الحميد سي عفيف في كلمة ألقاها في افتتاح أشغال الندوة عن الحاجة الى تعزيز التعاون جنوب-جنوب بالنظر الى التحديات العالمية الراهنة التي تفرض الاعتماد على التكتلات وفق تصور اقتصادي، يضمن تقاسم الشعوب المنتمية الى هذا الفضاء لنفس الالتزامات والمصالح. ويرى أن عولمة النظام الليبرالي كشفت محدوديتها وتناقضاتها وعجزها عن وضع حد للحروب والأمراض والجهل والكراهية والفقر واللامساواة وهذا الوضع يفرض على البلدان المصنفة في خانة ''العالم الثالث'' البحث عن آليات مشتركة لأخذ مصيرها ومصير مستقبل شعوبها بأيديها وذلك من اجل بلوغ مرحلة جديدة في التعاون المشترك. وأوضح أن التعاون جنوب جنوب يمنح البلدان النامية امكانيات معتبرة في مجال البحث الفردي والجماعي بغرض التنمية الاقتصادية المستدامة، حيث يشكل آلية مهمة لتحقيق أهداف الألفية من اجل التنمية مثلما حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام .2003 وفي محاولة لإبراز ثقل التعاون جنوب- جنوب في المنظومة العالمية الحالية، أشار السيد سي عفيف الى أن هذا التعاون بإمكانه ان يؤثر ايجابيا على السياسات العالمية المحلية والوطنية وذلك بإدماج التعاون جنوب- جنوب في التفكير وإعداد البرامج وتنفيذها. وشدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية على ضرورة أن يرتكز التعاون ضمن هذا الفضاء على المجال الاقتصادي خاصة وأن الجنوب سيمثل في العقد القادم أزيد من 50 بالمائة من المداخيل والمبادلات التجارية والادخار والاستثمارات واليد العاملة العالمية وهو الأمر الذي يؤكد على ضرورة التعاون جنوب -جنوب، لا سيما من اجل تحقيق الاندماج الاقتصادي الجهوي. وأوضح رئيس لجنة الشؤون الخارجية للمجلس الشعبي الوطني بأن الجزائر تسعى ضمن هذا الإطار الى إقامة شراكة فعالة مع بلدان الجنوب وتحرص على جعل هذه الشراكة منسجمة مع أهدافها الإستراتيجية. ومن جهة أخرى؛ أشار السيد سي عفيف الى الدور المنتظر من البرلمانيين من اجل تعزيز التعاون جنوب- جنوب بالنظر الى دورهم في مختلف المحافل الإقليمية والدولية واعتبر تدخل البرلمانيين أساسيا في إنجاح مساعي حكومات الجنوب لمواجهة التحديات العالمية ككتلة واحدة. ودعا البرلمانيين الى لعب دور أكثر ايجابية وحيوية في تحديد معالم العلاقات الدولية والمساهمة في إيجاد الحلول لجميع الإشكاليات المطروحة. وفي تدخلاتهم اجمع سفراء الشيلي السيد بابلور وميرورودريغاز وسفير كوبا السيد كاباليرورودريغاز وسفير البرازيل السيد هانريك ساردينها بينتو، على ضرورة ان تولي جميع الحكومات المنتمية الى هذا الفضاء أهمية بالغة للتعاون المشترك، واعتبروا ذلك أساسا لمواجهة التحديات العالمية الراهنة. ووجد السفراء الثلاثة في انعقاد الندوة فرصة لتقديم أرقام تخص مساهمتهم في التعاون جنوب -جنوب وبخاصة في مجال التعاون الثنائي مع الجزائر. وفي هذا السياق؛ أوضح السفير الكوبي ان المبادلات التجارية رغم الحصار المفروض على هافانا منذ عقود إلا انه بلغ حجم 300 مليون دولار ويضاف الى ذلك التعاون الكبير في العديد من المجالات خاصة الصحية منها، من خلال تكفل بلاده ببناء سبعة مستشفيات في مناطق عدة بالجزائر منها مستشفى الجلفة المتخصص في طب العيون الذي فتح أبوابه السنة الماضية وتكفل بعلاج 136 ألف مصاب، وينتظر أن يتم تدشين مستشفى آخر بورقلة الأسبوع القادم، وآخر بولاية سطيف قبل نهاية السنة الجارية ،اضافة الى مستشفى بولاية بشار سيتم فتحه قبل نهاية العام. وذكر السفير بأن بلاده تولي اهتماما كبيرا للتعاون جنوب -جنوب من خلال استقبالها لطلبة من جميع دول العالم بما في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث يزاول قرابة 30 ألف طالب دراسته في الجامعات الكوبية. كما خصصت كوبا مساعدة غير منقطعة للشعب الصحراوي حيث تستقبل جامعاتها 2500 طالب صحراوي وهي بصدد انجاز مشروع ثانوية تتسع ل810 مقاعد بالتعاون مع حكومة فنزويلا وذلك بمخيمات اللاجئين الصحراويين. في حين أوضح سفير البرازيل في تدخله ان حجم الصادرات الجزائرية نحو البرازيل قدرت السنة الماضية ب3,1 مليار دولار ويتوقع ان ترتفع مع نهاية السنة الجارية لتبلغ 5,2 مليار دولار، في حين بلغت الصادرات البرازيلية نحو الجزائر 714 مليون دولار. وحسب السفير فإن اللجنة المختلطة الجزائرية البرازيلية المنتظر عقدها شهر جويلية الداخل ستسمح بتحديد مجالات تعاون جديدة. وحصر السفير الشيلي السيد بابلوروميرو رودريغاز كلمته في الحديث عن تطور الحياة السياسية والاقتصادية في بلاده وأوضح أن العلاقات الجزائرية الشيلية تعود الى سنة 1962 وهي تعرف تطورا من سنة الى أخرى وجدد رغبة بلاده في تعزيزها أكثر.