أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، عزمه الاستمرار في الإصلاح السياسي والاقتصادي، في الوقت الذي حذر فيه من أن بلاده تتعرض لما وصفه ب»مؤامرة كبيرة«، مشدداً على أن سوريا ليست بمعزل عما يجري في المنطقة، إلا أن "لديها خصائص تميزها عن غيرها من الدول العربية. وبينما ذكر الأسد، في خطابه أمام مجلس الشعب ، أن القيادة القطرية تدرس عدة قرارات تتعلق بمكافحة الفساد وزيادة الأجور، على أن تكون هذه القضايا على رأس أولويات الحكومة الجديدة، لوحظ عدم تطرقه لموضوع إلغاء قانون الطوارئ الذي كان ينتظره الجميع، وسبق أن أعلنت مستشارته الإعلامية والسياسية بثينة شعبان بأن القرار قد أتخذ فعلا. وتابع الرئيس السوري، خلال الخطاب الذي قاطعه العديد من النواب بترديد الشعارات المؤيدة للأسد أو إلقاء قصائد شعرية لتمدحه، بقوله إنه لا مكان لمن يقف في الوسط"، في إشارة إلى »المؤامرة« التي تتعرض لها سوريا، وأضاف: "لن نتردد يوماً في الدفاع عن مصالحنا، وإذا فرضت علينا المعركة اليوم فأهلاً وسهلاً بها وعن الاحتجاجات التي اندلعت مؤخرا في عدد من المدن السورية للمطالبة بالإصلاح، قال الأسد، إن الإصلاحات بدأت منذ عام 2005، إلا أن الأمور تسير ببطء، مؤكدا بأن هذه الإصلاحات ليست نتيجة للأحداث الأخيرة. وأكد على أن البقاء بدون إصلاح مدمر للبلد، ولكنه أضاف قائلا إن التحدي الآن، هو تحديد ما هو نوع الإصلاح الذي نسعى إليه. كما شدد على تبنيه سياسة تهدف إلى التوزيع العادل للتنمية في سوريا، معرباً عن أمله في أن يشهد العام 2011 الجاري دماء جديدة، لننتقل إلى مرحلة جديدة، معتبرا أن الأزمات التي تواجهها بلاده هي سر قوتها، وقال إن الأزمات حالة إيجابية، إذا استطعنا أن نسيطر عليها ونخرج منها ناجحين، ولكن: علينا مواجهة الأزمات بثقة كبيرة، وأمل في تحقيق الانتصار، كما شدد على أن وأد الفتنة واجب وطني وأخلاقي وشرعي، ومن يستطيع وأدها ولا يفعل فهو جزء منها. وفي تعليق له حول سقوط ضحايا من المدنيين خلال الأحداث الأخيرة، شدد الأسد على أنه كانت هناك تعليمات واضحة، بعدم جرح أي مواطن سوري، مشيراً إلى أن هؤلاء الضحايا سقطوا بسبب ما أسماها أخطاء اللحظة، نتيجة أعمال الفوضى التي شهدتها بعض المدن السورية. وقال الأسد لا نستطيع أن نقول إن كل من خرجوا متآمرين، في إشارة للاحتجاجات وأعمال العنف التي اندلعت في كل من درعا واللاذقية، مشيراً إلى أن هناك بعض الأطراف، دون أن يحددها، سعت إلى الخلط بين دعوات الإصلاح واستغلال الحاجات اليومية للمواطنين، من أجل إثارة الفتنة في سوريا، موضحا أن الفتنة بدأت قبل أسابيع بتحريض عبر الفضائيات، كما استبق الأسد منتقديه . ويُعد هذا الخطاب هو الأول للرئيس السوري، منذ تفجر احتجاجات غير مسبوقة في بعض مناطق سوريا، في أكبر تحدي لنظامه منذ توليه السلطة خلفاً لوالده عام 2000.