شكل موضوع ''رسالة الشهداء إلى الأجيال الصاعدة'' محورا أساسيا للندوة التي نظمتها أمس بالمتحف الجهوي للولاية الخامسة التاريخية لتلمسان الجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدام في إطار إحياء الذكرى ال50 لمظاهرات 11 ديسمبر.1960 وقد شهد اللقاء حضور العديد من المجاهدين والأساتذة الجامعيين وتلاميذ الطور الثانوي حيث ألقى السيد بودينة مصطفى رئيس الجمعية الوطنية المذكورة محاضرة تناول فيها الممارسات التي كان يتعرض إليها المجاهد الذي يصدر ضده الحكم بالإعدام على يد المستعمر الفرنسي منذ اعتقاله وتعذيبه بشتى الوسائل الدنيئة داخل الزنزانات المظلمة إلى حلوله المرير ب''رواق الموت''. وبهذا الرواق المشؤوم يظل المحكوم عليه بالإعدام يترقب ساعة التنفيذ كما لاحظ المحاضر الذي أوضح ''أن هذا الانتظار الطويل يجعله يموت ببطء''. كما أضاف المتدخل أن اختيار المستعمر الفرنسي للمقصلة كأداة لتنفيذ الإعدام ''يرمي إلى إهانة المجاهدين باعتبار أنه يحرمهم -حسب اعتقاد المستعمر- من الموت البطولي الذي يتم عن طريق الرمي بالرصاص كما هو معهود في الحروب''. وبعد الإشارة إلى بعض أساليب التعذيب التي استعملها الاستعمار للانتقام من المجاهدين والفدائيين ذكر المتدخل الشباب بما واجه الشعب الجزائري من معاناة في سبيل نيل حريته، داعيا إياهم إلى صون الأمانة والحفاظ على هذا الوطن الذي ضحى من أجله مليون ونصف المليون شهيد. وللإشارة أقيمت على هامش هذه الندوة مراسيم منح ''مقصلة'' للمتحف الجهوي للولاية الخامسة التاريخية لتلمسان من طرف الجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدام لكي تبقى شاهدا على ما اقترفه المستعمر من جرائم في حق الجزائريين. وقد قدم بالمناسبة بعض أعضاء الجمعية شهاداتهم الحية عن معاناة المحكوم عليهم بالإعدام أمام هذا الجهاز القاتل الذي ''أودى بحياة العديد من المجاهدين والفدائيين الأبطال بسبب حبهم للوطن'' كما أكد السيد مقنوني مصطفى رئيس المكتب الولائي لنفس الجمعية. (وأج)