يشهد حي جايس التابع لبلدية بولوغين جملة من النقائص، تتمثل في الغياب شبه التام لمختلف المرافق، حيث لا يضم سوى ثلاثة محلات للمواد الغذائية، مدرسة ابتدائية ومستوصفاً، وذلك في انتظار تزويد الحي بمرافق أخرى ضرورية وتجسيد السلطات المحلية لمطالب المواطنين وانشغالاتهم المتكررة. وما زاد من هاجس المواطنين هو وقوع الحي في منطقة جبلية يحاصرها القصدير من كل جهة، والذي ظل يتزايد بشكل ملفت للانتباه أمام مرأى السلطات المحلية، فضلاً عن تحويل المدخل الشرقي للحي الى ورشة للصناعة الميكانيكية، التي تتسبب في عرقلة حركة المرور. وما يلفت الانتباه في هذا الحي هو عملية تزفيت الطرقات التي استفاد منها الحي مؤخراً، والتي لم ترق إلى المستوى المطلوب، لعدم مطابقتها للمقاييس المعمول بها، ما أدى الى ظهور بعض العيوب مؤخراً، بسبب سمك طبقة التزفيت الذي لا يتجاوز3 سم، وكذا التزفيت العشوائي وسد معظم المجاري المائية، مما أحدث بعض الانزلاقات في التربة وامتلاء الطرق بمياه الأمطار. وفي هذا السياق، أكد رئيس البلدية السيد حماش خلال اللقاء الأخير الذي جمعه بالمواطنين وبحضور الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لباب الوادي، أنه سيلجأ الى خبير لمعاينة الأشغال قبل دفع المستحقات للمقاول الذي تكفل بالأشغال، وأن عملية التزفيت ستعاد بنسبة 90 بالمائة إذا ثبت أن هناك غشا في العملية. من جهة أخرى، يشتكي المواطنون من انتشار النفايات بسبب غياب مفرغة، حيث يلجؤون إلى رمي القمامة بجوار المسجد، وهو ما تسبب في انتشار الحشرات والحيوانات الضالة بما فيها الخنازير - حسب الشهادات - وذلك رغم تنبيه إمام المسجد، لتنافي هذا السلوك مع تعاليم ديننا. وما يؤرق سكان هذا الحي أيضا هو مفرغة النفايات الصلبة التي أصبحت تشكل خطراً عليهم، حيث أشار أحد السكان إلى وقوع حادث مؤلم، تمثل في وفاة طفل كان يلعب أسفل المفرغة بسبب تدحرج صخرة كبيرة من المفرغة. من جهة أخرى، اشتكى سكان هذا الحي من انعدام المحلات التجارية، مما يضطرهم الى التنقل الى الأحياء المجاورة لاقتناء حاجياتهم، كما يعاني هؤلاء من انعدام المرافق الرياضية والثقافية ومساحات للعب والترفيه ونوادي الانترنت، مما يؤدي بالشباب الى التنقل الى باب الوادي بحثاً عن هذه المرافق الغائبة بحيهم، الذي لا يجد أيضا مكانا لدفن الموتى بعد أن امتلات مقبرة سيدي نعمان عن آخرها. وفي ظل هذه النقائص تبقى عدة مشاريع مبرمجة حبرا على ورق، على غرار مشروع المكتبة الذي وعد به رئيس البلدية السابق، كما يعاني التلاميذ من التنقل الى الأحياء المجاورة للالتحاق بمقعد الدراسة، في غياب متوسطة وثانوية، حيث لا يحتوي الحي إلا على ابتدائية واحدة تقع في أعالي الزغارة، ما أدى الى تراجع المستوى الدراسي للتلاميذ، حسبما أكده الأولياء الذين طالبوا بضرورة تدعيم قطاع التربية بهياكل جديدة، وقد وصف بعض المواطنين حيهم ببقعة ريفية تقع في قلب العاصمة، لأنه لم يستفد من التنمية وبقي مهمشا لسنوات، باستثناء تزويده بالغاز والكهرباء-.