تحتضن الجزائر إلى غاية 15 جويلية القادم الندوة الإقليمية حول تطوير وتحسين نوعية خدمة البريد العاجل بمشاركة 16 دولة عربية يحاول ممثلوها اقتراح مجموعة من الحلول لمسايرة التطورات التكنولوجية لعصرنة خدمات البريد السريع الذي يشهد منافسة حادة من الخواص عبر الوطن العربي، وستحاول الجزائر من خلال الندوة الاستفادة من خبرات الدول المشاركة لعصرنة خدمة البريد العاجل الذي يشهد منافسة حادة. ولدى افتتاح الدورة التي تحتضنها الجزائر لأول مرة شدد الأمين العالم لوزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال على ضرورة الاستفادة من خدمات التكنولوجيات الحديثة لعصرنة خدمات البريد بشكل عام، مشيرا إلى ضرورة تنسيق الجهود بين الدول العربية التي تغطي مساحة 14 مليون كيلومتر مربع وتضم 330 مليون نسمة من خلال اعتماد استراتيجية واضحة لتحسين خدمات البريد ما بين الدول، خاصة وأن مثل هذه الخدمات يمكن أن تكون مصدرا لمداخيل تستفيد منها الدول بعد دخول التجارة الإلكترونية. وعن أهمية المنتدى أشار الأمين العام إلى أنه فرصة للمشاركين لاستعراض التهديدات الكبرى التي ترهن خدمات البريد العاجل الدولي بسبب عدم تحديد استراتيجية عربية لتسييره، مع ضرورة الاتفاق على اعتماد إطار تعاون بين الدول العربية من خلال إنشاء شبكة معلوماتية لمتابعة مسار كل عمليات التبادل عبر البريد العاجل، بالإضافة إلى مناقشة إمكانية تنظيم خدمات البريد مع احترام المعادلة الاقتصادية سعرا ونوعية، وهي النقاط التي تراهن عليها ندوة الجزائر من خلال الورشات التي ستنظم على هامش اللقاء العربي. وفي الكلمة التي أرسلها المدير العالم للمكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي السيد ادوارد دايون وقرأها بالنيابة عنه السيد سوراش منسوخاتي رئيس وحدة البريد العاجل للمكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي، أشار إلى رواج البريد العاجل الدولي بعد أن ارتفعت كمية الطرود المرسلة من 9,28 مليون عملية سنة 1999 إلى 3,47 مليون سنة 2008 وهو ما يمثل زيادة ب64 بالمائة، علما أنه بين سنتي 2007 و2008 بلغت نسبة الزيادة 1,5 بالمائة منها 6,2 بالمائة تخص الدول العربية، وعليه يقول المدير العام يجب حماية ما تم تحقيقه إلى غاية اليوم وتلبية طلبات الزبائن المتغيرة، مع تشجيعهم على استخدام الخدمات البريدية وضمان التوزيع السريع والآمن للطرود البريدية مهما كان حجمها. كما أشار المسؤول إلى القفزة النوعية المحققة بخدمة ''دوت بوست'' التي تسمح باستخدام شبكة الانترنت لتحديد مسار الرسائل والطرود العاجلة، بالإضافة إلى مواصلة العمل بمشروع نظام الرصد العالمي الذي يشارك فيه 50 مستثمرا معينين من كل أنحاء العالم ومنهم ستة من الدول العربية ومنها الجزائر، وعن النظام فهو مبني على إحدث تقنيات التعرف عبر ترددات الراديو. من جهته صرح المدير العام لمؤسسة بريد الجزائر السيد بوثلجة عماري للصحافة على هامش الندوة أن الجزائر مطالبة بمسايرة التطور إلى مجتمع المعلوماتية، وعليه يجب الاستفادة من تجارب باقي الدول لعصرنة خدمات البريد السريع بالجزائر الذي لا يزال يشهد بعض التعثر بسبب اتساع استخدام الانترنت والهاتف النقال بالنسبة للرسائل، في حين يتم حاليا التفكير في طريقة دمج البريد في القفزة الاقتصادية عبر التجارة الإلكترونية، فهناك إمكانية إرسال بعض العينات من المنتجات وطرود من الحجم الكبير عبر البريد السريع بما يتماشي والمقاييس العالمية، وما يجب تنفيذه لعصرنة خدمات المؤسسة في مجال البريد هو الاستفادة من ربط مكاتب البريد بشبكات الانترنت لاستغلالها في تطوير نشاط مكتب البريد السريع الذي سيشهد خلال الأيام القليلة القادمة فتح مراكز جهوية لجمع الطرود، على أن يسمح للمواطن بمتابعة مسار إرسال طرده عبر موقع المؤسسة. وبخصوص وضع العناوين الصحيحة على الأظرفة البريدية أشار المسؤول إلى التحضير لإطلاق حملة تحسيسية خاصة بالنسبة للرموز البريدية حسب المقاطعات التي يجهلها العديد من المواطنين، حيث سيتم فتح فضاء عبر الموقع لتحديد الرمز البريدي لكل مكتب، مع الاستفادة من خبرة سعاة البريد المتقاعدين لتدريب سعاة البريد الجدد على قراءة العنوانين.