تلقى وفاق سطيف، ظهيرة أمس، هزيمة غير منتظرة أمام نظيره نادي الشياطين السود الكونغولي، وكانت النتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدفين، إلا أنها يمكن أن تخدم الوفاق في لقاء العودة الذي سيكون سهلا مبدئيا بالنسبة إلى زملاء الحارس فراجي. عرفت بداية المرحلة الأولى من المقابلة دخولا قويا من طرف أصحاب الأرض الذين حاولوا فرض طريقة لعبهم على الوفاق منذ الوهلة الأولى، وقد أفلحوا في ذلك إلى حد بعيد باعتبار أنهم في ربع الساعة الأول تمكنوا من تسجيل ثلاثة أهداف كاملة، وكانت أول فرصة خطيرة في (د2) من طرف بروتي الذي صوب كرة قوية من بعيد وحاول مباغتة الحارس فراجي، لكن كرته مرت جانبية، وفي (د3) تحصل اللاعب موزيلي على كرة من الجهة اليمنى، وفتح كرة عالية نحو منطقة العمليات، لكنها اصطدمت بالعارضة لتعود إلى المهاجم أونداما الذي افتتح باب التسجيل برأسية محكمة، تلتها مباشرة محاولة أخرى من اللاعب نفسه الذي تحصل على كرة عالية ردها على الطائر وقد جانبت القائم الأيسر للحارس فراجي في (د5)، رد فعل الوفاق جاء في (د9) عن طريق رحو الذي انفرد على الجهة اليمنى، ووزع كرة عالية نحو حاج عيسى، هذا الأخير أراد القيام بارتماءة رأسية، لكنه كان متأخرا ولم يلحق بالكرة. ثاني محاولة خطيرة من جانب فريق الشياطين السود كانت في (د12) عن طريق لوني الذي سدد كرة قوية من حوالي 30 مترا، وبسبب سوء أرضية الميدان خادعت الكرة الحارس فراجي ودخلت المرمى ليكون الهدف الثاني لصالح الشياطين السود، وفي (د14) وزع أنجوانا كرة عالية من الجهة اليسرى، تلقاها لوني الذي ضربها برأسية ممضيا الهدف الثالث للشياطين السود، دقيقة بعد ذلك فتح بوماسي كرة عالية على شكل تسديدة كادت تخادع الحارس حجاوي الذي أبعد الكرة إلى الركنية بصعوبة، بعد هذه اللقطة سجل الوفاق استفاقة ملحوظة وخلق بعض الفرص، نذكر منها تلك التي جاءت في (د18) عن طريق جديات الذي نفذ مخالفة مباشرة قلص بها الفارق، وفي (د25) استغل حاج عيسى تردد الحارس في التقاط الكرة ومررها إلى حماني الذي كان دون رقابة لكن كرته اصطدمت بالقائم الأيسر، ومرة أخرى تحصل حاج عيسى في (د27)على كرة من وسط الميدان مررها نحو حماني لكن حكم التماس أعلن عن تسلل وهمي، آخر محاولة من الوفاق في الشوط الأول كانت في (د43) عن طريق رحو الذي تلقى كرة عالية وردها على الطائر وجانبت القائم الأيسر للحارس الكونغولي، لتنتهي المرحلة الأولى بفوز الشياطين السود بثلاثة أهداف مقابل هدف. أما المرحلة الثانية فقد عرفت لعبا مفتوحا من الجانبين، خاصة أن الوفاق سجل تحسنا ملحوظا في المستوى مقارنة بالشوط الأول، وكانت أول فرصة خطيرة في المرحلة الثانية من طرف موزيلي الذي سدد كرة قوية في (د47)تصدى لها الحارس فراجي على مرتين، وفي (د48) فتح لموشية كرة عالية نحو حماني، لكن رأسية هذا الأخير انتهت بين أحضان الحارس. وفي (د61) أعلن الحكم عن ركلة جزاء بعد احتكاك بين العيفاوي وأونداما وسط احتجاج لاعبي الوفاق الذين لم يتقبلوا القرار، ونفذ الركلة اللاعب جيمي وتصدى لها فراجي بصعوبة لتصطدم بالقائم وتخرج إلى الركنية، وتلتها مباشرة محاولة أخرى من رحو الذي نفذ مخالفة غير مباشرة في (د73)نحو العيفاوي الذي مرت رأسيته فوق العارضة الأفقية بقليل، وفي (د81) قام