أكدت مختلف ردود الفعل الدولية في اليوم الثامن من الاحتجاجات في مصر عن قلقها إزاء استمرار القبضة الحديدية بين السلطات المصرية والمحتجين المصريين على إسقاط نظام الرئيس حسني مبارك. ومن أجل تفادي سقوط المزيد من الضحايا حث الوزير الأول التركي رجب طيب اردوغان الرئيس حسني مبارك على ضرورة الاستجابة لمطالب الشعب في إحداث التغيير الذي يرغب فيه. وقال في كلمة موجهة للرئيس المصري أمام البرلمان التركي ''نحن بشر ومآلنا الزوال. استمع إلى صوت الشعب ومطالبه. يجب إرضاء رغبته في إحداث التغيير''. وأضاف انه يريد توجيه ''توصية أو إنذار حقيقي إلى مبارك'' ودعاه بطريقة ضمنية إلى ضرورة ترك السلطة حيث قال انه ''لا يمكن نفي الحريات ولا تأجيلها''. وكان اردوغان ألغى زيارة كانت مقررة له إلى مصر إلى حين عودة الهدوء في هذا البلد. من جانبها تواصل الإدارة الأمريكية اتصالاتها بشأن الوضع المتوتر في مصر، حيث بحث نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في اتصال هاتفي مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة مستجدات الوضع فى مصر. وأكد الرقم الثاني في البيت الأبيض على ''تركيز واشنطن القوي على معارضة العنف والدعوة لضبط النفس ودعم الحقوق العالمية بما في ذلك الحق في التعبير عن الرأي''. وتبادل الطرفان وجهات النظر حول الموقف في مصر واتفقا على البقاء على اتصال ''وثيق'' بخصوص هذا الوضع. وكان روبيرت غيبس المتحدث باسم البيت الأبيض أكد أن ''الانتقال المنظم'' في مصر كما تتمناه الولاياتالمتحدة يعني ''التغيير''. وقال أن واشنطن دعت إلى تنظيم ''انتخابات حرة ونزيهة'' في مصر لكنه رفض القول إذا كانت الولاياتالمتحدة تعتبر أن الرئيس حسني مبارك ينبغي أن يشارك في هذه الانتخابات أم لا. من جانبه أيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية إحداث التغيير في مصر عن طريق الحوار وقال أن ''هذه المرحلة تندرج في خانة التغيير والعودة إلى مرحلة ما قبل 25 جانفي الماضي تاريخ اندلاع هذه المظاهرات غير ممكن ولكن يجب التوجه نحو الأمام بطريقة سلمية وحضارية''. وتفادى موسى وهو مصري الإجابة عن سؤال إذا كان يؤيد رحيل الرئيس مبارك واكتفى بالقول أن هذا الأخير يضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار. وبينما أكدت فرنسا على ضرورة وقف حمام الدم في مصر بعد أن أشارت الأممالمتحدة إلى سقوط 300 قتيل خلال أسبوع من المظاهرات الاحتجاجية أعربت كل من فنزويلا والبرازيل عن قلقهما إزاء الوضع في مصر ودعتا السلطات المصرية إلى تجنب قمع التظاهرات في البلاد. وقالت وزارة الخارجية الفنزويلية في بيان لها أن الرئيس هوغو شافيز بدأ اتصالات مع الزعماء السياسيين في الشرق الأوسط ''من اجل تبادل الآراء بشأن الأحداث المتعاقبة في المنطقة''. ودعت وزارة الخارجية البرازيلية إلى تجنب اللجوء إلى العنف لقمع التظاهرات في مصر وطالبت مواطنيها بتجنب السفر إلى هذا البلد حتى يستقر الوضع هناك.