تستقبل المرأة السطايفية خلال شهر رمضان الكريم بالحنة والبخور والطيب الذي تبدأ بوضعه منذ دخول شهر شعبان حفاظا على عادة قديمة يتمسك بها أهل الهضاب، فالحنة للحنان ورقة القلوب والطيب والبخور الندي الرائحة لأيام سعيدة. سمية محامية... امرأة جزائرية ترعرعت بأرض سطيف حدثتنا حول العادات والتقاليد الرمضانية بالمنطقة فقالت ''تتميز مائدة الإفطار السطايفية بطبق شوربة الفريك المعطرة بالنعناع الأخضر واليابس، وكذا خبز الدار الذي تحضره صاحبة البيت ليصحب الشوربة عند موعد الإفطار، لهذا تحرص المرأة على التنوع في الخبز المحضر في المنازل، فأحيانا تحضر خبز المطلوع والخميرة ومطلوع الميني'' الذي يختلف عن باقي العجائن ومعروف في سطيف فقط، ومن السلطات التي لا تفارق المائدة طبق الحميس الذي يحضر بالفلفل بنوعيه الحلو والحار المشوي والطماطم المشوية والثوم، إلى جانب أطباق أخرى مختلفة بين العصرية والتقليدية، ومنها طبق الهرماس الحلو، ويتجه الجميع لصلاة العشاء والتراويح في المساجد بعد الإفطار، ليعود بعدها المصلون للسهر في بيوتهم مع ذويهم، حيث تعد سهرات الشهر الفضيل فرصة سانحة لالتقاء المغتربين بذويهم، فتقدم صينية الشاي مصحوبة بالحلويات الرمضانية والفول السوداني للأهل والأحبة، أما السحور فغالبا ما يكون بالمطلوع والحليب. أما ليلة السابع والعشرين فلها مكانة خاصة لدى سكان سطيف، حيث تعتبر فرصة لختان الذكور على الطريقة التقليدية، حيث تحمل النساء الجفنة وتخرجن في مجموعة كبيرة لإحضار التراب وهن يرددن بعض الأهازيج الشعبية ومنها ''يا سيدي الصانع يا بوشاشية لا تجرح وليدي العزيز أعلي، يا سيدي الصانع بوخيط احمر.. لا تجرح وليدي عرجون التمر.. وهن بهذا يخاطبن الطبيب الذي يقوم بعملية الختان، وبعد انتهاء العملية يوضع الجزء المقطوع في التراب ويدفن بالمكان الذي أحضر منه التراب''. ثم يتواصل العرس وتعد مأدبة السحور والحلويات للحضور من الأهل والجيران والمدعوين للمشاركة في الاحتفال. أما في ليلة العيد تخرج النساء في الصباح الباكر أي في حدود الثانية أو الثالثة صباحا لجلب الماء من العيون المتفجرة طبيعيا، ومن يجلب الماء في ذلك الوقت كمن جلب ماء زمزم، بحيث تقوم النساء برش البيت والأثاث وتسقي كل العائلة منه.