حاج عيسى بعمل فردي، راوغ ثلاثة مدافعين وانفرد بالحارس وأمضى الهدف الثاني للوفاق بتسديدة دقيقة مقلصا النتيجة ومسهلا المهمة للوفاق في اقتطاع تأشيرة التأهل إلى الدور الثاني في مباراة العودة، لتنتهي المقابلة بفوز الشياطين السود بثلاثة أهداف مقابل هدفين. ------- حوالي 25 مناصرا جزائريا تابعوا المباراة عرفت المباراة حضور حوالي 25 مناصرا جزائريا أبوا إلا أن يتنقلوا لمساندة الوفاق الذي يمثل الألوان الوطنية قبل كل شيِء. وقد حظي الجمهور الذي يمثل الجالية الجزائرية بالكونغو باحترام شديد من طرف أنصار الشياطين السود، إضافة إلى السفارة الجزائرية التي هيأت لهم كل الظروف، وقدمت لهم الرايات والأعلام الجزائرية لمساندة ممثل الجزائر في ملعب مازامبا ديبا. هدف جديات رائع تمكن وسط ميدان وفاق سطيف من تسجيل هدف في منتهى الروعة. فرغم أن الوفاق كان منهزما بثلاثية نظيفة بعد ربع ساعة من اللعب فقط، إلا أن هذا لم يجعل اللاعبين يفقدون الأمل في العودة في النتيجة، بدليل أن جديات كان محافظا على تركيزه وتمكن من تقليص النتيجة بمخالفة مباشرة لم يحرك لها الحارس الكونغولي موڤابي ساكنا، كما أن هذا الهدف أعاد الثقة لرفاق فراجي، وزادهم إيمانا بإمكانية العودة في النتيجة. الحكم أضاف 5 دقائق الوقت بدل الضائع مجانا غريب أمر الحكم التشادي الذي أدار لقاء أمس بين وفاق سطيف ونادي الشياطين السود، حيث استغرب جميع من كان حاضرا لما أعلن عن إضافة خمس دقائق كاملة في الشوط الأول فقط، رغم أن الشوط لم يعرف أي توقف بسبب إصابة أحد اللاعبين، كما أنه لم يحدث أي تغيير في المرحلة الأولى، وهما السببان اللذان يمكن أن يجعلا الحكم يحتسب وقت بدل ضائع طويل، الأمر الذي جعل وفد وفاق سطيف يتخوف من قرارات الحكم. فراجي غالطته الحفرة التي خاف منها تلقى الحارس محمد صغير فراجي الهدف الثاني في (د12) بطريقة مباغتة للغاية لم يكن ينتظرها، حيث أن سوء أرضية الميدان هي التي جعلته يتلقى ذلك الهدف. وقد عبر الحارس السطايفي عن تخوفه من الحفرة التي كانت داخل منطقة الست أمتار عندما تدرب الوفاق في ذلك الملعب عشية المباراة، وهي الحفرة التي خالطته وجعلته يتلقى الهدف الثاني. الحكم احتسب مرتين تسلّلا وهميا يبدو أن هزيمة الوفاق أمس لا يتحمّلها اللاعبون فقط، وإنما حتى الحكم كانت له يد في تلك الهزيمة التي لا تعكس المستوى الحقيقي للوفاق، حيث اعتبر الجميع أن الحكم استعمل الحيلة في قراراته، مثلما ما حدث في الشوط الأول، حيث أن الوفاق سجل استفاقة ملحوظة ابتداء من (د15) إلا أن الحكم كان في كل مرة يكسر محاولات اللاعبين بإعلانه عن مخالفات وهمية مثلما حدث لحماني وجديات في (د27) و(د28) على التوالي عندما احتسب حكم التماس مرتين متتاليتين تسللا وهميا، الأمر الذي تفطن له اللاعبون وجعلهم يدركون أن الجزائر دائما تلعب ضد الحكام في المنافسات الإفريقية. جديات خرج غاضبا لم يتحمّل اللاعب جديات قرار إخراجه من المباراة وتعويضه باللاعب فرانسيس، حيث خرج غاضبا، رغم أن ذلك كان قرار المدرب زكري ومن واجبه احترامه، لكن مع ذلك بقي اللاعب في كرسي الاحتياط وتابع المباراة رفقة بقية الزملاء، وعلى ما يبدو فإن عدم رغبة اللاعب جديات في الخروج لا تعود إلى أنه لم يحترم قرار المدرب، وإنما أراد أن يظهر بمستوى