وقعت أمس كل من الجمعية الجزائرية لسيدات الأعمال والمديرات الجزائريات ومنتدى رجال الأعمال الجزائريين اتفاق شراكة وتعاون مع الغرفة البلغارية للبناء خاص بتطوير والمساهمة في قطاع البناء بالجزائر من خلال إشراك المؤسسات البلغارية التي تحتل الصدارة أوربيا من حيث الهندسة المعمارية وجودة منشئاتها وهي التي ساهمت غداة استقلال الجزائر في بناء العديد من المنشئات القاعدية قبل ان تنقطع علاقات التعاون بين البلدين بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي مر بها الطرفان. وقد حضر مراسيم توقيع الاتفاق كل من رئيسة الجمعية الجزائرية لسيدات الأعمال والمديرات الجزائريات السيدة خديجة بلهادي والسيد رضا حمياني رئيس منتدى رجال الأعمال الجزائريين وأعضاء من الهيئتين إلى جانب وفد بلغاري يضم رجال أعمال ورئيس الغرفة البلغارية للبناء ومسيري عدد من المؤسسات الهامة الذين ابدوا استعدادهم لتجديد جسور التواصل والتعاون بين البلدين بعد انقطاع دام أزيد من ثلاثة عقود. ويندرج بروتوكول الاتفاق الموقع بين البلدين في إطار الجهود الرامية لتطوير قطاع البناء في بلادنا التي تحولت إلى ورشة مفتوحة بالاستعانة بالخبرات الأجنبية المعروفة في هذا المجال من خلال ربط شراكات من شأنها ان تسرع من عمليات الانجاز من جهة وكذا اكتساب الخبرة ونقل التكنولوجية الأجنبية من جهة أخرى مع البحث عن شركاء اقل تكلفة وأكثر نجاعة وهو المعروف عن دولة بلغاريا. وتعد بلغاريا رائدة في مجال البناء والتصاميم الهندسية الراقية وذلك على المستوى الأوروبي بحيث تحتل الصدارة في هذا القطاع وتنافس الآسيويين في مجالها وقد كانت لها تجربة وتواجدا بالجزائر عقب الاستقلال مباشرة -بالإضافة إلى مساندة بلغاريا للثورة الجزائرية- من خلال إرسال عدد من الخبرات البلغارية إلى بلادنا للإسهام في بنائها بعد أن كانت السباقة إلى فتح سفارة لها بالجزائر حتى قبل الإعلان الرسمي عن الاستقلال، وقد كان لها تدخل في العديد من المجالات لا سيما البناء والصحة في إطار التعاون بين البلدان الاشتراكية قبل أن تعرف هذه البلدان تحولا وانتقالا في أنظمتها بشكل كلي ترتب عنه اضطرابات داخلية تسببت في حدوث قطيعة في مجال التعاون بين البلدين. وقد اعتبر السيد محمد شامي رئيس الغرفة الجزائرية للصناعة هذا الاتفاق استراتيجيا ويندرج ضمن التوجهات التي سطرتها الحكومة ومخططاتها المستقبلية التي ترتكز على تطوير عدد من القطاعات لا سيما قطاع البناء ومنه جاءت هذه الاتفاقيات التي سيتم من خلالها إقحام شركات البناء البلغارية من خلال ربط علاقة شراكة يستفيد منها الطرفان خاصة الجانب الجزائري الذي يركز على الخبرة واكتساب المعرفة والتقنيات، كما أن هذه المبادرة تعد فرصة لبعث العلاقات الاقتصادية التي تعد شبه منعدمة لغياب المبادلات التجارية. من جهتها اعتبرت السيدة خديجة بلهادي الاتفاق المبرم بين رجال الأعمال البلغاريين منعرجا آخر في العلاقات بين الجزائر وبلغاريا وتفتحا نحو اكتشاف شراكات أخرى لبلدان أخرى لها قدرة تنافسية كبيرة أكثر تواضعا وأقل كلفة بالنسبة للاقتصاد الوطني.