كانت مراسم الاحتفال بتخرج الدفعات بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال ، مناسبة كشف من خلالها مسؤولو الجيش الوطني الشعبي عن الاهتمام البالغ الذي توليه الدولة لحماة الوطن، من خلال الدعم الكبير وتحيين المنظومة التكوينية وغرس الروح الوطنية، وتأكيد عودة "مدرسة أشبال الأمة"، خلفا لمدرسة أشبال الثورة، والالتزام بتجسيدها في وقتها الموعود. مع الإشارة الواضحة إلى مواصلة مكافحة بقايا الإرهاب دون هوادة، وبما يتوافق مع أحكام ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، ومختلف تعليمات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذي شرّف الأكاديمية مرة أخرى بإشرافه على الحفل. أشرف رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، على مراسم حفل تخرج ثلاث دفعات للضباط بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، ويتعلق الأمر بالدفعة ال 36 لدورة القيادة والأركان التي تضم 205 ضباط، والدفعة ال 39 للتكوين الأساسي التي تشمل 670 ضابطا طالبا، وأيضا الدفعة ال 41 للتكوين العسكري القاعدي المشترك، وتعد الدفعة الأولى وفق التكوين الموحد المعتمد تطبيقا للمسار المعدل خلال السنة الدراسية 2007/2008، والذي يعني بتكوين واحد وموحد بين كل قوات وهياكل الجيش الوطني الشعبي. وقد أُستقبل رئيس الجمهورية أمام الأكاديمية العسكرية من طرف الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع السيد عبد المالك قنايزية، وكذا قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح وقائد القوات البرية اللواء أحسن طافر وكذا قائد الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة العميد عبد الغني مالطي، ثم قام رئيس الجمهورية بمعية قائد أركان الجيش بتفتيش تشكيلات الضباط المتخرجين الذين بلغ عددهم 1449 إطار منهم 30 متخرجا من دول شقيقة وصديقة هي: ليبيا، فلسطين، موريطانيا، الصحراء الغربية، تونس، سوريا، اليمن، الكونغو، النيجير ومالي التي صارت الأكاديمية العسكرية بشرشال ومختلف المدارس العسكرية الأخرى بالنسبة لهذه الدول وأخرى أقطابا علمية وتكوينية هامة مشهودا لها بالكفاءة وحسن الإعداد. وألقى السيد الفريق رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي كلمة أثنى فيها على رئيس الجمهورية الذي شرّف المؤسسة العسكرية بحضوره وإشرافه على مراسم الحفل، مرة أخرى، وحرصه الفائق على العناية بالجيش الوطني حامي الحمى وطليعة دفاع الوطن، مشيرا إلى أن تحديث الجيش الوطني الشعبي الجاري منذ سنوات سيبقى مستمرا لمواكبة العصر وبما يضمن التحصيل العلمي والتكنولوجي والتكوين في زمن العولمة. وفي هذا السياق ذكر بمبادرة إدخال إصلاحات على المنظومة التعليمية والتكوينية خلال2007/2008، وكانت الثمرة تخرج أول دفعة للتكوين القاعدي المشترك التي ضمت 1074 طالبا ضابطا ومؤكدا على تجسيد عودة مدرسة أشبال الأمة التي تعد رافدا من روافد الهامة للروح الوطنية، والحرص على تفعيل ذلك في الوقت الموعود ولم يفوت رئيس الأركان الفرصة للحديث عن مواصلة الجيش بمعية مختلف قوات الأمن، مكافحة بقايا الإرهاب دون هوادة إلى غاية استئصال جذور هذه الآفة من بلدنا، وأكد أن هذا الكفاح يتم وفقا لأحكام ميثاق السلم والمصالحة الوطنية ومختلف تعليمات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع الوطني. من جهته ألقى قائد الأكاديمية العسكرية العميد عبد الغني مالطي كلمة شكر من خلالها الدفعات المتخرجة والتي تلقت تدريبا عسكريا وتكوينا علميا منسجما مما يؤهلهم للقيادة، وأن كل الوسائل التي تم تسخيرها للأكاديمية تساهم في تحسين التحصيل، وأوصى المتخرجين بالتحلي بالعمل والإخلاص، والولاء للوطن والوفاء للشهداء والإلتزام، بالحفاظ على الوديعة وأن يكونوا المثل الأعلى في التصرفات. بعد ذلك قام رئيس الجمهورية رفقة المسؤولين العسكريين بتقليد الرتب وتسليم الشهادات لثمانية ضباط متفوقين من مختلف الدفعات، من بينهم متفوق سوري برتبة مقدم وآخر ليبي وثالث نيجيري، ليتم إثرها تسليم واستلام راية الأكاديمية وتسمية الدفعة باسم الشهيد بوشمع لخضر (المدعو سي لخضر) المولود بسيدي غيلاس في أفريل1931، وشارك في العديد من المعارك وكان مسؤولا سياسيا وعسكريا بالمنطقة الرابعة واستشهد في 1960 بالمنطقة الثانية للولاية الرابعة التاريخية. وكعادتها امتع طلبة الأكاديمية الحضور باستعراضات رياضية وعسكرية في غاية الدقة والجاذبية، بدأت بلقطات في رياضة الجيدو والكاراتي والكوكسول صفق لها رئيس الجمهورية، وكل الحضور طويلا، وأطلقت معها النسوة زغاريد غير منقطعة، وتابع الحضور من المنصة الشرفية ومنصة أهالي المتخرجين، الطبعة الجديدة للإستعراض لهذه السنة والذي كان متميزا، حيث قام عدد من الطلبة بلباس أحمر بتشكيل نجمة خماسية تنتهي بحمل طالب وسط النجمة لمشعل متوهج، أما آخرون فشكلوا خريطة الجزائر بالألوان الوطنية وكان التميز لهذا العام هم المظليون الذين ظهروا في سماء الأكاديمية وراحوا ينزلون شيئا فشيئا وسط الساحة حاملين العلم الوطني، صورة رئيس الجمهورية وشعار الجيش الوطني وآخرون يحلقون وأدخنة ملونة تخرج من أقدامهم في صورة تبعث على الإعجاب، وهو ما جعل رئيس الجمهورية يقوم بعدها ليصافح المظليين المغاور ويشكرهم على الإستعراض. وتوجه رئيس الجمهورية والوفد المرافق له إلى ملحقة عبان رمضان التابعة للأكاديمية العسكرية حيث حضر تمرينا تكتيكيا لفرقة المشاة في وضع هجومي جسده طلبة السنة الأولى في التكوين الأساسي القاعدي، كما اطلع على التجهيزات البيداغوجية المتطورة بقاعة قيادة جديدة مزودة بنظام اتصال من خلال المناظرة عن بُعد، كما تابع رئيس الجمهورية عرضا حول التكوين المقدم بالأكاديمية التي أنشئت سنة 1963. للإشارة فإن الحضور كان مكثفا كالعادة، لكن التنظيم الدقيق للجيش جعل العرس الكبير يجري في ظروف جيدة طبعها التنسيق والحضور المكثف لوسائل الإعلام الوطنية.