أفضل، ويساهم في تحقيق نتيجة إيجابية لأنه لم يتحمل هزيمة الوفاق بثلاثية كاملة، ومع ذلك فإن دخول فرانسيس أنعش الخط الأمامي كثيرا. العيفاوي خرج مصابا لم يتمكن اللاعب العيفاوي من إكمال اللقاء، حيث خرج في (د73) بداعي الإصابة، فقد تعرض إلى إصابة على مستوى الفخد إثر محاولة تسجيله الهدف الثاني في إحدى اللقطات برأسية بعد فتحة من رحو، وفي نهاية المباراة تبين أن إصابة العيفاوي ليست خطيرة، وإنما تعرض إلى انتفاخ بسيط يمكن أن يزول بعد يوم أو يومين على الأكثر. هدف حاج عيسى يكشف أنصارا جدد للوفاق يبدو أن ال25 مناصرا جزائريا الذين كانوا في المدرجات يساندون الوفاق لم يكونوا يناصرون لوحدهم الفريق الجزائري، وإنما كانت هناك مجموعة أخرى في الجانب تناصر الوفاق بسرية، لكن هدف حاج عيسى في (د81) كشفها، حيث كانت مجموعة كبيرة يصل عددها حوالي 5000 مناصر من الكونغو لكنهم لا يحبون نادي الشياطين السود، وإنما يعتبرون من مناصري فريق كارا الكونغولي، وكانوا يتمنون تعثر الشياطين السود في عقر ديارهم. إدارة “الشياطين السود“ منحت الوفاق 30 تذكرة منحت إدارة نادي “الشياطين السود“ الكونغولي نظيرتها إدارة الوفاق 30 تذكرة لدخول الملعب، وهو العدد الذي كان كبيرا مقارنة بعدد الوفد السطايفي، الأمر الذي جعل مسيروا الوفاق يمنحون 10 دعوات للسفارة لتتكفل بمنحها للجالية الجزائرية المقيمة بالكونغو بطريقتها الخاصة. الإجتماع الفني دام 40 دقيقة دام الاجتماع الفني الذي حضرته إدارة الوفاق ونظيرتها الكونغولية ومسؤولون من “الكاف“ أول أمس الأول قرابة 40 دقيقة، حاول فيها المجتمعون دراسة أهم النقاط الخاصة بالمباراة وأمورا تقنية مثل الجانب الأمني وظروف سير المباراة واللون الذي سيدخل به كل فريق اللقاء. زكري: “كنا قادرين على تسجيل أكثر من هدفين ولقاء العودة سيكون أسهل” “أرى أن بداية المرحلة الأولى كانت كارثية بالنسبة لنا، لقد ظهرنا بمستوى منخفض تماما، وهو الأمر الذي سمح للمنافس بفرض طريقة لعبه علينا وتسجيل ثلاثة أهداف كاملة جعلتنا نقطع الأمل في العودة مجددا في النتيجة، وأظن أن هذا راجع إلى نقص تركيز لاعبينا، لكن بعد ربع ساعة من اللعب، استرجعنا ثقتنا بنفسنا رغم الهزيمة، وسجلنا استفاقة ملحوظة، وعلى كل تمكنا من تسجيل هدفين أفضل من شيء، رغم أنه كان بوسعنا تسجيل المزيد نظرا للفرص الكثيرة التي أتيحت لنا. عموما مباراة العودة ستكون أسهل بكثير من هذه المواجهة، لكن يجب أن نضع في أذهاننا أنه لابد من تصحيح بعض الأخطاء التي ارتكبناها اليوم”. العيفاوي: “ركلة الزاء غير شرعية” أكد المدافع المحوري للوفاق عبد القادر العيفاوي أن ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم ضده كانت وهمية وغير شرعية تماما، موضحا ذلك في قوله: “بصراحة إلى حد الآن لم أفهم كيف احتسب الحكم ركلة جزاء، أقسم أني لم ألمس اللاعب مطلقا، لعبت الكرة فقط، لكن الحكم احتسبها رغم أنه كان بعيدا عن اللقطة، لحسن الحظ أن العدالة الإلهية ظهرت وحالت دون أن تسجيل تلك الرمية، أما بخصوص الإصابة التي تعرضت لها فأؤكد أن الأمر ليس خطرا جدا، وسأعود إلى التدريبات في أسرع وقت”. حاج عيسى يُسجل هدفه الثالث هذا الموسم تمكن صانع ألعاب الوفاق لزهر حاج عيسى من إمضاء الهدف الثاني في المباراة، ويعتبر