نظمت مديرية الثقافة لولاية سكيكدة مؤخرا، على مستوى 08 مدارس ابتدائية تقع على مستوى المدينة، قافلة ''الحقيبة المتحفية''، بمشاركة خبراء في علم الآثار من المتحف الوطني سيرتا بقسنطينة والمتحف الوطني بسطيف، تم من خلالها تقديم دروس تطرقت إلى دور الحقيبة المتحفية في التعريف بالآثار، وكذا مغزى الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف الذي يصادف 18 جوان من كل سنة. ... نظمت بالمناسبة أيضا خرجة ميدانية إلى الموقع الأثري ''بارسيانيس''، أو كما يعرف بالآثار الرومانية المقدسة الواقعة بمحاذاة شاطئ قرباز ببلدية فلفلة في الجهة الشرقية من مدينة سكيكدة على بعد 52 كلم، وذلك لفائدة طلبة جامعة 20 أوت 55 قسم التاريخ بمدينة بارسيانيس الأثرية، حسب الآنسة جقريف غنية مسؤولة مصلحة حفظ التراث الثقافي بمديرية الثقافة لولاية سكيكدة، تعود إلى الفترة الرومانية، حيث يتربع هذا الموقع على مساحة تقدر ب04 هكتارات مع وجود بناية رومانية متهدمة وآثار واضحة للجدران والحجارة المنحوتة، إلى جانب قطعة فسيفساء نادرة ذات أشكال هندسية وألوان مختلفة تم اكتشافها بنفس المكان، إلى جانب بعض أجزاء فخارية، وكذا أجزاء لعمود من الرخام لمعبد روماني يتواجد داخل تجمعات عمرانية قديمة في شمال إفريقيا على التماس المباشر مع شاطئ البحر اللازوردي. في سياق آخر، أكد لنا ذات المصدر أن خبراء من المركز الوطني للبحث في علم الآثار، سيشرعون بداية من الأسبوع الداخل في أعمال حفر وتنقيب، الأول على مستوى مسجد سيدي علي الكبير بمدينة القل الذي بني أثناء التواجد العثماني بالمنطقة يرجع تاريخه الى سنة ,1756 والثاني على مستوى منطقة خماخم التابعة لبلدية أولاد احبابة التي تم اكتشافها من قبل مواطن أثناء قيامه بأشغال الحفر لبناء مسكنه. للإشارة، فإن سكيكدة سبق لها وأن تدعمت خلال السنة الماضية ببرنامج، خصص بالأساس لتصنيف كل المواقع الأثرية والمعالم التاريخية المتواجدة بتراب الولاية، منها تصنيف المجمع العمراني شارل مونطالو الذي يضم كلا من النزل البلدي والمركز البريدي والبنك المركزي وما يحيط بهم من حدائق وتماثيل، بالإضافة إلى المسرح الجهوي.. كما تم خلال نفس السنة اكتشاف 11 موقعا أثريا كلها تعود إلى الحقبة الرومانية.. كما تقرر أيضا وخلال السنة الجارية 2011 إخضاع كل من حي القبية العتيق الواقع بمدينة سكيكدة، الذي تم بناؤه على النمط العربي الإسلامي الأصيل خلال الفترة الاستعمارية الأولى والذي يشبه إلى حد كبير ديار بني طريف الموجودة بالأندلس، وكذا قلعة القلة الرومانية الواقعة ببلدية أولاد احبابة شرق سكيكدة، إضافة إلى محطة القطار التي بنيت في 28 مارس1937 وفق التصاميم الهندسية العربية الأصيلة، وقبور الدولمان المتواجدة بغابة دومبو بالقل، أو كما تعرف باللغة البربرية المنطوقة بالناحية ''أفلكون''، لدراسة علمية من قبل خبراء مختصين، وهذا من أجل الحصول على أغلفة مالية تخصص للقيام بأشغال الترميم والصيانة وإعادة الاعتبار لها، لكونها تشكل موروثا تاريخيا يجب المحافظة عليه، ناهيك عن أشغال الترميم التي تم الشروع فيها من أجل الحفاظ على الموروث التاريخي لعاصمة الولاية، التي تزخر بالعديد من الآثار التاريخية التي تجسد البعد التاريخي للمنطقة الضارب في عمق التاريخ، منها آثار منطقة تمالوس وكركرة بالجهة الغربية من الولاية، وكذا سوق اليهود بالقرب من منطقة بونغرة في شبه جزيرة القل، والتي تشمل روائع مغاليتية هامة، عبارة عن نصب ومعالم تعود إلى العصر النيوليتي أي 20.000 قبل الميلاد، زيادة على العديد من الآثار الأخرى التي تعود إلى الحقبة الفينيقية الممتدة من القرن 11 و12 ق. م على طول الواجهة البحرية بكل من روسيكادا (سكيكدة) وشولو (القل) وسطورة، ومعظمها ما زال شاهدا إلى يومنا على تلك الحقبة التي صنعت مجد المنطقة، ناهيك عن الآثار الرومانية المختلفة، لا سيما تلك التي تؤرخ لحكم الملك أنطونيوس خلال الفترة ما بين 182 و96 بعد الميلاد والتي من خلالها عاشت روسيكادا أزهى عهودها، إضافة إلى الآثار الوندالية والآثار الإسلامية...