أجرى رئيس الحكومة الاسبانية خوسي لويس رودريغيث ثباتيرو، أمس، تعديلا حكوميا مفاجئا، قال متتبعون انه يهدف إلى إعطاء نفس جديد لحكومته ومحاولة إنقاذها من السقوط بسبب تداعيات وتلاحق أزمات اقتصادية واجتماعية حادة. وأنهى ثباتيرو بمقتضى هذا التعديل مهام وزيره للخارجية ميغال أنخيل موراتينوس الذي اقترن اسمه بالسياسة الخارجية لإسبانيا في السنوات الأخيرة واستخلفه بترنيداد خمينيث التي كانت تشغل منصب وزيرة الصحة في الحكومة الحالية. وانتهت مسيرة وزير الخارجية الاسباني بعد ست سنوات قضاها على رأس الدبلوماسية الاسبانية اضطلع خلالها بمعالجة عدة ملفات شائكة كان أهمها تطبيع علاقات بلاده بكوبا وعدد من دول أمريكا اللاتينية وإدارته لأزمة العلاقات مع المغرب على خلفية الهجرة السرية وأرخبيل جزر ليلى واضطلاعه بمهمة وسيط في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية. وحسب المتتبعين، فإن موراتينوس البالغ من العمر 59 عاما أصبح رمزا لسياسة الانفتاح التي عرفتها الدبلوماسية الاسبانية في السنوات الأخيرة وأراد العودة بها إلى الواجهة على المستوي القاري والعالم وانتهاجه سياسة براغماتية اعتمدت ليونة اكبر مع النظام الكوبي والفنزويلي رغم عدم الرضى الذي أبدته الولاياتالمتحدة ولكنه فضل لعب ورقة أمريكا اللاتينية بسبب العلاقات التاريخية التي تربط بلاده بها. ورغم أن موراتينوس ضخ دما جديدا في عروق الدبلوماسية الاسبانية إلا ان ثباتيرو فضل التضحية به في هذا التعديل الحكومي دون إعطاء أية توضيحات حول أسباب هذه التنحية. وفضل رئيس الحكومة الاسباني استخلاف ذراعه الأيمن في كل ما تعلق بالسياسة الخارجية لاسبانيا بترينداد خمينيث البالغة من العمر 48 عاما والتي تعد من أقرب المقربين إليه وساندته في أحلك أيامه بعد الأزمات المتلاحقة التي هزت الحكومة الاسبانية في السنوات الاخيرة. وسطع نجم خمينيث مباشرة بعد توليها منصب وزيرة الصحة سنة 2009 في وقت بلغت فيه المخاوف أوجها من انتشار فيروس انفلوانزا الخنازير وتصريحاتها المتلاحقة على مختلف القنوات التلفزيونية الاسبانية وهو ما اكسبها ثقة في النفس وتجربة كبيرة في التعامل مع الوضع والصحافة. ويكون شغلها لمنصب كاتبة الدولة مكلفة بشؤون أمريكا اللاتينية لمدة ثلاث سنوات.. هو الذي أهّلها أيضا لخلافة هذا الأخير. وأرجع محللون إسبان لجوء ثباتيرو إلى هذا التعديل كآخر ورقة بقيت بين يديه لامتصاص غضب شعبي متزايد وبهدف إعطاء نفس جديد لحكومته وفرض سياسة التقشف التي اعتمدها لمواجهة الأزمة الاقتصادية الحادة التي عصفت بشعبيته وهوت بها إلى أدنى مستوياتها على أمل تحصين حكومته من أية هزات محتملة والإبحار بها إلى شاطئ الأمان إلى غاية حلول موعد إجراء الانتخابات العامة في سنة .2012 وأكد متتبعون أن التعديل الذي كان له وقع المفاجأة، كونه الأول من نوعه منذ وصول ثباتيرو إلى سدة السلطة في مدريد سنة ,2004 إلا انه كان متوقعا حتى يتمكن من إتمام إصلاحاته الاقتصادية والاجتماعية بعد أن اوشكت بلاده أن تدخل الخط الأحمر لإفلاس محتوم وارتفاع نسبة البطالة إلى 20 في المئة.