هذا الهدف الثالث له منذ بداية الموسم، حيث سبق له أن سجل هدفا أمام الترجي التونسي في المنافسة الإفريقية، كما سجل أمام اتحاد عنابة في البطولة الوطنية، وهدفه الثالث كان أمس أمام الشياطين السود، وهذا يؤكد أن اللاعب بدأ يسجل استفاقته ويستعيد المستوى الذي كان يتمتع به، خاصة أن أغلبية الأهداف التي يسجلها تأتي بعد عمل فردي منه مثلما فعل أمس، الأمر الذي يؤكد رغبة اللاعب في العودة إلى صفوف المنتخب الوطني. الحكم احتسب ركلة جزاء من بعد 40 مترا يبدو أن الحكم التشادي الذي أدار مباراة أمس كان ينتظر أي احتكاك داخل منطقة عمليات وفاق سطيف ليعلن عن ركلة جزاء لفائدة المنافس الشياطين السود، كيف لا وقد احتسب ركلة جزاء رغم أنه كان بعيدا عن اللقطة بحوالي 40 مترا، ومن المستحيل أن يتمكن من مشاهدة مخالفة من هذا البعد، خاصة أن اللقطة جاءت بعد احتكاك مدافع بمهاجم، ولحسن الحظ أن فراجي كان في يومه وأنقذ الوفاق من كارثة. دخول اللاعبين كان تحت التصفيقات الأمر الإيجابي في لقاء أمس، هو أنه وبمجرد أن وطأت أقدام اللاعبين أرضية ملعب مازامبا ديبا حتى انفجرت المدرجات وراح الأنصار الحاضرون يصفقون للوفد السطايفي. وهي الطريقة التي تؤكد وتعكس الروح الرياضية العالية لأنصار الشياطين السود، طالما أن استقبالهم للوفاق بتلك الطريقة لا يؤكد إلا أمرا واحدا، وهو الروح الرياضية والسمعة الكبيرة التي وصلتها التشكيلة السطايفية على مستوى المحافل القارية. قائما المرمى وضع عليهما الزيت على العكس من الإستقبال الذي خصص للاعبين، فإن أمرا محيّرا شد انتباه حارس العتاد وهو يقوم بنقل الكرات وأمتعة اللاعبين إلى الملعب، حيث وجد أن إطار المرمى أن إطاره قد طلي بالزيت، خاصة العمودين، ما جعله يجلب معه منشفة ويقوم بمسح القائمين. كما يبدو أن حيلة وضع الزيت على القائم هي “شيطانية سوداء” مثلما هو اسم منافس الوفاق، طالما أن وضع الزيت على القائم لم يسبق للوفاق أن رأها أو وقف عليها من قبل. برڤيڤة هتف ل بلقايد وسأل عن رفقائه ذكر لنا بلقايد أنه تلقى اتصالا هاتفيا من زميله الجديد في الوفاق وصديقه السابق في شبيبة القبائل حميد برڤيڤة ونحن هنا في الكونغو، حيث سأله برڤيڤة عن الأجواء هنا وعلى الظروف التي يمر بها الفريق، كما ظل يسأل عن رفقائه ليطمئن عن حالة كل لاعب. سينزع الجبس اليوم وحسب ما أكده لنا بلقايد فإن برڤيڤة سينزع الجبس من على قدمه اليوم الاثنين على أن يقوم بعدها بفحوص بالأشعة ليتأكد أكثر من سلامته ويرى إن كان باستطاعته العودة إلى المنافسة وأجواء التحضيرات أم يبقى القرار في التأجيل واردا. وهذا ما سيتأكد منه اللاعب طبعا بعد الكشوف. إسم شاوشي، زياني وبلحاج موجود في “مازامبا ديبا” أثار انتباهنا ونحن حاضرون لتغطية مباراة الوفاق وجود الأطفال الصغار الذين يقومون بالتقاط الكرات، حيث سمعنا البعض ينادي رفيقه باسم زياني، وآخر شاوشي، وآخر يطلق على نفسه دروڤبا، وحين استفسارنا منهم عن الأمر، قيل لنا إنهم تابعون لمركز “صيفا” الذي يؤطر اللاعبين الشبان ويسهر على تكوينهم الرياضي. وأما عن حقيقة الأسماء التي يلقبون أنفسهم بها، فهي نابعة من هوسهم وحبهم الكبير للكرة وللنجوم الذين سطعوا في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة بأنغولا. زكري أجرى بعض التغييرات