تنظم حركة مجتمع السلم ''حمس'' غدا الأربعاء ندوة وطنية تحت عنوان ''نقاش سياسي مفتوح حول الأوضاع والتحولات الراهنة''، ويرتقب أن يتناول المشاركون فيها مناقشة ''المبادرة الوطنية لتحصين الجزائر''، التي أعلنت عنها الحركة في أعقاب الأحداث التي عرفتها العديد من ولايات الوطن مطلع جانفي الفارط. وقد أشارت الحركة في بيان نشرته أمس، على موقعها الإلكتروني أن تنظيم هذه الندوة السياسية التي يرتقب أن تشارك في أشغالها بفندق السفير بالعاصمة، عدة شخصيات سياسية وإعلامية وأكاديمية متميزة، جاءت عقب اتصالات واسعة أجرتها الحركة مع الطبقة السياسية والاجتماعية وكل الفاعلين في الساحة الوطنية من أحزاب ومنظمات وشخصيات ومجتمع مدني وأكاديميين، وذلك تفاعلا مع الأوضاع والتحولات الجديدة. كما يتزامن تنظيم الندوة التي يشرف عليها رئيس حركة مجتمع السلم السيد أبو جرة سلطاني، وتدور أشغالها في شكل نقاش مفتوح حول الأوضاع والتحولات الراهنة، مع إعلان ''حمس'' عن فتح نقاش عمومي على الموقع الإلكتروني مع المواطنين حول مبادرتها الوطنية. وتسعى الحركة من خلال هذه اللقاء الوطني إلى كسب تأييد الأحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية وجمعيات المجتمع المدني وكذا المواطنين، لمبادرتها، الرامية -حسبها- إلى إنهاء حالة الاحتقان الاجتماعي، حيث تشير وثيقة المبادرة في مقدمتها إلى أن ''التوترات الاجتماعية التي صارت تأخذ كل مرة شكلا مختلفا عن سابقيه من أشكال التعبير الدال على الغضب الاجتماعي، كفيلة بأن تلفت الانتباه لضرورة دراستها واتخاذ الخطوات الاحتياطية لتأمين المستقبل من تداعيات محتملة. وأكدت ''حمس'' في وثيقتها أنها لجأت إلى تبني هذه المبادرة انطلاقا من دافعين اثنين يرتبط الأول بالمبادئ التي يقرها الدستور وما يكفله من حقوق للمواطنين، بينما يتصل الدافع الثاني بالتوترات الاجتماعية التي تعرفها العديد من الأقطار المجاورة للجزائر، في إشارة إلى الثورات الشعبية التي اندلعت بكل من مصر وتونس وليبيا واليمن والبحرين وغيرها من الدول العربية التي تعيش هذه الأيام على وقع الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية. وقد لاحظت الحركة -حسبما جاء في بيان المبادرة- أن التباين في الآراء حول الاحتجاجات التي عرفتها الجزائر في الخامس جانفي الماضي، وبالرغم من كونه ''يؤكد حرص المجموعة الوطنية على حماية الجزائر واستعدادها للتضحية من أجل ذلك''، إلا أنه يكشف برأيها عدم وجود رؤية وطنية مشتركة لقراءة الأحداث، وذلك بسبب غياب التواصل والتشاور وانسداد قنوات الحوار. وبناء على المشاعر الوطنية المشتركة الملموسة لدى مختلف الأطراف والرغبة في البحث عن إجماع وطني حول الخيارات الاستراتيجية لحماية الأجيال من التحديات المتعددة، اقترحت حركة مجتمع السلم من خلال مبادرتها الوطنية ''لتحصين الجزائر'' أرضية خام، قائمة على نقطتين أساسيتين، تشمل الأولى تنظيم النقاش السياسي الوطني المقرر غدا بالجزائر، بينما تتمثل النقطة الثانية في الدعوة إلى صياغة ميثاق شرف وطني يجمع كل الشركاء السياسيين والاجتماعيين وفعاليات المجتمع المدني.