اختتمت أمس الأحد بدار الثقافة مولود معمري بولاية تيزي وزو، فعاليات ملتقى سيرة وحياة الوالي الصالح والعلامة الشيخ محند أولحسين، الذي نظمته مديرية الثقافة للولاية والمعرفة للإنتاج، حيث سطر القائمون على تنظيم هذه التظاهرة العلمية برنامجا ثريا، الذي دام يومين متتاليين. وافتتحت أشغال الملتقى بتدشين معرض للكتب ومقالات، تناولت حياة وسيرة هذا الرجل الديني والمصلح الشيخ محند أولحسين، الذي حير الباحثين والجامعيين بما كسبه من معرفة في الدين والحياة، رغم أنه لم يغادر منطقة القبائل يوما، حيث كان بمثابة قاض وأصبحت العائلات تحتكم إليه في مختلف قضاياها الإجتماعية وخلافاتها، وذلك بالاحتكام إلى ''المرجعية الإسلامية وبالخصوص المذهب المالكي''، في حل القضايا الإجتماعية، وقد كان كتاب ''قال محند أولحسين'' آخر ما كتبه الكاتب الراحل مولود فرعون، والذي تناول فيه حياة ومسيرة العلامة الشيح محند أولحسين. وأثري الملتقى بإلقاء جملة من المحاضرات، منها حول محاضرة حول ''نبذة عن حياة وسيرة الشيخ محند أولحوسين''، والتي تحدث فيها عن شخصية الولي الصالح ''سي محند أو الحسين''(1838 م-1901)، الذي جسد في حياته المظهر الشعبي الحقيقي للثقافة الإسلامي منطقة القبائل، استطاع أن يترجم وينقل بإخلاص ''معاني الإسلام إلى اللسان الآمازيغي المحلي وما خلفه من سيرة مثالية وحكم وأمثال شعبية ومديح وأشعار دينية، مستقاة ومترجمة من معاني القرآن الكريم والأحاديث النبوية''، التي لها دلائل ومعان قوية وبارزة لا تزال العائلات القبائلية رغم مرور السنين، تعتمد عليها ويحتكم إليها القرويون في حل قضاياهم ومشاكلهم، ومحاضرة أخرى منها بعنوان ''عميد الصوفية بمنطقة القبائل'' و''الشعر القديم، حالة شيخ محند أولحسين'' و''لقاء الشيخ محند أولحسين بسي امحند اومحند'' ''الشيخ محند أولحسين في الرحمانية ''وغيرها من المحاضرات التي لخصت شخصية العلامة، الذي هو غني عن التعريف فالصغير والكبير بمنطقة القبائل، يعرفون أن العائلات متعودة على زيارة مقام الوالي لإحضار الماء من بئر المقام، وتنظيم وعدة أو زردة في مختلف المناسبات. هذا واستمتع الجمهور القبائلي الوافد إلى المعرض، بعرض شريط حول هذه الشخصية التاريخية، العلمية والدينية الذي سيبقى اسمه راسخا في ذاكرة سكان منطقة القبائل، متبوعة بقراءات شعرية.