على التشكيلة الأساسية عرفت التشكيلة السطايفية الأساسية التي اعتمد عليها المدرب زكري أمام الشياطين السود بعض التغييرات مقارنة بالتشكيلة الأخيرة التي اعتمد عليها أمام مولودية الجزائر في الجولة الأخيرة. وقد كانت تغييرات المدرب زكري مركزة على مستوى وسط الميدان ومحور الدفاع، حيث اعتمد في هذه مواجهة المولودية على كل من بوعزة ويخلف، لكن هذه المرة اعتمد على التشكيلة نفسها لكنه حذف الاسمين الأخيرين وعوضهما باللاعبين دلهوم وديس، وهذا حتى يعتمد على خطة دفاعية نوعا ما. سطيف تنقلت على الواحدة ونصف تنقل الوفد السطايفي من الفندق الذي يقيم فيه في الكونغو على الواحدة ونصف زوال أمس، ونظرا لقرب المسافة بين الفندق وملعب “مازامبا ديبا” فإن الرحلة استغرقت عشر دقائق، يذكر أن التشكيلة تنقلت تحت حراسة أمنية مشددة. الحافلة لم تكف الوفاق كانت الحافلة التي خصصتها إدارة “الشياطين السود“ للوفاق صغيرة ولم تكف اللاعبين لنقل حقائبهم معهم إلى الملعب، الأمر الذي دفع مسيري المنافس إلى جلب سيارتين تم نقل حقائق وأمتعة اللاعبين فيهما، ليؤكدوا حرصهم على توفير كل ظروف الراحة للوفد السطايفي. زكري ومضوي عاينا الملعب مباشرة بعد وصول الوفد السطايفي إلى ملعب مازامبا ديبا، خرج المدرب زكري ومساعده مضوي من الحافلة وتوجها مباشرة إلى أرضية الميدان لمعاينتها والوقوف على التحسينات التي قامت بها إدارة الملعب على أرضيته. وهو التصرف الذي أكد به زكري أنه حريص على متابعة كل صغيرة وكبيرة قبل، أثناء وبعد المباراة. --------------- سفريات إفريقيا والوجه الآخر ل ”الميزيرية” وإكتشاف المكانة الجزائرية أنهى وفاق سطيف، أمس، مواجهة أخرى من مواجهاته الإفريقية في رابطة الأبطال ولن تكون العودة ممكنة للجزائر اليوم الاثنين، لأن الفريق سيكون على موعد مع سفرية شاقة أخرى نحو الدارالبيضاء المغربية صبيحة اليوم بدءا من الساعة التاسعة، على أن يكون الوصول إليها منتظرا في الساعة الرابعة من مساء اليوم ثم سيبقى هناك إلى غاية صبيحة الأربعاء، والأكيد أنه مع كل سفرية جديدة للوفاق نحو إفريقيا يكتشف السطايفية دروسا جديدة. الدبلوماسية ...وقفات دائمة لا تُنسى أولى الدروس المستخلصة على الدوام في سفريات الوفاق إلى إفريقيا، هي وقفات البعثات الدبلوماسية الجزائرية في الخارج مع الوفد السطايفي (والأكيد مع بقية الوفود الجزائرية في مختلف التنقلات الإفريقية)، وكانت المعاملة التي لقيتها “الكحلة” من سفارة الجزائر بالعاصمة الكونغولية برازافيل امتدادا لما تقدمه وزارة الخارجية للفرق الجزائرية. ... ومقارنة المعيشة بالجزائر... الشكر للّه كما تبقى مقارنة ظروف المعيشية بالجزائر هي النقطة الأهم في مختلف السفريات الإفريقية، حيث اكتشف السطايفية وجها آخرا للمعيشة في الكونغو برازافيل يختلف تماما عن الذي شاهدوه من قبل في البلدان العربية في سفريات الفخفخة للعب دوري أبطال العرب، أو حتى في سفريات “الكاف“ في السنة الأخيرة، وهي المقارنة التي تجعل المرء يقول على الدوام “رانا عايشين في رحمة ربي في الجزائر وماراناش حاسين “. نصف برازافيل يضيئ بالشموع وأولى الميزات في عاصمة الكونغو هو عدم توفر التيار الكهربائي في نصف أرجائها، بحيث أن التيار يقتصر على جزء فقط من المدينة عن طريق المولدات