اتهم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم أطرافا خارجية بمحاولة إجهاض الملتقى الدولي العربي لنصرة الأسرى وأكد أن الجزائر ستبقى وفية لكل القضايا العادلة في العالم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وأشار من جهة أخرى إلى أن هذه التظاهرة ستتوج بإعلان الجزائر الذي سيكون أرضية عمل للشبكة الدولية في سعيها لإثارة قضايا الأسرى في كل سجون الاحتلال في العالم وقال السيد بلخادم في لقاء مع الصحافة على هامش أشغال الملتقى الدولي العربي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال ''لقد كانت هناك عدة محاولات خارجية لإجهاض المبادرة'' لكنه لم يحدد تلك الأطراف، غير أن التلميح كان واضحا إلى إسرائيل بالدرجة الأولى التي رفضت السماح لقياديين فلسطينيين حضور الملتقى. غير أن هذه المحاولات -يقول السيد بلخادم- لم تؤثر في شيء في روح المؤتمر الذي كان ناجحا بكل المقاييس وسيشكل انطلاقة حقيقية نحو حمل قضية الأسرى في كل سجون الاحتلال في العالم إلى المحافل الدولية وجعل قضيتهم قضية ذات أولوية في الجمعية العامة لحقوق الإنسان وكذا في هيئة الأممالمتحدة. وأوضح أن مقرر اللجنة الأممية الخاصة بالأسرى وإن تعذر حضوره للجزائر فإنه تعهد بنقل التوصيات التي تتوج الملتقى إلى كافة الدول الممثلة في الأممالمتحدة، وذلك ليس للإعلام ولكن للمتابعة على أساس أنه تم تبنيها من طرف اللجنة. وقدم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني المبادر بهذه التظاهرة الخطوط العريضة للتوصيات، من بينها الإعلان عن إنشاء شبكة دولية تتشكل من شخصيات عالمية لمتابعة ملف الأسرى ليس الفلسطينيين فقط ولكن في كل سجون الاحتلال في العالم، وكذا إنشاء لجنة تسهر على متابعة تنفيذ كافة التوصيات التي ستأتي في شكل إعلان سيطلق عليه ''إعلان الجزائر''. وللإشارة فقد تم الكشف عن محتوى الإعلان في ساعة متأخرة من ليلة أمس الإثنين. وتحدث السيد بلخادم خلال اللقاء الصحفي الذي جرى بفندق الرياض بسيدي فرج أن الجزائر من خلال الملتقى تريد أن تجعل من ذلك الإعلان مرجعية حقيقية لإثارة ملف الأسرى في سجون الاحتلال في المحافل الدولية وليس توصيات توضع في الأدراج. وتطرق الأمين العام للآفلان من جهة أخرى إلى المغزى من اختيار موضوع الأسرى في وقت يعرف فيه الصف الفلسطيني شرخا وقال إن هذه القضية هي التي وحدت الصف الفلسطيني بدليل وثيقة الصلح بين الطرفين. كما أن إثارة هذا الملف على المستوى الدولي ستكشف أمام الرأي العالم الغربي على وجه الخصوص الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي الذي يقدمه الغرب على أنه واحة للديمقراطية. أما في سؤال بخصوص المغزى من اختيار الجزائر لاحتضان الملتقى، فقد أكد السيد بلخادم أن الملتقى الذي خصص للأسرى المنعقد قبل سنوات في أريحا لم تعرف توصياته طريقا للتطبيق، والجزائر من شأنها أن تعمل على متابعة هذا الملف عبر الشبكة التي يتم إنشاؤها، لأن هدفها الرئيسي هو تدويل هذا الملف. وفي سؤال حول ما إذا كان هذا الملتقى مقدمة لوساطة جزائرية في الملف الفلسطيني بالنظر إلى ثقلها أمام كل الفصائل، أوضح السيد بلخادم أن الأمر لو كان يتعلق باختلاف في الرؤى وفي أساليب العمل داخل منظمة التحرير الفلسطينية لكان لها دور إيجابي في رأب الصدع، أما بعدما تحول الاختلاف إلى خلاف حول الأهداف وانتقل مركز القرار من داخل الدائرة الفلسطينية إلى خارج هذه الدائرة فإن الجزائر في هذه الحالة تحترم سيادة الدولة وترفض التدخل في شؤونها الداخلية. وفي استفسار حول رفض الجزائر استقبال فلسطينيين من عرب 1948 برر أمين عام الآفلان هذا الإجراء بمعارضة الجزائر لأي تطبيع كان مع الكيان الصهيوني سواء كان سياسيا أو ثقافيا أو اقتصاديا، وأوضح أن ذلك الرفض نابع من كون هؤلاء يحملون وثائق إسرائيلية.