بشار الأسد: سوريا تتعرض لمؤامرة كبيرة تمتد خيوطها بين الداخل والخارج قال الرئيس السوري بشار الأسد أمس إن سوريا هدف "مؤامرة" لأحداث صراع طائفي ولكن بعض السوريين الذين تظاهروا ضد حكمه لهم مطالب مشروعة. وأضاف في جلسة أمام البرلمان في أول تصريحات علنية منذ اندلاع الاحتجاجات في جنوب سوريا وامتدادها لوسط البلاد والمناطق الساحلية إنه لا يمكن القول بأن كل من خرج للشوارع يعد متآمرا. و اتهم الرئيس السوري من وصفهم ب"الأعداء" باستهداف سورية، واعتبرها "أذكياء في اختيار الأساليب"، مقابل "غبائهم في اختيار الوطن والشعب". وقال "إن الشعب السوري شعب مسالم ولكن إذا فرضت علينا المعركة اليوم فأهلا وسهلاً بها"، معتبرا أن البقاء بدون إصلاح "مدمر" لكنه حذر من أن الضغط للتسرع فيه "سيكون على حساب النوعية". وقال بشار ، في كلمته أمام البرلمان السوري: "يعمل كل أعداء نا بشكل منظم لضرب الاستقرار في سوريا وتزايد الدور السوري بمبادئه ، يقلق الأعداء "، مؤكدا أن سورية تعرضت لامتحان وفي كل مرة تزداد منعه . وأضاف:"ليس كل من خرج في المظاهرات متآمر كي نكون واقعيين ولكن حصل تغرير لهم من قبل بعض الأطراف التي تريد ضرب الاستقرار في سورية ". وأعرب عن أسفه للأحداث التي مرت بها سوريا وضحايا هذه الأحداث ، مؤكدا أن التحولات التي تحدث في المنطقة ستترك تداعياتها وسوريا ليست بمعزل عن هذه الأحداث لكن مع ذلك حصل ما يعزز وجهة النظر السورية بشأن الحالة الشعبية العربية التي كانت مهمشة لعقود الآن عادت إلى قلب الأحداث في منطقتنا . وأكد أن هذه التحولات تزيد الآمال في رأب الصدع العربي ، "ونعتقد أن التحولات ستؤدي إلى تغيير مسار القضية الفلسطينية من مسار التنازلات إلى التمسك بالحقوق ". وكان الرئيس بشار قد قوبل لدى وصوله إلى قاعة البرلمان السوري باستقبال حافل وعاصفة من التصفيق. و حسب الأسد فإن الفتنة في سوريا بدأت قبل أسابيع بتحريض عبر الفضائيات، ففي بعض الفضائيات أعلنوا عن تخريب أماكن قبل تخريبها بساعات. وقال:"عندما كشف الشعب السوري بوعيه الشعبي والوطني المؤامرة أصبحت الأمور سهلة وكان الرد من قبل المواطنين أكثر من الدولة وعادت الوحدة الوطنية سريعا إلى سورية". واعتبر أن ما يحدث في سوريا يأتي في أطار سلسلة من الخطوات، تهدف الخطوة الأخيرة منها إلى تفتيت سورية حتى تزول آخر عقبة أمام إسرائيل. وأضاف "بدأوا بالتحريض بالفضائيات والانترنت ، ثم موضوع التزوير ، تزوير المعلومات والصورة وكل شيء. وبعدها أخذوا محورا آخرا وهو المحور الطائفي وتحريض الطوائف على بعضها البعض، وليعززوا ذلك أرسلوا ملثمين ليدفعوا الناس للخروج إلى الشارع تحسبا لهجوم الآخرين. ثم دخلوا بالسلاح وقتلوا الأشخاص". وأكد الرئيس السوري أن المحرضين على الفتنة "امتلكوا هيكلة واضحة وبدأوا بمحافظة درعا". وقال "البعض يقول "درعا" لأنها حدودية. وأنا أقول إذا كانت حدودية فهي في قلب كل سوريا وإذا لم تكن في وسط سورية فهي في قلب سورية والوفاء لكل السوريين وهذا تاريخها. وهي النسق الأول في مواجهة إسرائيل والدفاع عن الوطن". وأضاف "وبالتالي لا تحملون أهل درعا ما حصل ولكنهم يحملون مسؤولية في وأد الفتنة.. وسيقومون بتقويض القلة القليلة التي تريد تخريب الوحدة الوطنية". وأشار الأسد إلى أن الدماء التي نزفت دماء سورية ويجب أن نبحث عن الأسباب والمسببين ونحاسبهم، كما يجب أن نعمل بأقصى سرعة لرأب الصدع. واعتبر الأسد أن جانبا مما يحدث اليوم مشابه لأحداث عام 2005 وهي عبارة عن حرب افتراضية "لنشعر أن الأمور انتهت وانه ليس أمامنا سوى الاستسلام". م.م/ الوكالات