الشخصية، في حين أن الجزء الآخر يستعمل ضوء الشموع. يحدث هذا في بلد يمرّ به ثاني أكبر نهر في العالم ويحدث هذا الأمر رغم أن الكونغو بها ثاني أكبر نهر في العالم، وهو النهر الأول على مستوى قوة الدفع المائي مما يتيح له توليد الكهرباء بشحنات لا تكفي الكونغو فقط ولكن تكفي الدول المجاورة لها. ومع هذا فعندما تتجول ليلا في شوارع برازافيل يشعرك الظلام بالخوف في نصف أحيائها، وتحس بالصداع من كثرة أصوات المولدات الكهربائية في النصف الأخر من المدينة، لأن كل محل تجاري أمامه مولد كهربائي. البترول والخشب حدث ولا حرج وإضافة إلى الثروة المائية الكبيرة ل الكونغو، فإن هذا البلد هو ثاني دول إفريقيا الوسطى إنتاجا للبترول والثاني إفريقيا من ناحية إنتاج الخشب، ورغم كل هذا فإن الشعب لا يرى شيئا من خيرات بلده، رغم أن عدد الكونغوليين قليل نسبيا حيث لا يتعدى 4 مليون، مقارن بالكونغو الأخرى (كينشاسا) التي يبلغ سكانها 80 مليون. شعب مسالم بسبب الإضطهاد والشيء الملاحظ على الشعب الكونغولي أنه مسالم وبعيد عن كل أشكال الاستفزاز، وعلمنا أن هذا يعود إلى الاضطهاد الذي مورس عليه في السنوات السابقة، خاصة في فترة الحروب الأهلية، الأمر الذي جعل منه شعبا قمة في “العقالة”. مدفع وسط العاصمة شاهد على التاريخ وفي الساحة الرئيسية وسط العاصمة برازافيل، يوجد مدفع شاهد على التاريخ، حيث أن النظام الحاكم أطلق منه أول قذيفة على سكان العاصمة الكونغولية، وقد كتب على المدفع عبارة plus jamais، أي أن الكونغو لن تعود أبدا إلى الممارسات السابقة. أبناء كينشاسا يأتون إلى السرقة ب برازافيل ويأتي إلى برازافيل يوميا سكان الضفة الأخرى من النهر ونعني بهم سكان العاصمة الكونغولية الديمقراطية كينشاسا، حيث يقصدونها من أجل السرقة وتجدهم ينتشرون في الطرقات بشكل ملفت للانتباه، حيث يقصدون البيض من أجل طلب النقود في بداية الأمر، مع انتهاز الفرصة للسرقة إن تمكنوا من ذلك، والأكثر من ذلك أنهم يفتخرون أنهم “كينوا” أي من كينشاسا ويعتزون بالرئيس الزائيري الراحل موبوتو سيسيسيكو. الكونغوليون يأكلون مالا يخطر على بال وكغيرهم من الشعوب الإفريقية فإن الكونغوليين يأكلون ما لا يخطر على بال، إذ تحتوي أطباقهم على الحشرات، الثعابين، الفئران وحتى التماسيح التي تصطاد من نهر الكونغو. طبق القردة الأغلى وليس في متناول الجميع أما طبق القردة فهو الأغلى عند الكونغوليين، وهي الوجبة التي لا تكون إلا في متناول الأغنياء في هذا البلد لأنها غالية جدا وليست في متناول عامة الشعب، ويتم اصطياد القردة من الغابات الاستوائية التي تفصل العاصمة ومدينة بونت نوار عبر مسافة 600 كم. الصينيون لم يتركوا أثرا للكلاب والقطط وكما هو الحال في كل بلدان إفريقيا، يوجد أيضا في الدولة الكونغولية الآلاف من العمال الصينيين في مختلف المجالات (البناء وغيرها)، ففي برازافيل وحدها يوجد أكثر من 10 آلاف صيني تركوا الكل يتحدث عنهم بأنهم “صفاو” العاصمة من كل الكلاب والقطط التي كانت تنتشر بكثرة قبل مجيئهم، لكن الآن لا أثر لها بعد أن أكلت كلها. الجزائر وراء إنشاء شركة الخشب في الكونغو وما من دول إفريقية نذهب إليها إلا وتكون آثار الجزائر موجودة، ومن ذلك أن شركة الخشب الكونغولية كانت الجزائر وراء إنشائها قبل أن تنسحب إثر