عندما تزور بلدية الجبابرة وتقف بأعلى قمة بها تكتشف أجواء ساحرة، وتشدك مناظر بانورامية خلابة، فمن الشرق ترى بلدية خميس الخشنة في الأسفل، وكذا منطقة الأطلس البليدي التي زادت المنطقة جمالاً وسحراً، حتى أن سياحا من ألمانيا كانوا يأتون بمظلاتهم إلى قمة ''تاشتة''، لكن هذا الثراء الطبيعي لا تقابله مرافق سياحية ولا هياكل من شأنها إنعاش السياحة بالمنطقة، إضافة إلى الإطار المعيشي الذي لا يزال بحاجة إلى اهتمام. فالبلدية التي انبثقت عن التقسيم الإداري لسنة 1984 وتتربع على مساحة تناهز 28 كلم2 ويصل عدد سكان حدود 3400 نسمة، لم تنل حقها من التنمية الفلاحية والريفية، وهو ما أثر على التنمية المحلية بها، حيث قدرت ميزانية التجهيز لسنة 2011 ب 10 ملايير سنتيم، أما ميزانية التسيير فلم تتعد ملياري سنتيم. غياب العقار يحرم المنطقة من السكن وأكد السيد عبد الرحمان علي رئيس بلدية الجبابرة ل ''المساء''، أن البلدية تحصلت من سنة 2005 إلى سنة 2010 على 50 إعانة للسكن الريفي، لتضيف ولاية البليدة 150 إعانة أخرى في إطار برنامج القضاء على السكنات الهشة، أما مشاريع السكن الاجتماعي والتساهمي فهي غير موجودة ضمن برامج البلدية، لأن العقار غير موجود والمتوفر منه هو في الأصل ملك. أما بخصوص التهيئة الحضرية، فقد خصصت البلدية غلافا ماليا قدر ب 3 ملايير سنتيم من أجل تعبيد مركز الجبابرة وقد تمت الدراسة وإعلان المناقصة، إلى جانب مشروع توسيع الإنارة العمومية بتكلفة 500 مليون سنتيم، ويشمل مختلف أحياء ومداشر البلدية، بالإضافة إلى مشروع تعبيد الطريق الرابط بين الجبابرة ومفتاح، وكذا طريق تاشت الرابط والمار نحو صوحان، فضلاً عن تعبيد الطريق البلدي بحي الجمايبية. وعن مشاريع الصرف الصحي، أكد محدثنا أن نسبة الإنجاز بلغت 90 % من مشروع إنجاز شبكة المياه الصالحة للشرب، علماً أن البلدية تتزود بالمياه الصالحة للشرب من بلدية مفتاح مرة كل أسبوع، وهذا غير كاف على حد تعبيره، حتى أن بعض السكان يتزودون من مياه آبارهم الخاصة. قاعة علاج جديدة وعجز في النقل وهياكل التربية والشباب وتحوي بلدية الجبابرة مركزين صحيين بحي أولاد رجم، ويوجد بها مشروع لإنجاز قاعة علاج بحي الجبابرة العليا، من شأنها تخفيف الضغط على المراكز الصحية الأخرى وقد تم اختيار العقار المناسب لذلك وإعلان المناقصة الخاصة بالمشروع، وحسب مسؤول البلدية، فإن هناك عيادة متنقلة تأتي مرة في الأسبوع من دائرة مفتاح. ليبقى مشكل خدمات النقل مطروحاً رغم وجود 15 حافلة تضمن تغطية مختلف الخطوط بالبلديات المجاورة... والمشكل يعود إلى انعدام انضباط الناقلين في مواعيد تنقلهم. وبشأن النقل المدرسي، أكد محدثنا أن البلدية بها حافلتان لنقل الطلبة إلى ثانوية مفتاح، فزائر المنطقة لا بد عليه أن ينتظر قرابة الساعة لكي يظفر بحافلة، ناهيك عن طول الطريق. إلى جانب ذلك، سطرت البلدية برنامجاً فيما يخص المرافق الرياضية والثقافية، فهناك مركز ثقافي في طور الإنجاز بلغت نسبته 20 % كلف حوالي مليار سنتيم، بالإضافة إلى إعادة تأهيل ملعب رياضي وترميم غرف الملابس، وهناك مشروع قيد الدراسة يتضمن قاعة للمطالعة.