كلمة قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق قايد صالح التي ألقاها أمس بمناسبة الاحتفال بتخرج دفعات الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، حملت الكثير من الدلالات القوية التي تؤكد مواصلة قوات الجيش محاربة الإرهاب وعزمها على استئصال كل جذوره، كما بينت اهتمام الدولة بتطوير العنصر البشري الذي يعد قاطرة أهدافها الاستراتيجية، إضافة إلى التنويه بالنتائج الباهرة التي حققتها ''مدرسة أشباب الأمة'' العائدة من جديد. وأكد الفريق قايد صالح أن الجيش الوطني الشعبي استطاع رفقة الأسلاك الأمنية الأخرى أن يواصل تطبيق الاستراتيجية الشاملة لمحاربة الإرهاب، التي أعطت نتائجها ميدانياً بفضل إرادة وإصرار الرجال وتضحياتهم، قائلاً أن ''هذه الاستراتيجية سمحت بتقويض أركان هذه الشراذم الشريرة وإجهاض أحلامها، وأنها اصبحت تعيش وضع المُطَارَد المنبوذ دينياً وشعبياَ، وصارت تقتات مما تجنيه من جرائم اللصوصية وقطع الطرق والتحالف مع عصابات الجريمة المنظمة وشبكات التهريب، وأشار المتحدث إلى أنه لا يوجد أمام هذه الشراذم إلا خياران لا ثالث لهما، فإما العودة إلى جادة الصواب، بالامتناع من معاداة الشعب والاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وإما مواجهة الموت المحتوم، مضيفاً أن الجيش سيستعمل وسائل وأساليب أكثر نجاعة في إطار القانون للاستئصال الجذري لهذه الزمرة الخائنة والعميلة، مفيداً أن الجيش الوطني الشعبي ''لن يهدأ له بال إلا بتطهير البلاد من هذه الشرذمة الخبيثة والقضاء عليها نهائيا''. وجدد الفريق قايد صالح بقاء الجيش الوطني الشعبي رهن مهامه الدستورية، ووفاءه لخدمة الوطن واصفا ''الانتماء إلى هذه الأرض الشريفة بالفخر السرمدي''، وأنه سيواصل تطوير قدراته القتالية بما ينسجم مع نبل المهمة وبما يتماشى ورح العصر، معرفياً وعلمياً وتكنولوجياً، لمواجهة أي طارئ مهما كانت الظروف والأحوال''. وذكر المتحدث أن الاهتمام بالعنصر البشري (أي الفرد المكون والمؤهل) المتحكم في معارف عصره وفي شتى تخصصاته العسكرية والعلمية والتكنولوجية المتشبعة بقيمه الحضارية والثقافية والفخور بموروثه التاريخي وبنبل قدراته ومسؤولياته الوطنية ''هو القاطرة التي تكفل لنا مواصلة شق طريقنا نحو بلوغ الأهداف، وأشاد الفريق قايد صالح بالجهود المبذولة من طرف الدولة لتوفير كافة الظروف والحرص على تحيين المنظومة التكوينية بما يضمن الاحترافية ويتماشى والتطور التكنولوجي والرهانات الجديدة، وفي هذا الصدد أجزل الشكر لرئيس الجمهورية بكونه القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، لاهتمامه وحرصه الشديدين على عنصر التكوين والاهتمام بالفرد، وتوفير كل الإمكانيات العصرية. كما نوه الفريق أحمد قايد صالح بالنجاح الذي حققته أول دفعة لمدرسة أشبال الأمة، التي أعيد بعثها العام الماضي، بعد توقف دام عدة عقود، مشيراً إلى أنه فضلاً عن الارتياح الشعبي لهذا الصرح التكويني فإن المعدل العام لموسم 2009-2010 فاق 18 على ,20 وهو رقم قياسي يبشر بالخير وميلاد مدرسة واعدة من شأنها تطعيم صفوف الجيش الوطني الشعبي بأفراد متشبعين بالتكوين الجيد والروح الوطنية، مثلما كانت عليه هذه المدرسة المتألقة التي كانت تسمى من قبل ''مدرسة أشبال الثورة''.