اندلاع أولى الحروب الأهلية الكونغولية. وقبل شهر من الآن وعندما كنا في أنغولا علمنا أن “سوناطراك“ وراء إنشاء الشركة البترولية الكبرى “سونانقول”، وفي موريتانيا قبل سنتين من الآن علمنا أن شركات صيد وتعليب السمك أنشئت في البداية بالشراكة بين الجزائر وموريتانيا. المحافظ الكامروني زار الوفاق للإطمئنان رغم أن ممثلي الوفاق خلال الاجتماع الفني الخاص باللقاء، أكدوا للرسميين من محافظ اللقاء والحكام التشاديين بأن كل أمور الفريق في فندق “السفير“ تسير على أحسن ما يرام ولا توجد أي استفزازات أو تقصير من الجانب الكونغولي، إلا أن محافظ اللقاء الكامروني أصر على التنقل إلى الفندق سهرة أول أمس السبت من أجل معاينة ذلك بنفسه مثلما تنص عليه القوانين العامة لهذه المنافسات الإفريقية. طلب التحدث إلى زكري، حاج عيسى والدكتور كاري وقد طلب المحافظ الكامروني عبد الرحمان باغي التحدث إلى كل من المدرب زكري، طبيب الوفاق كاري وقائد التشكيلة حاج عيسى، حيث عقد اجتماعا مصغرا معهم وسألهم عن ظروف الإقامة، التدريبات وكذا ظروف الأكل فأكد له السطايفية أن كل الأمور سارت على أحسن ما يرام. “الفيكو- فوت” سدّدت مصاريف الإقامة توّلت الاتحادية الكونغولية لكرة القدم “الفيكو – فوت” تسديد مصاريف إقامة الوفد السطايفي في فندق “السفير“ بالعاصمة الكونغولية، لأنها هي من يتكفل بذلك مع الفرق الزائرة في المنافسات القارية وليس كما يحدث عندنا أين تتولى الفرق نفسها تسديد مصاريف إقامة ضيوفها. رفضت التكفّل بالرباعي الإضافي وخلال الاجتماع الفني، تم طرح قضية الرباعي السطايفي الزائد عن العدد الرسمي، لأن القوانين تنص على التكفل بإقامة 25 فردا بصفة إجبارية على أن يكون بإمكان الفرق أن تتفق بينها على العدد الإضافي، لكن إدارة فريق الشياطين السود وبعد مشاورة ممثل “الفيكو- فوت“ أكدت لإدارة الوفاق استحالة التكفل بالرباعي السطايفي، على اعتبار أن الوفد الرسمي متكون من 29 فردا. أكدت قلّة الإمكانات الكونغولية وقد بررت إدارة الشياطين السود قرارها بعدم إمكانية التكفل بالرباعي السطايفي الإضافي بقلة الإمكانات المادية، لأن هذه المنافسات الإفريقية تكلف الفرق الكونغولية الكثير والكثير مقارنة بمستوى المعيشة في هذا البلد. ... وتطلب من الوفاق التكفّل بأكثر من 30 شخصا وفي الاجتماع الفني نفسه قدم الجانب الكونغولي طلبا غريبا للوفاق، يتمثل في طلب التكفل بكل الوفد الكونغولي في مباراة الإياب التي ستجرى في سطيف بتاريخ 28 فيفري، (ما بين 31 إلى 35 فردا)، لكن جرودي لم يرد على هذا الطلب الذي قدم باسم الصداقة الإفريقية، لأن التكفل بالعدد الزائد من عدمه سيكون من صلاحيات رئيس الوفاق شخصيا. الوفاق يُسدّد غرفة واحدة زوجية في الكونغو سيقوم الوفد السطايفي صبيحة اليوم بتسديد غرفة زوجية واحدة، لأن جرودي وممثل الفاف غوتي أقاما منذ يوم الوصول في مقر السفارة الجزائرية ببرازافيل. بذلك يكون للوفاق ثنائي زائد فقط يتولى تسديد مصاريفه التي تصل تقريبا إلى 1000 أورو. 100 أورو “مصروف الجيب” تحصّل كل لاعب من الوفاق وبقية أعضاء الطواقم على مبلغ 100 أورو كمصروف مهمة خلال تواجدهم بالعاصمة الكونغولية برازافيل، وينتظر أن يحصل اللاعبون على مبلغ 100 أورو إضافية في المغرب خلال فترة 48 ساعة الإضافية التي