لايمكن أن يمر رمضان دون لقطة ''ترد الروح'' كما يقال عندنا، والقصد بها لقطة بل لقطات تعكس كل جوانب الرحمة والتضامن في هذا الشهر، وتترجم معانيه السامية. فرغم كل ما قيل ويقال عن المظاهر السلبية المنتشرة فيه، فإن فاعلي الخير وأصحاب المعروف ما زالوا موجودين لحسن الحظ، ولايجب إهمال الحديث عنهم. فهناك التاجر الذي لايتردد في إضافة ما يزيد عن طلب الزبون ''هدية'' منه، وهو ما نلحظه مثلا عند بعض بائعي الحلويات وقلب اللوز بالخصوص الذين يضيفون للزبون قطعة بالمجان، فيدخلون فرحة في قلبه، ورغم أن البعض قد يرى الأمر بسيطا لكن لمثل هذه الأفعال وقع خاص، لأنها تحيي الخير في النفوس. وهناك الجار الذي تعود على إهداء جيرانه في كل رمضان كمية من اللحم وأخرى من الدجاج.. بالتناوب فأسبوع للحم وآخر للدجاج، دون إغفال عطايا أخرى تتمثل في بعض الفواكه الموسمية... وهو بهذا يجسد بالفعل معاني الجيرة الحقيقية التي أوصانا بها الإسلام في كل أيام السنة فما بالنا بشهر رمضان. كما هناك البائع الذي قد يستنجد به شخص محتاج لكيس قاصدا الشراء، فيعطيه إياه مبتسما ويرفض أخذ مقابل عنه، ويفضل ''دعاوي الخير'' على مكسب مادي بسيط جدا لايسمن ولا يغني من جوع. ولاننسى ذكر بائع بمخبزة لم يتردد لحظة في تأجيل أخذ مقابل الخبزة التي اشتراها أحد زبائنه إلى الغد لأن الأخير قدم له ورقة من فئة ألف دينار نظير خبزة ب 25 دينارا... حيث قال له ''خذ الخبزة وادفع غدا سعرها... فليس لدي باقي الألف دينار''. مثل هؤلاء يعطون الصورة الجميلة لشهر الرحمة، ويؤكدون أن زمن الخير لم ينته، وهو دليل على أن لرمضان وجه آخر لايجب بأي حال من الأحوال أن تمحوه تصرفات وسلوكات مشينة.