ستتجدد المواجهات المحلية بين الجارتين الوهرانيتين المولودية والجمعية، بمناسبة مباراة الكأس الخاصة بالدور السادس عشر يوم غد بملعب زبانة، الذي سيستعيد أجواء تلك ''الداربيات ''القوية التي غالبا ما بثت الحماس والإثارة في المدرجات أكثر منها فوق المستطيل الأخضر، خصوصا مع الجماهير ''الحمراوية'' الغفيرة التي تتشوق كثيرا لمثل هذه المواجهات حتى تؤكد عن طريق فريقها بأنها الأقوى وستبقى كذلك. وتعود هذه الجماهيربذاكرتها، إلى آخر مباراة بين الجمعية والمولودية في منافسة الكأس إلى موسم 4002 / ،5002 أيام الرئيس السابق مراد مزيان، وقتها فازت المولودية كالعادة بهدفين لواحد من تسجيل الكاميروني فوتسو وداود سفيان في حين وقع للجمعية سفيان حنيستار. وتأتي مباراة يوم غد، والفريقان في وضعين مختلفين، فالمولودية تلعب في الرابطة الاحترافية الأولى وتؤدي فيها الأدوار الأولى، حيث تستلقي على كرسي الوصافة، وقد أثبتت تشكيلتها قوة ذهنية لافتة مكنتها من تخطي عديد الصعاب التي واجهتها في مشوارها لحد الآن، وغالبيتها من افتعال محيطها الذي يجمع ''الحمراوة'' وغيرهم على تلوثه وتعفنه. وتحديا منها لكل هذه الصعاب ومعارضيها، تؤكد إدارة الرئيس محياوي أنها تراهن كثيرا على الذهاب بعيدا في هذه المنافسة، وبالتالي إعادة أمجاد المولودية فيها، حتى لا تكون حجة لمن يعارضها على ضعف تسييرها وغيرها من الحجج التي تعتمدها لصد أقوال وأفعال الإدارة الحالية. الأمر سيان تقريبا لدى الجمعية، التي تكابد هي الأخرى مع محيطها الذي يناهض إدارة الرئيس مورو محمد، ويتهمها بضعف الرؤية والإرادة في الرقي بالفريق إلى القسم الأول، بعد خمس سنوات في الثاني، وهو شيء كثير لفريق يعد مدرسة نجيبة في التكوين، وهذا ما حدا بالأنصار إلى الإحجام عن متابعة مباريات الجمعية من على المدرجات، رغم أنها لازالت في رواق جيد للتنافس على لقب هذا الموسم، وهذا الضعف الجماهيري قد يلعب لمصلحة المولودية من جديد. التأهل فقط والأداء مؤجل إلى إشعار آخر تقنيا، تبدو الكفة متكافئة، فالفريقان يحتكمان إلى العديد من اللاعبين الشباب الذين باستطاعتهم صنع الفرجة، ولو أن احتمال رؤيتها ضعيف للضغط الذي قد يتغلب عليهم لخصوصية المباراة باعتبارها ''داربيا''، وانشغالهم بتأمين التأهل دون مراعاة لضرورة إمتاع آلاف الحناجر المنتظر ولوجها ملعب زبانة. أومعمر : ''الحمراوة'' في أفضلية وفريقي يفتقد للحرارة هذا الرأي لا يتفق معه العربي أومعمر رئيس فرع الجمعية، الذي يرى أن المولودية الوهرانية في أفضلية لأنها تحوز تشكيلة جيدة، مصدر مناعتها خط وسطها الذي يفعل كل شيء، بحكم أنه مشكل من لاعبين في المستوى، ولا يهدأون طوال المباراة في زرع الخطر في أقدام زملائهم المهاجمين وفي المرمى المنافس. وبالمقابل، أبدى تخوفه من رد فعل سيء للاعبي فريقه في هذه المباراة مستندا على نقص حرارتهم - بحسبه - في التداريب وافتقادهم للرغبة في التعاطي بحماسة معها، وسيطرة لقاء البطولة القادم في البطولة الاحترافية الثانية ضد بسكرة على عقولهم. فهل هو اعتراف بواقع الفريق أم تنويم من أومعمر كما اعتاد فعله في السابق؟ لوكيلي الغائب الكبير عن ''الداربي'' وقد لا يعمد مدرب المولودية شريف الوزاني سي الطاهر، إلى إجراء تغيير كبير على تشكيلته، من منطلق أن لا تحوير على تشكيلة ناجحة، وهي التي لقيت ثناء شريف في المبارتين الأخيرتين، وخاصة في الدفاع مع بلعباس مثلا، والتغيير الوحيد الذي قد يحدث هو إقحام المهاجم داود بو عبد الله مكان زميله البحاري. أما من جانب الجمعية، فالتغييرات منتظرة كذلك، وقد تتعدى ثلاثة مع توقع إقحام مباركي أساسيا منذ البداية إلى جانب أحد زميليه بوسعيد أو شاوتي، وقد يستنجد المدرب دوران بخبرة الحارس بوهدة، لكنه سوف لن يكون بمقدوره الاتكال مجددا على المخضرم لوكيلي لتوجيه نشاط زملائه فوق المستطيل الأخضر بفعل الإصابة، شأنه في ذلك شأن زميله درباسي.