سيقضونها بالدارالبيضاء. جياني يسأل عن بودربال وقدور سأل المحضر البدني الايطالي جياني اللاعب المغترب مهدي قاسم إن كان أجرى اتصالا هاتفيا مع الثنائي المغترب كريم قدور- رفيق بودربال وهذا لمعرفة تطبيق كل واحد منهما للبرنامج التدريبي الخاص به. ... ومتأثر بمظاهر الفقر وبقي يتبرّع ومثلما ذكرنا في أعدادنا السابقة، كان الايطالي جياني أشد المتأثرين بمظاهر الفقر التي شاهدها في إفريقيا، وكان الوحيد تقريبا الذي يدخل يده إلى جيبه ليمنح مبالغ مالية للمتسولين والمتسولات، خاصة المصحوبات منهن بأطفال صغار، والأكيد أن المعني لو يبقى لوقت طويل في إفريقيا فإنه سيفقر هو الآخر من كثرة المبالغ التي يقدمها. الكونغوليون يخافون البرد أزمة حقيقية ستعترض الكونغوليين أثناء مجيئهم إلى الجزائر في نهاية الشهر الحالي لإجراء مواجهة الإياب، من ذلك أنهم يخافون كثيرا البرد، حيث أن أدنى درجة حرارة في الكونغو خلال السنة تكون بين 20 و22 درجة مئوية. ... ويلبسون المعاطف والأقمصة الشتوية والأكثر من ذلك أنه عندما تنزل درجة الحرارة في شهر جوان إلى 22 درجة مئوية، فإن الكونغوليين يقومون بارتداء الألبسة الشتوية من معاطف، أقمصة صوفية والقبعات... يحدث هذا في 22 درجة مئوية، فكيف سيكون حال الشياطين في سطيف أيام “الجليدة” في نهاية الشهر الحالي!؟. الوفد سأل كثيرا عن نتائج البطولة ونتيجتي بلوزداد والقبائل سأل أعضاء الوفد السطايفي خلال أمسية السبت عن نتائج البطولة الوطنية في جولتها 22 وتوقفوا بكثير من الإهتمام عند النتيجة التي حققتها شبيبة بجاية في البليدة والتي أصبحت بفضلها تشكيلة المدرب مناد رقما هما في الصراع على لقب بطولة الموسم الحالي، كما كان السؤال عن نتيجتي القبائل وبلوزداد في المنافسة الإفريقية. إدارة الوفاق ستُراسل الخارجية فور الدخول أكد رشيد جرودي، رئيس الوفد السطايفي في سفرية الكونغو، أن أول شيء سيقوم به فور العودة إلى الجزائر هو توجيه برقية إلى وزارة الشؤون الخارجية يشكر من خلالها الفريق السفارة الجزائرية ببرازافيل على المساعدات المقدمة له طيلة فترة وجوده بالعاصمة الكونغولية. السفير ركّز على قميص الوفاق بالعلم الجزائري قبل أن يكون على موعد مع التكريم من قبل الوفد السطايفي، خلال الحفل الذي أقامته السفارة على شرف الفريق سهرة البارحة، كان أكبر شيء يركز عليه سعادة سفير الجزائر في العاصمة الكونغولية برازافيل هو قميص الوفاق وعليه علم الجزائر وهو القميص الذي يلعب به الفريق المنافسات القارية والإقليمية. القميص سيبقى في السفارة للذكرى وبالتاريخ وأكد سعادة السفير أن القميص الممضي من طرف اللاعبين سيبقى معلقا في السفارة وعلى إطاره التاريخ الذي مر منه الوفاق من هنا بالعاصمة الكونغولية برزافيل، لأن الفريق يبقى غير عادي ومروره من العاصمة الكونغولية غير عادي أيضا. السفير تحصل على قميص بلومي في ڤرونوبل وفي حديث جانبي معه أكد سعادة السفير أنه عندما كان قنصلا للجزائر في ڤرونوبل الفرنسية في نهاية الثمانينيات، صادف ذلك إجراء مواجهة ودية لفيدرالية الآفلان أمام فريق من المغتربين، وهي المواجهة التي كان قد شارك فيها لخضر بلومي وترك يومها قميصه للقنصلية وهو القميص الذي مازال معلقا في القنصلية الجزائرية العامة بقرونوبل وعليه توقيع لخضر بلومي.