بلغ حجم المبادلات التجارية بين الجزائر والصين 2.5 مليار دولار خلال السداسي الأول من السنة الجارية بتحقيق نسبة نمو قدرت ب 8.4 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، في وقت عبرت فيه الصين عن استعدادها للاستثمار في قطاعي النسيج والتجهيزات الكهرومنزلية بالجزائر. وعرفت المبادلات التجارية بين الجزائر والصين هذه السنة انتعاشا مقارنة مع السنة الماضية التي قدر فيها حجم هذه المبادلات ب 4.5 مليار دولار طيلة السنة بنسبة نمو قدرت ب 10.6 بالمائة. لكن وبالرغم من حجم هذه المبادلات فإن الجزائر لا تزال تسجل عجزا تجاريا تجاه الصين يقدر ب 3 ملايير و200 مليون دولار، حسبما أكده السيد إبراهيم جابر رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة في تصريح للصحافة على هامش منتدى رجال الأعمال الجزائريين الصينيين الذي عقد أمس بفندق الهيلتون بالجزائر، وذلك كون الجانب الصيني هو المستفيد الأكبر من الشراكة بين البلدين في الوقت الذي تبقى فيه الجزائر بلدا مستوردا فقط للمنتوجات الصينية، علما أن الصادرات الجزائرية من بترول وغاز تجاه الصين ضعيفة جدا. من جهته؛ عبر السيد يان جيفاي رئيس المجلس الصيني لترقية العلاقات التجارية الدولية عن استعداد الشركات الصينية للاستثمار في الجزائر مع احترام التشريعات الجزائرية والسياسات المطبقة من طرف الحكومة والمتمثلة في القرارات التي ينص عليها قانون المالية والتي تجبر المستثمر الأجنبي على أن لا يملك أكثر من 49 بالمائة من الأسهم في الشركة المختلطة التي ينشئها مع جزائريين على أن يملك الطرف الجزائري 51 بالمائة من الأسهم المتبقية. وأكد المتحدث أن الصين مهتمة بالاستثمار في الجزائر في مجال النسيج والتجهيزات الكهرومنزلية، وهو ما يجعلها تولي أهمية للثروات الطبيعية كالقطن لاستغلاله في تطوير هذه الصناعة، مضيفا أن المجلس الذي يرأسه يشجع الشركات الصينية على الاستثمار بفتح فروع تابعة لها بالجزائر في ميدان صناعة التجهيزات الكهرومنزلية المختلفة. كما أنها مستعدة لنقل خبرتها وتجربتها في مجال التسيير لكن ذلك لن يتحقق بدون تعاون الجهات الجزائرية على حد تعبيره. وسبق أن وقعت الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة هذه السنة على اتفاقية مع الجانب الصيني لدفع الشراكة بين البلدين وتطويرها، حيث يتفاوض الطرفان حاليا حول إمكانية إيجاد فرص لهذه الشراكة في مجالات الصيدلة، العتاد الطبي، البيئة، السياحة، والبناء. كما عبر الطرف الصيني خلال هذا اللقاء عن رغبته في مرافقة الجزائر في آجال إعادة الهيكلة الصناعية وخلق مناصب الشغل، إلى جانب تسويق المنتوجات الصينية في السوق الجزائرية التي تحتل موقعا جغرافيا استراتيجيا بين إفريقيا وأوروبا اللتين تركز عليهما الصين حاليا لتسويق منتوجاتها. وينحصر الاستثمار الصيني بالجزائر حاليا في مجالات البترول والغاز لذا تطمح الصين لتوسيع استثماراتها لتمس مجال صناعة التجهيزات والآلات المستعملة في هذا الميدان لمساعدة الجزائر على تطوير صناعتها. وذكر رئيس المجلس الصيني لترقية التجارة الدولية أن الشركات الصينية التي تنشط حاليا بالجزائر في مجالات الاتصالات وإنجاز مشروع الطريق السيار شرق - غرب توظف عددا كبيرا من الجزائريين بحيث يتجاوز عدد الجزائريين الموظفين بهذه الشركات ثلاث مرات عدد العمال الصينيين كما أنهم يستفيدون من دورات تكوينية في الصين يضيف المتحدث.