انطلقت أمس بفندق الهيلتون فعاليات الملتقى المغاربي حول »حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة: واقع وآفاق« بحضور ممثلي دول المغرب، تونس، ليبيا، الجزائر وموريتانيا.الملتقى الذي سيختتم اليوم يندرج في إطار البرنامج التنفيذي 2010 - 2011 الذي اعتمده مجلس وزراء الثقافة لاتحاد المغرب العربي في اجتماعه الأخير بطرابلس. يطرح الملتقى إشكالية حماية حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، ويأتي ذلك في سياق الاهتمام بحماية المبدعين وتثمين قدراتهم باعتبارهم الحلقة الأساسية في صناعة المحتوى الثقافي. في كلمته الترحيبية، أشار ممثل وزيرة الثقافة، نور الدين عثماني، إلى ضرورة ضمان حقوق هذه الفئة المبدعة للنهوض بالفعل الثقافي وليكون ذلك حافزا للتواصل فيما بينهم أينما وجدوا أو وجدت أعمالهم. ويشكل الاجتماع مناسبة سانحة للتطرق إلى مختلف الإشكاليات التي تعترض الدول المغاربية، كما سيتم عرض تجارب هذه الدول والاستماع لمقترحاتها، ما يمكن من الخروج بتصورات عملية يمكن ان تشكل خطوة اولى فيما يتعين القيام به سويا. من جهة أخرى، حرص اعضاء الوفد الليبي على الخروج بمقترحات عملية وعلمية تستند الى تجارب سابقة واجتماعات اتحاد المغرب العربي. مؤكدا أن هذه الحماية الفكرية اذا تكاملت أسسها ومقوماتها سوف تسهم في تشجيع الأجيال الجديد للخلق والإبداع مما ينفع الناس ويبقي على الأرض. في تدخله أشار السيد محمد المختار ولد محمد أحمد ممثل الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي إلى أن اللقاء هو تنفيذ لبرنامج العمل الثقافي المعتمد من طرف المجلس الوزاري المغاربي للثقافة في دورته الثانية المنعقدة بطرابلس في ماي الفارط، وهي ليست المرة الأولى التي تحتضن فيها الجزائر فعاليات ثقافية مغاربية في اطار هذا المجلس الوزاري، حيث كان لها نصيب الأسد من فعاليات برنامج العمل الثقافي المنبثقة عن الدورة الأولى للمجلس الوزاري. وأضاف المتحدث قائلا: '' أن هذه الندوة توفر فرصة سانحة لتبادل التجارب بين الجهات المختصة، للوقوف على افضل السبل لحماية حقوق المؤلف المغاربي في وجه ظاهرة القرصنة، التي انتشرت على نطاق واسع في فضاء إلكتروني لا حدود له وباتت تهدد المبدعين بحرمانهم من التمتع بحقوقهم سواء الأدبية أو المادية«. وتوالت تدخلات الأعضاء المشاركين، حيث طلب الوفد المغربي إدراج التجارب التطبيقية المنتهحة من دول الاتحاد في جدول الأعمال قصد الاستفادة منها وتعميمها. كما قدم الوفد التونسي قراءة قانونية رائدة لهذه الظاهرة التي تفتك بثقافة واقتصاد المغرب العربي الكبير. للإشارة، ستقدم أعمال هذا الملتقى أو ما يعرف بندوة الجزائر، الى اجتماع وزراء الثقافة في اجتماعهم القادم بالمغرب. على هامش الأشغال، طالب الوفد الليبي بموافقة المشاركين بتقديم تصورات ووثيقة عمل لاجتماع المنظمة العالمية للممتلكات الفكرية التي ستنعقد الأسبوع القادم بجنيف، حيث ستتم الإشارة الى التراث المغاربي الذي أصبح مجالا للنهب والسطو وتحقيق أرباح مادية في السوق العالمي، مع ضرورة الإشارة الى محاولة فرض التصور المغاربي في موضوع الملكية الفكرية عوض القبول بتصورات لا تلائمنا يمليها علينا الغير، كما هي قناعة الجزائر في كل ما يتعلق بحماية التراث والتاريخ.