تظهر الحاجة إلى استخدام المظلات في الشتاء كواق من مياه الأمطار الغزيرة التي تهطل في هذا الفصل بسبب سوء حالة الجو، والملاحظ أن السوق المحلية تعرض تصاميم كثيرة لها كإكسسوار هام للمظهر العام، إذ يفضل البعض استخدامها سوداء، أو يختارها بلون من الألوان الغامقة أو الفاتحة، ومنها كبيرة الحجم والصغيرة الى غيرها من التصاميم، إلا أن اللون والتصميم لا يعنيان الجودة، فقد يضطر الكثيرون لشراء مطريتين على الأقل في موسم شتوي واحد. يتوسع عالم الإكسسوارات يوما عن بعد، ولا تخرج عن هذه القاعدة المظلات الشتوية، التي أصبحت هي الأخرى تحمل نقوشات بالشكل الذي لا تخطئه العين، والقواعد الحديثة تستلزم أن تكون صغيرة ومناسبة وخفيفة، كما أن الثمن أيضا عامل مهم في اختيارها. وتتنوع الخيارات بالنسبة للمرأة بين الأحجام والألوان وحتى الأسعار، أما بالنسبة للرجل، فهي غالبا تركز على اللون الواحد وهو الأسود، المهم فيها أن تكون بحجم كبير يحميه تماما من تساقط الأمطار وتضفي عليه مظهرا مهيبا وأنيقا في الوقت ذاته. شراء على الأقل مطريتين في كل موسم شتوي! والملاحظ في السنوات الأخيرة أن المظلات التي تتوفر بالسوق بأحجام متعددة وألوان متنوعة وبأسعار مختلفة رديئة الصنع بحيث تتعرض للتلف بمجرد هبوب رياح الشتاء الأولى، وهو الأمر الذي أكدته لنا عدة مواطنات تحدثن إلينا في الأمر، واتفقن عموما على أنهن يضطررن لشراء على الأقل مطريتين في كل موسم شتوي مع التشديد على أنهن لا يستعملنها أيام الزوابع حيث تشتد قوة الرياح وتصبح معها استعمال المظلة أمرا غير مجد. هذا ما تؤكده عاملة قالت إنها تسعى في كل موسم شتوي لشراء مظلة من النوع الجيد ولا يهمها هنا السعر الذي قد يفوق 600 دينار، بالقدر الذي تهمها الجودة، وتكشف أن تجربتها مع شراء المطاريات أظهرت لها أن السعر الغالي لا يعني بالضرورة جودة عالية، فكثيرا ما اشترت مطريات بسعر عال، ولكنها سرعان ما تنكسر. وتتحدث مواطنة أخرى عن الذهنية الاقتصادية الحالية التي لم تعد تعتمد سياسة الجودة على المدى الطويل، حيث أن المنافسة بين رواد الصناعة أدى إلى إيجاد نمط صناعي جديد يعتمد على تسويق أكبر قدر ممكن بالاعتماد على منتوجات قصيرة الصلاحية مثل المطريات، وتضيف بالقول إنها تضطر في كل مرة إلى خياطة المطرية بسبب تمزقها حتى تضمن على الأقل مدة صلاحية أطول، ومن جهة أخرى تشير نفس المتحدثة إلى أن هناك مطريات بمجرد تبللها يصدر منها الصدأ بشكل مزعج جدا. الأسعار تخدم كل المداخيل والجودة لمن استطاع تظهر المطريات في المحلات خلال الموسم الشتوي الجاري كإكسسوار به مزيج من عدة ألوان لإضفاء بعض البهجة على ألوان الخريف والشتاء، هناك الألوان البراقة والجميلة، وهناك الألوان الداكنة والألوان الترابية وحتى الشفافة منها، وهناك الكلاسيكية ذات اللون الواحد المعمم، وهناك متعددة الألوان حتى تلك التي قد لا نتقبل مزجها مع بعضها البعض ولكنها ممزوجة بطريقة جميلة في المظلة. في محلات وسط العاصمة الجزائر وقفنا على عدة أشكال للمظلات وبعدة أحجام التي تناسب كل الأعمار، حتى الأسعار تتراوح بين 200 دج الى 1300 دج، إلا أن الملاحظ أن أغلب الزبائن يقبلون على شراء المطريات ذات السعر المعقول المحدد ب200 دج ومطريات أخرى من الحجم الكبير تعرض ب300 دج، لما سألنا أحد الباعة بمخرج النفق الجامعي قال ''كل السلع حاليا تأتي من الصين لأنها الأرخص في السوق والناس حاليا تشتري ما يوافق جيوبها''. وطبعا دافع البائع كثيرا على المطريات التي كان يعرضها وهو يشجعنا على لمس الحديد المعتمد في تصنيعها وهو يردد: ''هذا الحديد ''صحيح'' لا يتأثر بالرياح، كما ان العصا غليظة ومصنوعة من الخشب لذلك فهي لا تتلف بسهولة''. وبالجانب الآخر كان هناك ما يصل إلى أربعة باعة موسميين يعرضون أصنافا وألوانا من المطريات كان الإقبال عليها كبيرا بالنظر الى الكميات الهائلة من الأمطار التي شهدتها العاصمة مؤخرا. وكانت الأسعار تبدو في المتناول وقد لاقت المطريات التي تطوى وتوضع بالجيب أو بالحقيبة إقبالا كبيرا خاصة من طرف النساء. أما المطريات الكبيرة فكانت من اختيار الرجال عموما. وبشارع حسيبة بن بوعلي يعرض محلا كبيرا للحقائب واكسسواراتها تشكيلة واسعة من المظلات للصغار والكبار وبأسعار تتفاوت ما بين 850دج و1300 دج.لما سألنا صاحبها عن مصدرها قال أنها مجلوبة من روسيا عن طريق ألمانيا.وتظهر بأنها ذات جودة. وأشار البائع ان كل ما يشترى حاليا يدخل في إطار الاستثمار بمعنى انه ''على المواطن حاليا التفكير جيدا قبل الإقدام على شراء منتوج رخيص قد يندم عليه فمن الأفضل شراء مطرية بألف دينار ومتينة تضمن عدم استبدالها بأخرى في موسم شتوي واحد عوض شراء مطريتان او أكثر بسعر قد يوازي في مجمله سعر مطارية ذات جودة''. وأكد المتحدث ان الزبون الجزائري صعب إرضاؤه فهو من جهة يبحث عن الأجود وبالمقابل ينتقد الأسعار المعروضة بها.