كشف صالون المهن والحرف الذي احتضنته دار الثقافة ''رشيد ميموني'' بمدينة بومرداس الأسبوع المنصرم، توجه شريحة واسعة من الشباب إلى تعلم مهنة أو إتقان حرفة يواجهون بها عالم الشغل الواسع ومتعدد الاختصاصات، كما كشف الصالون كيف أثر الواقع المعاش على إدراج تخصصات جديدة ظهرت الحاجة إليها مؤخرا ومنه تخصص إسعاف الأمومة أو تكوين مربيات أطفال متخصصات. بالتطور السريع الذي يشهده مجتمعنا ظهرت الحاجة إلى عدة تخصصات مهنية تسد بعض الفراغات التي قد تكون عائقا أمام الإنتاج، إننا هنا نتحدث عن المرأة العاملة بشكل خاص التي تتوجه عادة إلى ترك أطفالها في روضة الأطفال. هاته الأخيرة تنامت في السنوات الأخيرة بشكل ملفت للانتباه حتى ظهرت معها الحاجة إلى تكوين مربيات متخصصات، وهو ما اصطلح على تسميته بإسعاف الأمومة، هذا التخصص قد تم إدراجه في رزنامة التخصصات المقترحة في عالم التكوين المهني والتمهين عام ,2010 وستتخرج أول دفعة تتكون من 17 متربصة نهاية جوان ,2011 بحسب شرح الآنسة غلايمي ليندة أستاذة تخصص إسعاف الأمومة بمركز التكوين المهني والتمهين أولاد موسى,2 وقالت المتحدثة وهي خريجة علم النفس التربوي من جامعة بوزريعة إن هذا التخصص خدماتي يهتم بالكثير من الأمور المتعلقة بالمناهج والأنشطة الخاصة برياض الأطفال وتكوين مربيات في المهارات العلمية والتربوية والتدريب عليها في مجال الاهتمام بالأطفال من سن 3 أشهر فما فوق، إضافة للهدف الرئيسي منها تجديد الخبرات التربوية والاطلاع على المستجدات في التعامل مع الأطفال وتنفيذ الأنشطة المختلفة. وأكدت المتحدثة التي التقتها ''المساء'' على هامش زيارتها لصالون المهن والحرف المنظم من 09 إلى 13 ماي الجاري بمدينة بومرداس، أن إدراج هذا التخصص في مراكز التكوين المهني والتمهين جاءت حسب الطلب، بمعنى أن كثرة الطلبات الموجهة من طرف شابات ونساء أردن تلقي تكوينات متخصصة وذات نوعية في مجال تربية الأطفال، جعل مديرية التكوين المهني والتمهين تفكر في فتح هذا التخصص كخطوة أولى في مركز أولاد موسى,2 مع توسيع مجال هذا التخصص تدريجيا على مراكز الوطن حسب الحاجة. وعلى مدار 18 شهرا مدة التكوين في ''إسعاف الأمومة'' في الدورة التكوينية الجارية تتلقى المربيات المتربصات دروسا ممنهجة لتحسين الأداء التربوي والاهتمام الأفضل بالطفل من عمر 3 إلى 6 سنوات باعتبارها مرحلة الأساس في بناء شخصية الطفل وصقلها وتلقينه المهارات الأولية في تعامله مع البيئة وتعزيز القيم الإيجابية في نفسه وتعويده عادات سلوكية وصحية سليمة، كل ذلك يكون وفق أنشطة تربوية متنوعة مثل إلقاء القصص وتعليم الأغاني وغيرها. تكون الفترة الأخيرة من التربص مخصصة للتطبيق، بحيث يكون على المتربصات إجراء تربص تطبيقي بإحدى رياض الأطفال، وهو ما أكدت بشأنه متربصات أنهن لم يجدن صعوبة كبيرة في التأقلم مع العمل بفضل ما تعلمنه. منهن الآنسة كودري أنيسة التي كانت تقدم شروحات لزوار الجناح بالصالون، فاعترفت ل''المساء'' أن احتكاكها المستمر بالأطفال منذ أن كانت عضوا في الكشافة الإسلامية إلى عملها كمربية في إحدى الرياض جعلها تبحث عن تأهيل في مجال عملها حتى تتقنه أكثر، فكان أن بحثت لما يزيد عن 5 أشهر عن مركز متخصص إلى ان وجدت ضالتها في مركز أولاد موسى,2 ''بعد 15 يوما سأتخرج حاملة شهادة كفاءة في تربية الأطفال، وبذلك سأعمل في تخصصي بعد أن صقلت موهبتي بدروس توجيهية وأخرى تطبيقية بالكثير من الراحة'' تقول المتحدثة. من جهتها تقول الآنسة نسرين بن حميدات إنها أرادت في البداية تلقي تربصا في الحلاقة ثم تم توجيهيها من طرف مستشارة التوجيه على مستوى مديرية التكوين المهني الكائنة بالديار الخمسة إلى تخصص جديد هو إسعاف الأمومة، وبالفعل التحقت به وهي حاليا في تربص لمدة 45 يوما. وتبدو الفتاة مقتنعة جدا بهذا التخصص لدرجة عزمها وثلاث من صديقاتها في الشروع مستقبلا في تحضير ملف ''اونساج'' والاستفادة من دعم أجهزة الدولة ثم فتح روضة أطفال خاصة بضواحي الرغاية أو بودواو شرق ولاية الجزائر.