'' الجميع يشتري الملابس وأنت مازلت تشترين الأواني؟'' لوم ألقاه طفل صغير على أمه وهي تبحث عن أجمل وأبهى الأواني في أولى أيام رمضان الكريم لتزين بها مائدة الإفطار. وإذا كنا نتفهم احتجاج الطفل لأنه غير مهتم كثيرا - بحكم عمره - برمضان، ومشتاق لحلول عيد الفطر لما يعني له هذا العيد من أشياء جميلة، أولها الملابس الجديدة، فإننا لايمكننا أن نمر على ما قال مرور الكرام. فالطفل بفطرته كان فطنا، ولاحظ ربما مالم تلحظه أمه، أو ما لم تهتم به... فالكثير من الناس وهذا فعلا ما لمسناه أصبحوا يفضلون اقتناء ملابس العيد ومعها ملابس الدخول المدرسي في أولى أيام رمضان. وما ساعد بعض العائلات على اتخاذ هذا القرار هو توفير بعض المحلات للملابس الخاصة بالعيد والدخول المدرسي شهورا قبل حلول المناسبتين، فهي إذ سارت وفق متطلبات الزبائن، فإنها بالمقابل جعلت بعضهم ينساقون للعرض... وهكذا تغيرت سلوكيات الشراء للكثيرين ممن يعتبرون أن في ذلك ''شطارة'' وكذلك توفيرا للمال. ومهما يكن، فإن الملاحظ عموما هو أن حمى الشراء في شهر رمضان مست كل شيء... بل إن الكل يشتري... كل شيء وأي شيء... حتى يخيل للمرء أن لاشيء يكفي لسد حاجة الناس... أو أن هناك خوفا من ندرة في السلع... وهي ندرة في واقع الأمر يصنعها الناس ذاتهم... والدليل أن لجوء البعض إلى القفز على الوقت واقتناء حاجيات العيد الان لن ينقص من الزحام الذي ستعرفه الاسواق حين حلول موعده والأيام ستؤكد ذلك... إنها فعلا معادلة صعبة.