أعربت عدة دول ومنظمات دولية اليوم الأربعاء عن "قلقها" من موجة الاحتجاجات الجماهيرية التي تشهدها مصر داعية السلطات المصرية إلى ضبط النفس وإيجاد "حلول سلمية" لمطالب المتظاهرين واحترام رغبتهم الشرعية الداعية إلى التغيير. وبعد أن تحولت الإحتجاجات التي اندلعت يوم الثلاثاء في العاصمة المصرية وعدد من المحافظات المطالبة بتغييرات سياسية جديدة وإصلاحات إجتماعية إلى مواجهات مع رجال الأمن مما تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص و إصابة العشرات بجروح تعالت عدة أصوات دولية منادية إلى تحكيم العقل وعدم التهور في التعامل مع الأزمة وتفادي العنف لعدم إدخال البلاد في أزمة. وحث في هذا الإطار الاتحاد الأوروبي الذي يتتبع عن كثب ما يحدث في مصر على ضرورة إحترام "تطلعات" الشعب ورغبته في التغيير وحماية حقه في التظاهر. وقالت المتحدثة باسم مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد السيدة مايا كويانجيتش أن الاتحاد يحث السلطات المصرية على "احترام وحماية حق المواطنين المصريين في إظهار تطلعاتهم السياسية من خلال التظاهرات السلمية" واحترام "رغبتهم الشرعية" في إتخاذ إجراءات سياسية للتعامل مع المشاكل التي تؤثر في حياتهم اليومية. وناشدت من جهتها الولاياتالمتحدة كل الأطراف في مصر إلى نبذ العنف متوقعة من السلطات المصرية الرد على الاحتجاجات التي تشهدها البلاد بطريقة سلمية. وذكر البيت الأبيض في بيان له اليوم أنه "يراقب الوضع في مصر" داعيا كل الأطراف على الامتناع عن إستخدام العنف سيما السلطات المصرية التي حثها للاستجابة بالرد على أية تظاهرات تشهدها البلاد بطريقة سلمية". كما أكدت الولاياتالمتحدة على "دعمها لحقوق الشعب المصري بما في ذلك حرية التعبير والتجمع" وقالت انه أمام الحكومة المصرية فرصة مهمة للاستجابة لتطلعات الشعب المصري والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية يمكن أن تحسن حياتهم وتساعد مصر على الازدهار". كما أثارت الإحتجاجات الشعبية في مصر ردة فعل الحكومة الفرنسية التي أكدت على لسان وزيرة خارجيتها الفرنسية ميشيل أليو-ماري أن هناك في مصر تطلعا مزدوجا من أجل مزيد من الرفاهية ومن الحرية في مجالات مختلفة. وأشارت أليو - مارى إلى أن السياسة الفرنسية تدعو إلى مزيد من الديمقراطية في كافة الدول مضيفة انه يتعين السماح بالتظاهر دون أن تكون هناك أعمال عنف أو سقوط قتلى. أما بريطانيا فقد دعا وزير خارجيتها وليام هيغ الحكومة المصرية اليوم الأربعاء إلى "الاستماع إلى هموم المتظاهرين واحترام حق التجمع والتعبير". كما اعرب الوزير البريطاني في ذات الوقت عن "أسفه الشديدث لوقوع خسائر في الأرواح في الاحتجاجات مؤكدا على ضرورة أن تتحلى جميع الأطراف بضبط النفس وتجنب العنف ومن المهم أن تستمع الحكومة إلى هموم المتظاهرين وتحترم حقوق حرية التجمع وحرية التعبير". كما إعتبر الوزير البريطاني "الانفتاح والشفاية والحرية السياسية مبادئ مهمة للاستقرار" وحث الحكومة والمتظاهرين على البحث عن طريقة سلمية للمضي قدما. وعقب الاحداث في مصر أعربت بدورها ايطاليا عن تقدير ودعم الرئيس حسنى مبارك بعد المظاهرات. وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني أن إيطاليا تأمل في أن يستمر الرئيس مبارك في الحكم إعتمادا على حكمته وتبصره مشددا على أهمية دور مصر في دفع عملية السلام في الشرق الاوسط. وأضاف فراتينى ان الجميع قد شاهد مظاهرات سلمية فى إطار السماح بالتعبير عن الرأى من الحكومة المصرية وماشهدناه هو التظاهر السلمى ، موضحا بأن إيطاليا على قناعة بأن الرئيس حسنى مبارك قد اظهر دائما الحكمة والاعتدال فى إدارة حكم مصر وأيضا حيال القضايا الاكثر حساسية مثل قضية السلام فى الشرق الأوسط . ولوضع حد لهذه التظاهرات فقد أكدت السلطات المصرية من جهتها على ضمان حرية التعبير من خلال الوسائل المشروعة. وقال في هذا الإطار السيد أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء حرص الحكومة على ضمان حرية التعبير من خلال الوسائل المشروعة وأنها التزمت بذلك خلال التجمعات الاحتجاجية التي جرت أمس. كما أشار نظيف إلى أن قوات الأمن التزمت خلال تلك الاحتجاجات باقصى درجات ضبط النفس وان تدخلات الشرطة كانت كلها ردود افعال لحالات محددة تمثلت في الخروج عن الشرعية وتهديد الأمن العام وتخريب الممتلكات العامة والخاصة والاعتداء على رجال الشرطة.